أويل برايس: معنويات أسواق النفط هبوطية مع اقتراب العام من نهايته
تتجه أسواق النفط العالمية مع نهاية العام الجاري إلى الهبوط، فيما يعزى ذلك إلى قرار الاحتياطي الفيدرالي بتبني سياسات نقدية حذرة وتجنب تخفيضات حادة في أسعار الفائدة، ما أثر على توقعات النمو العالمي، وفقا لتقرير من "أويل برايس" الصادر اليوم.
وسجل خام برنت 72.94 دولار للبرميل بعد انخفاض بنسبة 2.5% خلال الأسبوع، بينما بلغ خام غرب تكساس الوسيط 69.46 دولارا بانخفاض قدره 3%.
ونوه التقرير إلى أنه لا تزال الصين تمثل عاملا هبوطيا للنفط، حيث تحاول جميع التوقعات لعام 2025 تقريبا أن تتفوق على بعضها البعض من حيث الاتجاه الهبوطي، وكل هذا يؤدي إلى انخفاض أسعار برنت إلى 72 دولارا للبرميل مرة أخرى.
أشار إلى أن العقود الآجلة للنفط الخام الخفيف تواجه معنويات هبوطية مدفوعة إلى حد كبير بالمخاوف بشأن النمو الاقتصادي العالمي والطلب على النفط.
وبيانات الإنفاق الاستهلاكي الضعيفة من الصين، أكبر مستورد للنفط في العالم، ألقت بظلال من الشك على مرونة انتعاشها الاقتصادي، وعلى الرغم من علامات التحسن في الإنتاج الصناعي، فإن التوقعات الأوسع للطلب الصيني لا تزال ضعيفة، حيث تكافح بكين لتنفيذ تدابير تحفيز فعالة.
وتوقع التقرير أيضا أن تؤدي سياسات تحول الطاقة في الصين إلى الحد من استهلاك النفط على المدى الطويل، ما يزيد من إضعاف آفاق النمو في أسواق النفط العالمية.
أضاف أنه على المستوى العالمي تشير البنوك المركزية في الاقتصادات الرئيسية إلى سياسات نقدية حذرة وقد خفض بنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي أسعار الفائدة لكنه حذر من استمرار التضخم، في حين اختار صناع السياسة الأوروبيون والآسيويون الحفاظ على مواقف أكثر صرامة.
وذكر أن هذه الإجراءات تعكس المخاوف المتزايدة بشأن تباطؤ النشاط الاقتصادي، الذي من المتوقع أن يحد من نمو الطلب على النفط حتى عام 2024.
ولفت التقرير إلى توقع المحللين للعام الثاني على التوالي، ضعف التوسع في الطلب مع تجاوز العرض للاستهلاك.
ونوه إلى تنامي التوترات الجيوسياسية وتحديات العرض حيث لا تزال المخاطر الجيوسياسية عاملا حاسما بالنسبة لأسواق النفط، ما يضيف طبقات من عدم اليقين ولكنه يفشل في توفير دعم مستدام للأسعار.
وكثفت الدول الغربية بما في ذلك الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة- بحسب التقرير- العقوبات ضد صادرات النفط الخام الروسية مستهدفة أساطيل ناقلات الظل والكيانات التي تقوم بالتسهيل لكن تأثير هذه التدابير كان محدودا.
من جانبه، ذكر تقرير "ريج زون" النفطي الدولي أن النفط الخام سجل خسارة أسبوعية مع تقييم المستثمرين للنهج الأبطأ الذي يتبعه بنك الاحتياطي الفيدرالي لخفض أسعار الفائدة، وتهديد الرئيس المنتخب دونالد ترامب بفرض رسوم جمركية على دول الاتحاد الأوروبي ما لم تشتري المزيد من النفط والغاز الأمريكي.
أشار إلى استقرار العقود الآجلة لخام برنت دون تغير يذكر بالقرب من 73 دولارا للبرميل لتعزز تراجعا 2.1 % على مدى الأسبوع وقد استقر خام غرب تكساس الوسيط فوق 69 دولارا للبرميل، مع انخفاض عقد فبراير بنسبة 1.9% في ختام الأسبوع الماضي.
وأبرز التقرير قول ترامب أنه يريد من الاتحاد الأوروبي أن يقوم بمشتريات واسعة النطاق من النفط والغاز الأمريكي وهدد بفرض رسوم جمركية إذا لم يفعلوا ذلك مما يزيد من المخاوف الاقتصادية الأوسع حيث تواجه الإدارة الأمريكية إغلاقا وشيكا بسبب خطط التمويل.
ولفت إلى تقليص مجلس الاحتياطي الاتحادي الأمريكي عدد التخفيضات التي يتوقعها العام المقبل مما يشير إلى نهج أكثر تشددا تجاه التضخم.
ونوه بتقليص النفط الخام خسائره وارتفعت الأسهم الأمريكية بعد أن أصبح مقياس التضخم المفضل لدى البنك المركزي ضعيفا لشهر نوفمبر، ما يشير إلى أن عمليات البيع بعد إعلان بنك الاحتياطي الفيدرالي كانت مبالغ فيها.
ونقل التقرير عن شركة تي دي سيكيوريتيز، تأكيدها أن إشارة البنك المركزي إلى أنه سيخفض تخفيضات أسعار الفائدة مرات أقل في العام المقبل "ليست تطورا إيجابيا للغاية بالنسبة للأصول الخطرة والنفط هو واحد منها".