ماذا يحدث في المطبخ السعودي؟ قيادة نسائية تحافظ على الإرث

ماذا يحدث في المطبخ السعودي؟ قيادة نسائية تحافظ على الإرث

اشتهرت الطاهية السعودية ميادة بدر بلقب "ملكة الماكرون" بعدما افتتحت مخبز متخصص في إعداد الحلويات في 2012 بعد عودتها من دراسة الطهي في معهد لو كوردون بلو في باريس.

اليوم تقف ميادة على رأس هيئة فنون الطهي التابعة لوزارة الثقافة في بلادها التي تشهد تحولا في التعامل مع تراثها من خلال رؤية 2030.

وبعد إطلاق الرؤية شهدت السعودية ازدهار السياحة الذي أتاح تدفق السياح للمناطق التاريخية مثل العلا، وباتت بمنزلة نافذة للمرأة السعودية للولوج إلى عوالم وفرص، ما انعكس على ازدياد نسبة مشاركتها ضمن القوى العاملة 33.2% في 2020، بعدما كانت لا تتجاوز 19.4%. كما ارتفعت نسبة الشركات الصغيرة المملوكة للنساء من 22% إلى 38% عن الفترة ذاتها.

يوجد مجال واحد على الأخص يشهد ثورة ثقافية وهو مشهد الطهي السعودي، الذي تقوده النساء اللاتي يفتتحن المطاعم ويدرن المطابخ ويبتكرن في مجال التغذية. تقف هؤلاء النساء في طليعة الحفاظ على تاريخ الطهي السعودي وتقاليده. تسير البلاد على مسار سيفتح الفرص أمام مواطنيها، ويمكن رؤية ذلك في الطهاة المبدعين وخبراء الطهي الذين يجوبون البلاد اليوم.

ميادة بدر قالت لمجلة "Travel + Leisure" إن الصناعة تعززت بإعلان الطهي جزءا من هيئات الفنون، وإنها ليست هيئة طهي فحسب بل فن.

عملت التكنولوجيا على تبسيط العمليات الحكومية مثل تسجيل الشركات وإنشاء تطبيقات تمكن الأشخاص بيع كل شيء من المنتجات المزروعة محليا إلى الأطعمة التقليدية والبسكويت. "الآن يمكننا فعل كل شيء عبر الإنترنت. لدينا واحدة من أفضل البنى التحتية الحكومية عبر الإنترنت"، كما أضافت.

نساء في مشهد الطهي السعودي

لطالما كانت إنعام سالم شغوفة بالطهي، وهي المهارة التي تعلمتها من والدتها. وبعد طلاقها، أصبح الطهي مصدر رزقها.

بما أن الوجبات السريعة كانت رائجة، فقد استثمرت في أحد المطاعم، وأعدت شرائح اللحم في المنزل، وباعت البرجر في الحدائق. كان عملها ناجحا للغاية لدرجة أنها بدأت تبيع من عربة طعام في 2013.

وفي 2021، افتتحت إنعام مطعم برجر مستقل "إتش برجر"، المشهور بخبز البطاطس متعدد الألوان وأصابع الموزاريلا.

أما نورة الغشيري، أخصائية التغذية التي تلقت تعليمها في جامعة ستانفورد، فتسعى إلى تعليم المجتمع السعودي عن تاريخهم في الطهي وتقديم الاستشارات من وجهة نظر صحية. تقول نورة: "أريد أن أفتح هذا الباب أمام الفتيات والنساء الأخريات، أريد تمكينهن وأن أكون مرشدة لهن".

وفي فندق فور سيزونز الرياض في برج المملكة، يدير مطعم عبية لاونج فريق نسائي بالكامل. قال روبرت بوبينج، مدير الأطعمة والمشروبات في الفندق، للمجلة: "هذا تمكين لنا، فسيداتنا فخورات جدا بالعمل هنا".

في العلا، افتُتح فندق دار طنطورة الفاخر في البلدة القديمة في 2024 وعين ميثا ياسين رئيسة للطهاة في مطعمه الفاخر. تقول ميثا: "تقدمت بطلب للحصول على منحة دراسية وذهبت إلى فرنسا لدراسة الطهي (...) بدأت بالعمل في منتجعات في العلا وكنت المرأة الوحيدة في المطبخ".

أما هالة أبو عنق، وبمساعدة شقيقها، فقد كانت تطبخ من المنزل لمدة 17 عاما، باعت الزلابية المقلية التقليدية من منزلها، والآن، تملك مطعمين ومطبخين سحابيين في الرياض.

مكنت هيئة فنون الطهي، إلى جانب الحكومة المحلية، النساء من بدء الأعمال التجارية من خلال الاستثمار فيها، والأمثلة على ذلك كثيرة.

أرسلت هيئة فنون الطهي باحثين إلى مناطق السعودية لتوثيق الوصفات والأطباق التراثية التي تشكل المطبخ السعودي، وزيادة الوعي بجميع الأطباق المحلية من خلال نشر الكتب وإنتاج الأفلام الوثائقية وانتداب موظفين إلى الفعاليات والمهرجانات الغذائية في جميع أنحاء العالم.

ومن الخطط المستقبلية فتح معهد "لو كوردون بلو" في الرياض في 2025، وتقديم منح دراسية لدراسة الطهي في الخارج، إضافة إلى التركيز على استخدام المكونات الصحية في المأكولات التقليدية.

الأكثر قراءة