DeepSeek .. حوت أزرق ولدته الحاجة
فاجأ إطلاق نموذج اللغة الكبير R1 من شركة DeepSeek أوائل هذا الشهر صناعة التكنولوجيا وقرع جرس الإنذار في وادي السيليكون.
من مقاطعة تشجيانغ في الصين، موطن عملاقة التجارة الإلكترونية علي بابا، شقت الشركة الناشئة طريقها محدثة ضجة تردد صداها أرجاء العالم.
ومع تهديد الشركة لهيمنة الولايات المتحدة في القطاع الناشئ شديد التنافسية، تتخذ المقاطعة التي رعت الشركة الناشئة خطوات لتصبح مركزا رائدا عالميا للتكنولوجيات من جميع الأنواع، بحسب صحيفة ساوث تشاينا مورنينج بوست.
وأعرب مسؤولون محليون عن آمالهم في أن تعزز المقاطعة التقدم الصيني في الذكاء الاصطناعي وغيره من التكنولوجيات- وهو التطور الذي من شأنه أن يقوض ريادة الولايات المتحدة.
DeepSeek ليست شركة التكنولوجيا الوحيدة في تشجيانغ التي تثير ضجة. تعد عاصمة المقاطعة هانغتشو أيضا موطنا لشركة يوني تري لصناعة الكلاب الآلية وشركة جيم ساينس، مطورة اللعبة الشهيرة بلاك ميث: ووكونغ.
قال تشانغ تشيوي، رئيس شركة بين بوينت آسيت مانجمنت وكبير خبراء الاقتصاد فيها، إن ظهور ديب سييك غير مشاعر المستثمرين تجاه الصين - وهو إنجاز محلي حول تركيزهم من الموضوع النموذجي للتحديات الاقتصادية الكلية.
وأضاف "من المرجح أن يحفز نجاح ديب سييك بكين على تعزيز الابتكار التكنولوجي في القطاع الخاص. لقد كان الذكاء الاصطناعي أولوية قصوى لأعوام"، مبينا أن السوق تدرك الآن أن الابتكار في القطاع الخاص في الصين تنافسي على نطاق عالمي.
ومن مقاطعة تشجيانغ الشرقية إلى القارة الأمريكية، حاولت حكومة الولايات المتحدة لأعوام عديدة الحد من وصول الصين إلى شرائح أشباه الموصلات. وعلى حين غفلة، مهدت قيود التصدير طريق ابتكار DeepSeek الذي يهدد صناعة الذكاء الاصطناعي الأمريكية.
قال باتريك موورهيد، الرئيس التنفيذي لشركة موور إنسايتس آند إستراتيجي، لـ "بزنس إنسايدر": "بطريقة غير مباشرة، دفعت العقوبات التي بدأت في إدارة بايدن DeepSeek إلى أن تكون أكثر إبداعا في كيفية تدريب النماذج وتشغيلها. لا ينبغي لأحد أن يتفاجأ، لأن الحاجة أم الاختراع".
هل المنفعة جماعية؟
بعد أن أثارت أخبار "ديب سيك" موجة بيع في الأسهم الأمريكية، أبدى المستثمرون قلقهم من أن الحاجة إلى أجهزة كمبيوتر قوية لتدريب نماذج الذكاء الاصطناعي وتشغيلها قد تكون مبالغ فيها.
في الواقع، هذه نظرة ضيقة الأفق تجهل إدراك الفوائد الكبيرة التي تمثلها "ديب سييك" للاقتصاد الأمريكي وللشركات العالمية.
ما يثير الاهتمام هو أن هذه الابتكارات ليست احتكارية، حيث نشرتDeepSeek أوراقا تقنية مفصلة حول أساليبها وأتاحت النماذج ليستخدمها الآخرون. هذا يعني أن مطوري النماذج الآخرين يمكنهم تبني هذه الأفكار بسرعة، ما يسرع التقدم في هذا المجال.
إذن لماذا يعد هذا خبرا جيدا لسوق الأسهم، حتى لو تسبب في تقلبات قصيرة الأجل؟
سعة انتشار هذه النماذج عالية الأداء في استخدام الموارد تعزز من قدرة الشركات على الاستفادة منها. تعمل هذه النماذج تقليص حواجز تبني الذكاء الاصطناعي، وهذا يعني أن نماذج الذكاء الاصطناعي عالية المستوى ستكون متاحة بتكلفة أقل، ما يسمح لمزيد من الشركات تطبيقه على نطاق واسع.
قال فلوريان دويتو، الرئيس التنفيذي والمؤسس المشارك لشركة داتا ايكو، في مقال نشر على مجلة فورتشن، إن الحقيقة المُرة هي أن موجة الذكاء الاصطناعي الأخيرة أفادت في الأغلب الشركات التي "تبني" نماذج الذكاء الاصطناعي والبرامج والأجهزة.
لم يشهد بقية الاقتصاد، من الشركات المصنعة إلى شركات الأدوية وتجار التجزئة وشركات الطيران، المكاسب نفسها بعد. لذا فإن التحول الذي بدأته "ديب سيك" يعني أن مكاسب الذكاء الاصطناعي ستتقاسمها الشركات، طالما أنها تستطيع تطبيقه في جميع أعمالها.
تمثل إسهامات DeepSeek قفزة كبيرة إلى الأمام في مجال الذكاء الاصطناعي، ومن المتوقع أن تسهم في تغييرات تحويلية في تبني الذكاء الاصطناعي والابتكار التجاري.