6 أساليب تربوية لتنشئة أطفال فضوليين يحبون العلم

6 أساليب تربوية لتنشئة أطفال فضوليين يحبون العلم
"آي ستوك"

لا يريد أي والد رؤية طفله يشعر بالملل وعدم الاهتمام في المدرسة، وبعضهم لا يدركون حتى عندما يفقد أطفالهم الاهتمام بالتعلم، كما تقول المؤلفة والباحثة في مجال تربية الأطفال جيني أندرسون، لكن لحسن الحظ، يمكن للآباء تشجيع أطفالهم بفعالية على أن يكونوا أكثر فضولا ويبحثوا عن فرص للتعلم.
في استطلاع شمل 65 ألف طالب من الصف الثالث إلى الثاني عشر أجرته خبيرة التعليم ريبيكا وينثروب مع مؤسسة بروكينجز، قال 75٪ من طلاب الصف الثالث إنهم "يحبون" المدرسة، ولكن 25٪ فقط من طلاب الصف العاشر قالوا الشيء نفسه، وفقا للاستطلاع. في حين قال 65٪ من آباء طلاب الصف العاشر إنهم يعتقدون أن أطفالهم يحبون المدرسة، كما ورد في موقع شبكة سي إن بي سي.
الأطفال المشاركون في المدرسة - أي الفضوليون والمندفعون ذاتيا للتعلم - يكون أداؤهم الأكاديمي أفضل، ويطورون مهارات وصفات ستساعدهم على المدى الطويل. تظهر أبحاث أن الأطفال الذين يتمتعون بالفضول والدافع الداخلي يميلون إلى أن يصبحوا بالغين سعداء وناجحين.
قالت أندرسون إنه بغض النظر عن عمر أطفالك، يمكنك تشجيع فضولهم ومساعدتهم على تنمية شغفهم بالتعلم طوال حياتهم، وذكرت 6 توصيات لفعل ذلك:
-دعهم يتخذون القرارات ويتحملون العواقب
قالت أندرسون إنه في بعض الأحيان، علينا أن نسمح للأطفال باتخاذ قراراتهم بأنفسهم - حتى لو كان ذلك يعني مواجهتهم لعواقبها. مثلا، بدلا من إملاء جدول زمني صارم لكيفية أداء واجباتهم المدرسية ومتى، يمكن للوالدين محاولة منح الأطفال الحرية في تحديد جدولهم الزمني الخاص بهم.
لا يزال يتعين عليك وضع حدود ثابتة - يجب أن يتم إنجاز الواجبات - ولكن منح الأطفال الاستقلالية داخل هذه الحدود يمكن أن يساعدهم في تطوير الثقة والدافع لاتخاذ قرارات جيدة بأنفسهم، كما كتبت المؤلفة الأكثر مبيعا وخبيرة تربية الأطفال إستر فوجسيكي لصفحة سي إن بي سي ميك إت في 2022.
-تجنب التعليقات مثل "أنا لا أفلح في الرياضيات.. أو العلوم"
قالت أندرسون: "علّم أطفالك أن يتبنوا "عقلية النمو"، التي تتضمن التفكير في معرفتك وقدراتك كمهارات يمكنك تطويرها بمرور الوقت. الأشخاص الذين يتبنون النهج المعاكس، "العقلية الثابتة"، يميلون إلى أن يكونوا أقل تحفيزا لخوض تحديات جديدة".
وأضافت أن "هذه الأمور معدية"، وأن الآباء يجب أن يشجعوا أطفالهم على الاستمرار في المحاولة إذا لم ينجحوا في شيء ما على الفور: "الرياضيات مهمة للغاية في العالم، وإذا لم تفهم، دعنا نساعدك ... الجميع يستطيع التطور والدماغ مرن".
-تحدث عما يتعلمونه في المدرسة
تطرح أندرسون على أطفالها أسئلة محددة بعد المدرسة، لتجعلهم يتحدثون عما أعجبهم ولم يعجبهم في ذلك اليوم بالذات، وهي تشمل أسئلة مثل: ما نوع الأشياء التي تفعلها في تلك الحصة؟ هل كان تشريح الضفدع أمرا مقززا للغاية؟
وتقول أندرسون إن هذه الأسئلة لا تجعلك "والدا متدخلا"، بل تُظهر اهتمامك بتجربة أطفالك اليومية في المدرسة، وهو ما يبني الثقة ويشجع الأطفال على الانفتاح ويساعدهم في اعتبار أن اهتماماتهم ومشاعرهم وجيهة. كما تُظهر أبحاث أن مثل هذه المحادثات تساعد الأطفال أيضا على تطوير الوعي الذاتي والثقة التي يحتاجون إليها لتحفيز أنفسهم عندما يكبرون.
-اسأل عن الحصص الجيدة لا السيئة
في تلك المحادثات اليومية، لا تسأل عن أكثر المواضيع إحباطا لأطفالك منذ البداية، كما تقول أندرسون. إن البدء بأسئلة استقصائية حول مواضيع حساسة يمكن أن يجعل الأطفال أكثر قلقا وأقل ميلا إلى الانفتاح بشأن بقية يومهم.
قالت أندرسون: "تحدث عن شيء جيد حدث في يومهم". بعد ذلك، يمكنك التطرق بلطف إلى الموضوع الأكثر صعوبة: "هل كل شيء يسير على ما يرام في حصة الأحياء؟ هل هناك أي شيء تريد التحدث عنه، أي شيء تعتقد أنك بحاجة إليه؟"
تتفق مع ذلك جينيفر بريهيني والاس، وهي باحثة ومؤلفة أخرى في مجال تربية الأطفال: "لقد وجدت أن مثل هذه البداية البسيطة تؤدي في الواقع إلى محادثات أكثر عمقا مع أطفالي حول الديناميكيات الاجتماعية والصداقات والصحة والرفاهية".
-شارك أخطائك الخاصة وكيف تعلمت منها
قالت أندرسون، وهي مراسلة سابقة لصحيفة نيويورك تايمز، إنها ارتكبت ذات مرة "خطأ كبيرا" في إحدى مقالاتها أدى إلى نشر بيان رسمي لتصحيح ذلك. وقد حرصت على إخبار أطفالها بذلك وتعليمهم تحمل المسؤولية.
قالت أليسون بتلر، أستاذة علم النفس بجامعة براينت، لسي إن بي سي ميك إت العام الماضي، إن الشفافية بشأن أخطائك، سواء في الماضي أو الحاضر، والدروس التي تعلمتها منها يمكن أن تساعد في تخفيف ميول أطفالك إلى السعي وراء الكمال، ولاحظت أن الكمال يمكن أن يكون عائقا يمنع الأطفال من المخاطرة الضرورية أو اتباع فضولهم.
-ربط المعلومات
وفقا لاستطلاع مؤسسة بروكينجز، يقول 29% فقط من طلاب الصف العاشر إنهم يتعلمون عن المواضيع التي تهمهم في المدرسة. وقالت أندرسون إن الأمر يقف عند الآباء والمعلمين لربط "ما يحدث في الفصل الدراسي بما يحدث في العالم الخارجي".
إذا كان طفلك يحب ألعاب الفيديو مثلا، فيمكنك مناقشة المواد الدراسية التي تعلم المهارات المطلوبة لتصميمها - الفن والرياضيات والفيزياء وعلوم الحاسوب. وذكرت أن الأطفال لا يرون هذه الروابط بوضوح دائما، ويحتاجون إلى مساعدة أحيانا في فهم كيفية ارتباط المواد الدراسية باهتماماتهم الخارجية. "أنت تعرف ما يهتم به طفلك، لذا يمكنك محاولة ربط هذه المعلومات".

الأكثر قراءة