بضائع التجارة الإلكترونية تقفز بأسعار المستودعات في السعودية لمستويات قياسية

بضائع التجارة الإلكترونية تقفز بأسعار المستودعات في السعودية لمستويات قياسية

دفع النمو القوي للأسواق الإلكترونية أسعار المستودعات في السعودية إلى الصعود بقوة بنسب تجاوزت 20% في بعض أحياء الرياض، وفقا لما رصده خبراء عقاريون تحدّثوا لـ "الاقتصادية"، ليلحق قطاع المستودعات بموجة الصعود التي تشهدها السوق العقارية في مختلف مناطق السعودية.

في حي السليّ، شرق العاصمة السعودية الرياض، قفزت أسعار المستودعات خلال عام واحد بأكثر من 20%؜ للبيع والإيجار، ليصل سعر بيع المتر إلى 3200 ريال، وهو الأمر الذي أرجعه الخبراء إلى الإقبال الناتج عن حاجة أسواق التجارة الإلكترونية إلى مساحات واسعة لتخزين كميات كبيرة من البضائع في أماكن مخصصة قبل توزيعها.

وبِيع 147مستودعا بمبلغ تجاوز 200 مليون ريال في مزاد شهد منافسة كبيرة مع مشاركة أكثر من 200 رجل أعمال في المزايدة.

وبلغت المساحة الإجمالية للمستودعات والورش القريبة من الدائري الشرقي بالعاصمة الرياض أكثر من 142 ألف متر مربع، وصل قيمة المتر فيها إلى 3200 ريال في مزاد سحابة الرياض، الذي نظمته شركة المحافظ العقارية أخيرا.

وأشار الخبراء إلى أن هذا النوع من الاستثمار يدرّ أرباحا سنوية مجزية، بينما تندر فيه المخاطرة، كونه لا يحتاج صيانة وتجهيزات بمواصفات عالية.

عوائد مُجزية وأعباء بسيطة

محمد البادي، الخبير العقاري المتخصص في المزادات، والذي ذكر أن أسعار المستودعات في الرياض قفزت خلال عام بين 20 و30%، أكد أنّ المتاجر الإلكترونية والمواقع أسهمت في رفع الطلب على المستودعات بشكل كبير جدا؛ وقال لـ"الاقتصادية" إن أرباح هذا القطاع مضمونة وتصل إلى 9% سنوياً.

أضاف "المستودعات، عددها قليل جدا، وهي لا تحتاج إلى أعباء تشغيل وصيانة، وبالتالي زاد الطلب عليها".

ويرى الخبير العقاري عبد الله الموسى أيضا أن المزادات الأخيرة شهدت طلبا متزايدا على العقارات الصناعية، مثل المستودعات والورش، بدعم النمو الكبير في التجارة الإلكترونية واحتياجات التخزين المتزايدة.

وقال لـ "الاقتصادية" إن السوق "تتجه نحو تعزيز البنية التحتيّة اللوجستيّة لدعم القطاعات الحيويّة، مثل التصنيع والتجارة. المستودعات أصبحت محوريّة لتخزين البضائع في ظل ارتفاع المبيعات الإلكترونية، بينما تسهم الورش في تلبية متطلبات الإنتاج والتجميع مع التركيز على تعزيز الإنتاج المحلي".

وأضاف "مثل هذه المزادات تُبرز أهمية الاستثمار في العقارات الصناعية لدعم الاقتصاد المتنامي في السعودية، ما يعكس تحولاً كبيراً في أنماط التجارة الإلكترونية والعمل لتحقيق كفاءة أعلى وتنافسية أكبر في السوق المحلي والدولي".

وتصدرت الرياض في عدد المستودعات على مستوى مدن ومناطق السعودية بـ 6584 مستودعا ومساحة إجمالية تقدر بنحو 10.670 مليون متر مربع، تلتها مكة المكرمة بـ 2224 مستودعا مساحتها 649 ألف متر مربع، ثم المنطقة الشرقية بـ 1782 مستودعا ومساحة إجمالية 2.7 مليون متر مربع.

وحلّت القصيم في المركز الرابع بـ 487 مستودعا مساحتها 761 ألف متر مربع، بحسب آخر إحصائية أصدرتها الهيئة العامة للإحصاء في السعودية، والتي تعود لعام 2023.

الأكثر قراءة