متداولو العملات يحولون أنظارهم إلى الين ويعزفون عن الدولار
شهدت أسواق العملات أسبوعاً حافلاً بالتقلبات، مما دفع صناديق التحوط إلى التخارج من مراكز لتداول الدولار الأميركي وتحويل أنظارها صوب الين الياباني.
قفز الطلب على الين الياباني أمس، ليُصبح أكثر العملات تداولاً مقابل الدولار الأميركي، وفقاً لبيانات شركة "ديبوزيتوري ترست آند كليرينغ" (the Depository Trust & Clearing).
كما بلغ حجم تداول عقود الخيارات على الين الياباني ضعف أعلى مستوى سجله العام الحالي تقريباً، بعدما ارتفعت العملة اليابانية مقابل جميع نظرائها الرئيسيين، مدعومةً ببيانات الأجور في اليابان التي جاءت أفضل من التوقعات، ما عزز التوقعات بمواصلة بنك اليابان المركزي رفع أسعار الفائدة.
قال ساغار سامبراني، كبير متداولي عقود خيارات العملات الأجنبية في "نومورا إنترناشونال" (Nomura International) في لندن: "طوال الأسبوع الحالي، أوصينا بتنفيذ صفقات بيع متوسطة الأجل على الدولار الأميركي مقابل الين الياباني تستهدف نطاق 147-150، وحظيت هذه التوصيات باهتمام كبير من عملائنا حول العالم". وأغلق الدولار الأميركي مقابل الين عند 152.61 أمس، بعدما تراجع إلى 152.12 بوقت سابق خلال اليوم.
أسعار الفائدة في اليابان
رفع بنك اليابان أسعار الفائدة الشهر الماضي، فيما تتوقع الأسواق بنحو 75% تطبيق زيادة أخرى بحلول يوليو المقبل. وأشار ملخص الآراء لاجتماع البنك المركزي في يناير الماضي إلى أنه سيواصل مراقبة قيمة الين الياباني، وربما يرفع أسعار الفائدة مجدداً للحد من أي تراجع مفرط في قيمتها وتداعياتها على التضخم في اليابان.
حصل الين على دعم إضافي اليوم من تصريح عضو مجلس إدارة بنك اليابان ناوكي تامورا بأن البنك المركزي يجب أن يرفع سعر الفائدة الرئيسية إلى نحو 1% بحلول أواخر السنة المالية التي تنتهي مارس 2026.
قالت هيلين غيفن، خبيرة تداول العملات الأجنبية في "مونيكس" (Monex): "ربما لن يخفض بنك الاحتياطي الفيدرالي الأميركي أسعار الفائدة بالقدر الذي كان متوقعاً قبل بضعة شهور، لكن أي تحسن إيجابي على الجانب الياباني سيسهم في تقليص فجوة عوائد السندات، ما سيدعم الين الياباني".
يتزايد الإقبال على الين الياباني في وقت يتراجع فيه عدد المستثمرين المحتفظين بمراكز شراء دولارية بوتيرة سريعة. هبط مؤشر بلومبرغ للعملة الخضراء لليوم الثاني على التوالي، أمس، مع استمرار المستثمرين في تصفية مراكزهم الاستثمارية المرتبطة بالدولار الأميركي، وفقاً لمضاربين.
تراجع الإقبال على الدولار الأمريكي
قال أنتوني فوستر، رئيس وحدة تداول العملات الفورية لمجموعة العشر الكبرى في "نومورا إنترناشونال" في لندن: "يوجد بالفعل انخفاض كبير في مراكز الشراء الدولار الأميركي، ويشبه ذلك إلى حد كبير ما حدث خلال 20 يناير الماضي. بعد التصفية الأولية، أعاد المستثمرون بناء مراكزهم الاستثمارية مجدداً، لكن تأجيل تطبيق الرسوم الجمركية أجبر العديد منهم على التخارج من صفقات تداول الدولار الأميركي".
تفاقم هبوط الدولار الأمريكي الأسبوع الحالي بفعل تراجع العوائد على السندات الأميركية، والتي سجلت أمس أدنى مستوياتها خلال 2025. وانخفضت معظم عوائد السندات بما لا يقل عن 10 نقاط أساس خلال التداولات اليومية، بعد صدور بيانات أضعف من المتوقع لنشاط قطاع الخدمات.
قال وزير الخزانة الأمريكي، سكوت بيسنت، أمس إن إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب تركز على خفض تكاليف الاقتراض من خلال العوائد على سندات الخزانة لأجل 10 سنوات، وليس عبر سعر الفائدة الرئيسي قصير الأجل الخاص ببنك الاحتياطي الفيدرالي الأميركي.