رئيس الوزراء العراقي: ندرس فرص الاستثمارات المشتركة مع السعودية
قال رئيس الوزراء العراقي، محمد شياع السوداني، إن علاقات بلاده مع كل دول المنطقة متميزة، والعلاقات مع السعودية "في أفضل حالاتها".
وأشار إلى أن "هناك تنسيق وتواصل مستمر مع الرياض في مختلف القضايا، منها ما يتعلق بالأمن الإقليمي وكذلك ما يخص سوق الطاقة، وأيضاً الاستثمارات العراقية السعودية المشتركة والفرص المتاحة التي تُبحث من قِبل الهيئات المعنية".
رئيس الوزراء العراقي، أكد في مقابلة خاصة مع قناة "الشرق" أن بغداد تنأى عن سياسة المحاور، وتبني سياستها على المصالح المشتركة وعدم التدخل بالشؤون الداخلية للدول.
يسعى العراق إلى جذب رؤوس الأموال الأجنبية عموماً والخليجية خصوصاً، للاستثمار في مشاريع حيوية في كل القطاعات، بعد خروجه من حرب مدمرة مع تنظيم "داعش" أضعفت اقتصاد البلاد لسنوات.
شراكات اقتصادية واستثمارات مع السعودية
تعاقدت العراق والسعودية أخيرا على مشاريع ربط للكهرباء، كما ينسق البلدان في مجال الأمن الإقليمي والطاقات والاستثمارات بحسب إفادات السوداني.
بين العراق والسعودية تجارة سنوية تقدر بنحو 5 مليارات ريال لكنها تتأثر بالوضع الأمني في المنطقة. ويدرس البلدان تأسيس أول منطقة اقتصادية حرة بالمنطقة الحدودية في عرعر، بحسب تصريحات سابقة لوزير الاستثمار السعودي خالد الفالح.
تشمل السلع التي تصدرها السعودية للعراق كلاً من الألمنيوم ومصنوعاته، والأجهزة والمعدات الكهربائية، ومحضرات أساسها الحبوب والألبان والبيض، والمنتجات الحيوانية للأكل والمنتجات المعدنية. فيما تستورد الرياض مواد مثل السكر ومصنوعاته، والنحاس ومصنوعاته.
بهدف تعزيز العلاقات بين البلدين، كان ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان استقبل السوداني في ديسمبر الماضي في مدينة العُلا وبحثا سبل دفع العلاقات، كما تطرقا لتطورات الأوضاع في المنطقة.
العراق يحاول جذب المستثمرين لإعادة بناء الاقتصاد، إذ تفيد تقديرات سابقة لوزارة التخطيط أن البلاد بحاجة إلى 88.2 مليار دولار لتنفيذ مشاريع إعادة الإعمار، وتتطلع شركات سعودية ومصرية للإسهام في هذا الجانب.
دعم استقرار سورية
بخصوص سورية، التي شهدت تغييراً في القيادة أخيرا عقب فرار الرئيس الأسبق بشار الأسد، أفاد السوداني بأن بلاده "تحرص بشكل كبير على استقرارها وازدهارها بعد المعاناة الطويلة، مؤكداً عدم تدخل العراق في شؤونها بعد عملية التغيير التي حدثت".
تمتد العلاقات بين العراق وسورية لمجالات عدة، لكنها تتأثر بالظروف الأمنية والوضع الإقليمي. ويتجلى ذلك في تضرر التجارة بين البلدين عقب الإغلاق المتكرر للمعابر الحدودية.
قال السوداني في هذا الصدد: "أبلغنا الإدارة السورية الجديدة مصادر قلقنا، أبرزها التخلي عن العنف والتطرف والإرهاب، ونريد أيضاً أن نرى موقفاً صريحاً في اتجاه محاربة داعش وموقفاً واضحاً بخصوص التوغل الإسرائيلي في الأراضي السورية".
يتشارك البلدان حدوداً برية لأكثر من 600 كيلومتر، ما يجعل التعاون الأمني والاقتصادي على الحدود ضرورياً للحفاظ على الاستقرار في المنطقة. ويعمل البلدان على مواضيع عدة، من بينها تأمين الحدود وعودة اللاجئين، وقال السوداني في هذا الصدد: إن بلاده مستعدة لتقديم الدعم للجانب السوري في هذا الملف.
من شأن تطوير العلاقات بين العراق وسورية أن تؤثر إيجابياً في الاقتصادين معاً بالنظر لتكاملهما، فبغداد تتوفر على موارد نفطية مهمة تساعد دمشق على تلبية احتياجات الطاقة ودعم جهود إعادة الإعمار.