جدول مخالفات وجزاءات جديد لحماية الأوقاف في السعودية وتحقيق استدامتها

جدول مخالفات وجزاءات جديد لحماية الأوقاف في السعودية وتحقيق استدامتها

أصدرت السعودية جدولا جديدا لمخالفات وجزاءات لائحة تنظيم أعمال النظارة، وذلك في إطار سعي الهيئة العامة للأوقاف إلى تعزيز حماية الأوقاف من التعدي والاستغلال غير المشروع، بهدف استدامتها، وتحقيق الالتزام بشروط الواقفين، بما يدعم الشفافية والحوكمة ويسهم في التنمية المستدامة للأوقاف.

وتتضمن الأهداف تعزيز رغبة الواقف في تنفيذ شروطه، وحماية حقوق أصحاب المصلحة، إضافة إلى ضمان تطبيق الأحكام النظامية ذات الصلة بالأوقاف، للإسهام في الحد من المخالفات التي تعرض الوقف للتعطل أو المجهولية.

الأوقاف في الإسلام هي نظام مالي واجتماعي يهدف إلى دعم المشاريع الخيرية والأنشطة العامة من خلال تخصيص أصول معينة لخدمة أغراض محددة بشكل دائم. يقوم الوقف على حبس الأصل (مثل الأراضي أو المباني أو المال) وتخصيص عوائده لأعمال خيرية وخدمات عامة، مثل بناء المساجد، والمدارس، والمستشفيات، ومساعدة الفقراء والمحتاجين.

حرصت "الأوقاف السعودية" في إعداد الجدول على العمل وفق أولويات واضحة راعت في جوهرها أن يكون التصنيف للمخالفات وفق الأهمية والأولوية، فجعلت التصنيف الأول متعلقا بالمخالفات التي تخل بشرط الواقف وما يسترعيه ذلك من أهمية حمايته، ثم تبع ذلك في الأهمية ما يتعلق بحماية حقوق المستفيدين من الوقف والأصول الموقوفة وحمايتها من أي تعد أو تقصير في الحصول على مستحقاتهم، إضافة إلى حماية الوقف وأصوله من أي أخطار نظامية، مراعية التدرج في الجزاءات، والتأكد من أن الجزاء يتناسب مع المخالفة، ومع حجم الفعل وأثره على الوقف، وذلك بعد استنفاد كل جهود التصحيح والمعالجة الممكنة.

وكان أبرز ما أحدثته اللائحة من آثار في الفترة الماضية أثرها على الأوقاف وذلك بحماية كثير منها من الاعتداء على أصولها وعوائدها، وحماية حقوق المستفيدين والمستحقين ممن يعتمدون على عوائد الوقف في سد احتياجاتهم، إضافة إلى تعزيز الممارسات الإيجابية في إدارة الوقف، وتعزيز تنفيذ شروط الواقفين، وتحقيق رسالة الوقف المتعلقة بأهداف التنمية الاجتماعية، وأثرها على النظار ومنسوبي الأوقاف من خلال رفع كفاءتهم للقيام بمهماتهم، وارتفاع مستوى الامتثال لشروط الواقفين وللأنظمة، وحرصهم الدائم على تعزيز مهاراتهم وقدراتهم في إدارة الوقف وتعظيم أثره.

يعد الوقف من الأعمال المستحبة في الإسلام، لأنه يُسهم في تحقيق التنمية المستدامة للمجتمع ويُشجع على التعاون والتضامن الاجتماعي. يُنظم الوقف عادةً من خلال وثيقة شرعية يحدد فيها الواقف شروط وأغراض الوقف، ويتم تعيين ناظر للوقف لإدارته وضمان تحقيق أهدافه بالطريقة المطلوبة. تتميز الأوقاف بأنها أدوات مُميزة لتحقق المنفعة العامة دون المساس بأصل المال الموقوف، مما يضمن استدامة العطاء جيلاً بعد جيل، وتمثل الأوقاف جزءًا مهما من التاريخ الإسلامي والحضارة الإسلامية عبر العصور.

يشار إلى أن الهيئة العامة للأوقاف تعمل على تعزيز قطاع الأوقاف وحوكمته والمحافظة عليه، وتطويره ورفع الوعي به من خلال إطلاق منتجات وخدمات مبتكرة وقفية تقدم للمستفيدين، ليكون رائدا في التنمية المستدامة محليا وعالميا، وذلك بما يحقق شروط الواقفين، وتطبيق أفضل الممارسات، وسن الأنظمة واللوائح التي من شأنها الارتقاء بالعمل الوقفي وتطويره وتمكينه، وتعظيم أثره في التنمية الاقتصادية والاجتماعية والتكافل الاجتماعي.

الأكثر قراءة