طيف الأعشى واقتصاد إبداعي في المنتدى السعودي للإعلام

طيف الأعشى واقتصاد إبداعي في المنتدى السعودي للإعلام

30 كيلومترا المسافة الفاصلة بين ديار الأعشى في منفوحة جنوب الرياض، وفندق الهيلتون الذي احتضن المنتدى السعودي للإعلام في حي غرناطة شمال شرق العاصمة، والرابط بين الموقعين "الكلمة وتأثيرها".

قبل قرون كانت كلمات الشاعر الأعشى وسيلة لإيصال التأثير وصناعة الصورة الذهنية - عندما مدح رجلا بلا جاه في قبيلته وتحول بفعل ذلك، إلى واجهة يتسابق عليها العرسان لخطبة بناته، واليوم بات المنتدى السعودي للإعلام واجهة للإعلاميين والصحافيين في عصر التحديات التي تحاصر مهنتهم من خلال ما يستعرض من رؤى تصنع التأثير وجوائز تعيد لأهل السلطة الرابعة مكانتهم التي ضربها زلزال "السوشيل ميديا".

الإعلام لم يعد مجرد ناقل للأخبار، بل قوة تدفع صياغة الرأي العام مصاحبة عمق التأثير، تماما كما فعل الأعشى قبل مئات السنين، الفرق أن الوسائل تغيرت، لكن الجوهر كما هو، وكما قال ولي العهد الأمير محمد بن سلمان: "طموحٌ يعانق عنان السماء" عبارة أثارت نشوة الشعب السعودي للتحليق.

الأعشى الذي بدا طيفه في المنتدى السعودي للإعلام، كان أكبر مثال على قوة الكلمة، ويستدل على ذلك حينما مرّ برجل فقير يدعى "المحلق" في أحد الأيام، لم يكن له شأن يذكر، لكنه استضاف الأعشى بما يملك من زاد، فمدحه الأعشى بأبيات غيّرت حياته، وحسّنت حاله حتى أصبح من وجهاء القوم وأثريائهم، وصهراً لكبارهم، حيث قال الأعشى:

لعمري لقد لاحت عيونٌ كثيرةٌ .. إلى ضوءِ نارٍ في يفاعٍ تُحرّق
تشبُّ لمقرورينِ يصطليانها .. وبات على النار الندى والمحلّقُ

هذه الأبيات بدّلت حياة الرجل، وانتقل فيها من الفقر إلى الثراء، وواجهة يتسابق عليها العرسان لخطبة بناته.

وبعد أن كان الشعر هو السائد قديما، استطاع الإعلام السعودي اليوم أن يكون نافذة للعالم، وكانت الكلمة سلاحهم في التغيير عبر الوسائل الحديثة المختلفة.
وفي منتدى الإعلام السعودي 2025، نرى حضور التقنية في تعزيز دور الإعلام، شاشات ضخمة تحمل أسماء روّاد الصحافة وأعلامها البارزين، مثل تركي السديري الذي وصفه الملك عبدالله بـ"ملك الصحافة"، وطرح دور منصات التواصل في تطوير ريادة الأعمال والاقتصاد الإبداعي ذكر خلالها الرئيس التنفيذي لشركة جاهز، حمد البكر أهمية الإعلام للفرد، وقائلا: "إذا كنت بعيدا عن الإعلام، فأنت بعيد عن كل شيء".

ذكر الدكتور حافظ المدلج، المتخصص في إدارة الأعمال والمستشار في الاستثمار، إسهام الإعلام في الاقتصاد الإبداعي، فقال: "بما أن الاقتصاد الإبداعي يعتمد على التفاعل بين الإبداع والأفكار البشرية والملكية الفكرية، والمعرفة، والتكنولوجيا، فإن كل ذلك يحتاج إلى الإعلام بمنصاته التقليدية، والحديثة لنشر ذلك الإبداع وتقييمه والمساهمة في تطويره".

ولفت إلى أن الاقتصاد الإبداعي يرتكز على إبداعات البشر في شتى المجالات، كما أكّد أن الإعلام يُفترض أن يكون شريكا إستراتيجيا في إبراز الاقتصادات الإبداعية الجديرة بالاهتمام، ولا سيما أن الإعلام يوفر أدوات الحماية والإشهار والصقل لجميع مقومات الاقتصاد الإبداعي.

الأكثر قراءة