زيادة عدم اليقين في أسواق النفط تدفع المضاربين لخفض مراكزهم في العقود الآجلة

زيادة عدم اليقين في أسواق النفط تدفع المضاربين لخفض مراكزهم في العقود الآجلة
سجلت أسعار النفط أكبر خسارة شهرية منذ سبتمبر. المصدر: الفرنسية

سجلت أسعار النفط أكبر خسارة شهرية منذ سبتمبر الماضي، مع تصاعد تهديدات الرئيس الأمريكي دونالد ترمب بفرض رسوم جمركية، ما أدى إلى تقليص شهية المستثمرين للمخاطرة وتعزيز الدولار وإلقاء الغموض على توقعات الطلب على الطاقة.

وبحسب تقرير " أويل برايس " النفطي الدولي، فإنه بعد تداولات محدودة النطاق للغاية طوال معظم منتصف فبراير الماضي، سجلت أسعار النفط أكبر خسارة أسبوعية لها في 3 أسابيع مع استئناف الصادرات العراقية من جيهان والجهود الدبلوماسية التي يبذلها ترمب على المسار الروسي الأوكراني، ما يميل المعنويات نحو الهبوط.

وبحسب التقرير، أشار الرئيس الأمريكي أيضا إلى تقلص الإمدادات من فنزويلا، ولكن مع انخفاض العقود الآجلة لخام برنت في بورصة إنتركونتيننتال إلى 73 دولارا للبرميل يبدو أن أسواق النفط تقلل من أهمية أي اضطرابات محتملة في الإمدادات في الأمد القريب.

ولفت إلى إلغاء ترمب إعفاء شركة شيفرون بشأن فنزويلا، حيث أعلن الرئيس الأمريكي أنه سيلغي الإعفاء من العقوبات على فنزويلا لعام 2022 ابتداء من الأول من مارس فصاعدًا، ما يمنح شركة شيفرون الأمريكية فترة توقف مدتها 6 أشهر لوقف العمليات في البلاد التي شكلت 10% من إنتاجها العام الماضي.

ووفقا للتقرير، أثرت مخاوف الحرب التجارية على أسعار النفط وسط مخاوف من تباطؤ الاقتصاد العالمي، بما في ذلك الولايات المتحدة.

وتوقع التقرير أن يشهد الاقتصاد العالمي تباطؤا في النمو في حين قد يرتفع معدل التضخم، لافتا إلى أنه من شأن مثل هذا السيناريو أن يؤخر خفض أسعار الفائدة المقبل من قبل بنك الاحتياطي الفيدرالي والبنوك المركزية الأخرى.

وعدّ التقرير أن حالة عدم اليقين مرتفعة للغاية في سوق النفط في الوقت الحالي، ما دفع المضاربين أيضًا إلى تقليص تعرضهم للنفط وخفض مراكزهم الطويلة في العقود الآجلة الأكثر أهمية للنفط الخام.

من جانب آخر، ذكر تقرير "ريج زون" النفطي الدولي، أن العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط تراجعت بنحو 1% لتغلق عند أقل من 70 دولارا للبرميل وتنهي الشهر على انخفاض بنسبة 3.8%.

وذكر التقرير، أن ترامب بدأ فرض الرسوم الجمركية على الواردات من كندا والمكسيك، وهما أكبر موردي النفط الأجنبي للولايات المتحدة في الرابع من مارس الجاري، كما هدد ترمب أيضًا بمضاعفة التعريفات الجمركية الحالية على الواردات من الصين، وعرضت المكسيك أن تحذو حذوه في محاولة لتجنب الرسوم الأمريكية وتعهدت بكين باتخاذ إجراءات مضادة.

أشار إلى تسجيل الخام أيضا خسارته الأسبوعية السادسة على التوالي، متأثرا بسياسة التجارة الأمريكية المتشددة، فضلا عن البيانات الاقتصادية الضعيفة.

ورجح أن يكون للرسوم الجمركية المحتملة تأثير معقد في أسعار النفط الخام، حيث تعتمد الولايات المتحدة بشكل كبير على واردات النفط من كندا والمكسيك لتغذية مصافيها وقد يؤدي فرض ضريبة إلى زيادة تكاليف النفط وفي الوقت نفسه، تشكل الرسوم المرتفعة على جميع السلع الأخرى مخاطر على النمو الاقتصادي وثقة المستهلكين واستهلاك الطاقة.

وعلى جانب العرض، قد يتم استئناف صادرات النفط عبر خطوط الأنابيب من إقليم كردستان العراق، ومن المتوقع أن تؤجل أوبك+ زيادة الإنتاج مرة أخرى.

وانخفضت عقود مايو لخام برنت، الأكثر نشاطاً، عند التسوية بنسبة 1.12% لتصل إلى 73.21 دولارا للبرميل، كما تراجع خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 0.84% لتبلغ عند التسوية 69.76 دولار للبرميل. وسجل خاما النفط أول انخفاض شهري لهما في 3 أشهر.

وفيما يخص الأسعار في ختام الأسبوع الماضي، تراجعت أسعار النفط، عند التسوية، مسجلةً أول انخفاض شهري منذ نوفمبر، إذ طغى تأثير الضبابية بشأن النمو الاقتصادي العالمي والطلب على الوقود، جراء تهديدات واشنطن بفرض رسوم جمركية ومزيد من علامات التباطؤ الاقتصادي الأمريكي، على المخاوف المتعلقة بالمعروض.

 

الأكثر قراءة