موجة بيع السندات العالمية تمتد إلى آسيا مع قفزة العوائد اليابانية

موجة بيع السندات العالمية تمتد إلى آسيا مع قفزة العوائد اليابانية

امتدت موجة بيع السندات العالمية إلى أسواق آسيا يوم الخميس، مما دفع عوائد السندات اليابانية إلى أعلى مستوى لها منذ أكثر من عقد، بعد أن انتشرت موجة بيع السندات الألمانية في أسواق الدخل الثابت، في المقابل، شهدت الأسهم الآسيوية ارتفاعاً مدعوما بتأجيل بعض التعريفات الجمركية الأمريكية على المكسيك وكندا.

العائد على السندات اليابانية ذات أجل 10 أعوام ارتفع إلى 1.5% للمرة الأولى منذ يونيو 2009، وسط ضغوط التضخم وارتفاع تكاليف الاقتراض، كما تراجعت سندات الخزانة الأمريكية، ما دفع العائد على السندات ذات أجل 10 أعوام إلى الارتفاع لليوم الثالث على التوالي، ليصل إلى 4.3%، كما شهدت أستراليا ونيوزيلندا ارتفاعاً في عوائد السندات بـ 10 نقاط أساس.

تحرك الأسواق يعكس التقلبات الجيوسياسية

تعكس هذه التحركات تأثير التقلبات الجيوسياسية الأسابيع الماضية، بما في ذلك تراجع دعم أمريكا لأوكرانيا، والتطورات غير المتوقعة بشأن التعريفات الجمركية، حيث يراقب المستثمرون تأثير هذه العوامل في النمو والتضخم، كما أن الأسواق تترقب تأثير خطة الإنفاق التاريخية لألمانيا التي صرح مستشارها المرتقب فريدريش ميرز بأنها ستفعل كل ما يلزم للدفاع عن نفسها.

كتب إستراتيجيو "سيتي بنك" بقيادة جيمي سيرل، أن "آخر مرة لاحظَت فيها سوق السندات تعهدا بفعل كل ما يلزم، كان ذلك بمثابة رسالة طمأنة"، في إشارة إلى تصريح رئيس البنك المركزي الأوروبي ماريو دراغي عام 2012 لإنقاذ اليورو. لكن هذه المرة، فإن التعهد الألماني يأتي بمثابة تحذير لقيم السندات.

اندلعت موجة بيع السندات نتيجة الانخفاض المفاجئ في السندات الألمانية، ما دفع عوائد السندات لأجل 10 أعوام إلى الارتفاع بـ 30 نقطة أساس يوم الأربعاء، وهو أكبر قفزة منذ 1990، في المقابل ارتفع اليورو إلى مستويات لم يشهدها منذ نوفمبر.

مكاسب أسهم الشركات الصينية المدرجة في أمريكا

الأسهم في اليابان وكوريا ارتفعت، بينما شهدت أسهم الصين تقلبات خلال جلسة الافتتاح. وفي أمريكا أغلق مؤشر "إس أند بي 500" على ارتفاع بـ 1.1% يوم الأربعاء، بينما قفز مؤشر "ناسداك 100"، الذي يركز على أسهم التكنولوجيا 1.4%، كما سجل مؤشر الشركات الصينية المدرجة في البورصة الأمريكية ارتفاعا بـ 6.4% وهو أكبر مكسب له في 3 أشهر.

العقود الآجلة لمؤشرات الأسهم الأمريكية تراجعت، متأثرة بأسهم التكنولوجيا، وانخفضت أسهم "مارفل تكنولوجي" في تعاملات ما بعد الإغلاق، بعد إصدار توقعات إيرادات مخيبة للآمال، ما خيب آمال المستثمرين الذين توقعوا استفادة أكبر من طفرة الذكاء الاصطناعي، وانخفضت أسهم "برودكوم"، المصنعة للرقائق المرتبطة بالذكاء الاصطناعي 3.5% قبل إعلان نتائجها اليوم.

في الوقت نفسه، أعلن البيت الأبيض عن تأجيل الرسوم الجمركية على السيارات القادمة من المكسيك وكندا لمدة شهر. وبعد محادثات مع رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو، قالت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولين ليفيت إن الرئيس الأمريكي دونالد ترمب منفتح على مناقشة إعفاءات جمركية إضافية.

مدير الأبحاث في "22 في ريسيرش" كيفن بروكس قال، "التوصل إلى اتفاق ملموس بشأن التعريفات سيكون السيناريو الأفضل للأسواق"، لكنه حذر من أن حالة عدم اليقين المستمرة تشكل عائقا اقتصاديا بحد ذاتها.

بيانات هامة تصدر اليوم.. من فيتنام إلى أوروبا

أما على صعيد العملات، فقد استقر مؤشر الدولار بعد أن انخفض 1% يوم الأربعاء، مسجلا خسائر حادة أمام اليورو، كما ارتفع الين 0.6% خلال التداولات الليلية، ليصل إلى 149 ينا للدولار.

في آسيا، تشمل البيانات الاقتصادية المنتظرة معدل البطالة في الفلبين، والتضخم في فيتنام، وقرار سعر الفائدة في ماليزيا. أما في الصين، فقد أعلنت السلطات هدف نمو بـ 5% لـ 2025 خلال الدورة البرلمانية، وهي المرة الأولى منذ أكثر من عقد التي تحدد فيها بكين نفس الهدف لـ 3 أعوام متتالية.

وأشار الرئيس الصيني شي جين بينغ إلى أن بلاده عازمة على تحقيق هذا النمو الطموح رغم التوترات التجارية، في وقت لاحق من يوم الخميس، سيصدر البنك المركزي الأوروبي ونظيره في تركيا قرارات بشأن أسعار الفائدة.

أما في أمريكا، فمن المتوقع صدور بيانات طلبات إعانة البطالة يوم الخميس، وذلك قبل تقرير الوظائف الشهري المنتظر يوم الجمعة. ويتوقع متداولو الخيارات أن يتحرك مؤشر "إس أند بي 500" بنسبة 1.3% في أي اتجاه، وهو أكبر تقلب قد يحدث في يوم بيانات الوظائف منذ أزمة البنوك الإقليمية في مارس 2023.

الأكثر قراءة