النفط يرتفع رغم مخاوف الركود وسط توقعات بعدم حدوث تخمة في المعروض
سجلت أسعار النفط ارتفاعا في تعاملات اليوم الثلاثاء، على الرغم من مخاوف الركود الناتجة عن الإجراءات التجارية الأمريكية، في الوقت الذي أكد فيه خبراء أن من غير المرجح حدوث فائض كبير في المعروض.
وارتفع خام القياس العالمي مزيج برنت 0.4% إلى 69.56 دولار للبرميل في العقود الآجلة تسليم مارس، بينما صعد خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 0.3% عند 66.27 دولار للبرميل في العقود الآجلة تسليم أبريل بحلول الساعة 06:00 بتوقيت جرينتش.
وعلى الرغم من حالة القلق في السوق من أن يكون قرار تحالف "أوبك+" بالمضي قدما في زيادة الإنتاج تدريجيا من أبريل المقبل بداية لسلسلة من الإضافات الشهرية للإمدادات، فقد أشار بنك "يو.بي.إس" إلى أن نهج التحالف يؤكد أن إعادة البراميل الإضافية سيكون فقط إذا كانت السوق قادرة على استيعابها.
تشكل الإجراءات الأمريكية ضد إيران في الوقت ذاته أكبر خطر يهدد أسعار النفط الخام في سوق تتمتع بإمدادات جيدة، وفقا لما ذكرته شركة "ترافيجورا" الأمريكية المتخصصة في تجارة النفط.
كانت أسعار خام برنت قد تراجعت إلى ما دون 70 دولارا للبرميل، بسبب حالة عدم اليقين بشأن الاتفاق النووي مع الولايات المتحدة، في الوقت الذي يتواصل فيه أثر الرسوم الجمركية الأمريكية على أسواق النفط، بحسب "ترافيجورا".
تقلبات وسط مخاوف الركود
يحوم خام القياس العالمي حول مستوى 70 دولارا للبرميل، وهو مستوى دعم حاسم، في حين يظل خام غرب تكساس الوسيط تحت الضغط، في ظل المخاوف من عقوبات أمريكية محتملة على إيران ومن تباطؤ الطلب العالمي.
وتواجه أسعار النفط والغاز الطبيعي تقلبات مع تحول إمدادات "أوبك+" وتخفيضات الإنتاج الأمريكية، حيث تلقي مخاوف الركود بثقلها على الطلب، وفقا لما قاله لـ"الاقتصادية" محللون متخصصون في أسواق الخام.
وقال سيفين شيميل، مدير شركة "في.جي. اندستري" الألمانية لـ "الاقتصادية" إن هبوطا حادا حدث في أسواق الولايات المتحدة بعد تلميحات الرئيس الأمريكي دونالد ترمب بشأن مخاطر الركود "كما طغت المخاوف التجارية بين الولايات المتحدة والصين على التفاؤل بشأن تعهدات بكين التحفيزية".
ويخسر الخام الأمريكي بعض قوته "بسبب المخاوف بشأن الرسوم الجمركية، التي قد تؤدي إلى إبطاء النمو الاقتصادي" بحسب ماركوس كروج، كبير محللي شركة "أيه كنترول" لأبحاث النفط والغاز، الذي أشار إلى تأكيد ترمب على أن الاقتصاد يمر بفترة "انتقالية".
لا فائض كبيرا
وبينما استهلت أسواق النفط الأسبوع على انخفاض، مع توسع عمليات البيع نتيجة لتوقعات الانكماش والهبوط، لا يتوقع ألكسندر بوجال، مستشار شركة "إنرجي.جي.بي" الدولية حدوث تخمة كبيرة في المعروض من الخام.
وقال لـ "الاقتصادية" إن عملية "تفكيك التخفيضات الإنتاجية من جانب أوبك+ من غير المرجح أن تنتج أي فائض كبير، مع توقع فائض معتدل في الربعين الأخيرين من هذا العام والعام القادم. في الوقت نفسه، فإن النمو القوي في الطلب واستمرار التباطؤ في الاقتصاد الأمريكي ما زالا يشكلان عاملا مساعدا".
ويترقب سوق النفط الخام صدور تقرير منظمة "أوبك" الشهري يوم الأربعاء، يليه تقرير وكالة الطاقة الدولية الشهري يوم الخميس، وسط مخاوف متزايدة من حالة عدم اليقين بشأن الطلب وزيادة الإمدادات.
كانت 8 دول منتجة للنفط بقيادة السعودية في تحالف "أوبك+" قد جددت التزامها بالعودة التدريجية والمرنة للتعديلات الطوعية البالغة 2.2 مليون برميل يوميا بدءا من أول أبريل المقبل.
لكن نائب رئيس الوزراء الروسي ألكسندر نوفاك قال يوم اليوم الجمعة الماضي إن التحالف قد يتراجع عن القرار بعد ذلك إذا حدث عدم توازن في السوق.