أسعار النفط تتلقى دعما من توقعات الطلب الصيني مع سعي بكين لتحفيز الاستهلاك

أسعار النفط تتلقى دعما من توقعات الطلب الصيني مع سعي بكين لتحفيز الاستهلاك

تتلقى أسعار النفط العالمية دعما من توقعات ارتفاع الطلب الصيني، بفعل إجراءات اتخذتها بكين تهدف إلى تعزيز الإنفاق الأسري والنمو الاقتصادي، ما عزز التفاؤل بشأن تعافي استهلاك الطاقة.

وبحلول الساعة 02:30 بتوقيت جرينتش اليوم الإثنين، ارتفع سعر خام القياس العالمي مزيج برنت 0.85% إلى 71.19 دولار للبرميل، في حين زاد خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 0.64% مسجلا 67.82 دولار للبرميل.

يأتي هذا على الرغم من بيانات نشرتها وكالة الطاقة الدولية تشير إلى فائض في المعروض يفوق حجم الطلب العالمي بنحو 600 ألف برميل يوميا.

وعلى الرغم من التوقعات الهبوطية لأسعار الخام في الأجل القصير "فقد فاجأ الطلب مرارا وتكرارا السوق بالصعود الإيجابي مخالفا التقديرات السابقة؛ وكان أبرز مثال على ذلك ما حدث أخيرا في العام الماضي"، وفقا لتادانوري تاناهاشي، مدير مركز أبحاث الطاقة الجديدة في اليابان.

كانت شركة "فيتول" البارزة، والمتخصصة في تجارة النفط، قد توقعت أن تدفع التطورات الحالية في العرض والطلب أسعار النفط إلى الانخفاض بشكل مستمر إلى ما بين 60 و80 دولارا للبرميل.

ارتفاع رغم معنويات الهبوط

خفضت مجموعة "جولدمان ساكس" توقعاتها لأسعار النفط، مستندة إلى توقعات تشير إلى احتمال تراجع النمو في الولايات المتحدة بفعل الرسوم الجمركية التي يفرضها الرئيس الأمريكي دونالد ترمب وينوي التوسع فيها، ومن ثم تراجع الطلب على الطاقة.

تأتي هذه التوقعات في الوقت الذي من المنتظر أن تعزز فيه دول منظمة البلدان المصدرة للبترول "أوبك" وحلفاؤها الإنتاج اعتبارا من الشهر المقبل، وفقا لما أعلن من قبل.

وانخفضت أسعار النفط الخام عن أعلى مستوى هذا العام في يناير الماضي، بسبب وفرة المعروض وضعف توقعات الطلب من الصين أكبر مستورد وتصاعد الحرب التجارية الدولية، وفقا لما ذكره تقرير للبنك الاستثماري الأمريكي.

وخفض البنك توقعاته لسعر خام برنت بمقدار خمسة دولارات لشهر ديسمبر المقبل إلى 71 دولارا للبرميل.

لكن محللين متخصصين في قطاع النفط قالوا لـ "الاقتصادية" إن أسعار النفط والغاز الطبيعي ارتفعت مع تزايد المخاوف بشأن العرض والطلب الصيني ما أدى إلى تقلبات سوق الوقود.

وأشار المختصون إلى أن اشتعال التوترات الجيوسياسية أثار مخاوف بشأن الإمدادات، ما دفع المستثمرين إلى توخي الحذر في الأسواق العالمية، إضافة إلى المخاوف من اضطرابات الشحن والقيود المحتملة على الإمدادات.

وستحول الأسواق الآن تركيزها إلى اجتماعات البنوك المركزية المقبلة لتحديد الاتجاه الاقتصادي الكلي.

دعم قادم من الصين

تلقت أسعار النفط دعما بعد كشف الصين عن تدابير جديدة لتحفيز الاستهلاك، وفقا لما قاله لـ "الاقتصادية" هانز يورجن كيرتسل، المدير العام لشركة "مي تيك" الألمانية.

وتعتزم الصين اتخاذ إجراءات لإنعاش الاستهلاك عبر زيادة دخل المواطنين، في إطار خطة جديدة تعزز تعهدات الحكومة الأخيرة بدعم الطلب، في وقت يهدد فيه تصعيد الرسوم الجمركية من قبل الرئيس الأمريكي دونالد ترمب آفاق الاقتصاد.

وأشار الخبير المتخصص في أسواق النفط إلى أن أسعار الخام اكتسبت الدعم أيضا من تراجع التفاؤل بشأن التوصل إلى حل سريع للحرب في أوكرانيا ومن المواجهات العسكرية بين الولايات المتحدة والحوثيين.

ومن المتوقع أن يجري الرئيس الأمريكي دونالد ترمب مباحثات مع نظيره الروسي فلاديمير، في وقت تضغط فيه واشنطن على موسكو للموافقة على وقف لإطلاق النار في أوكرانيا. وقال ستيف ويتكوف، مبعوث ترمب الذي التقى بوتين قبل أيام، إن هناك "أمورا كثيرة لا تزال تتطلب مناقشة، وأعتقد أن الرئيسين سيجريان هذا الأسبوع مناقشة جيدة وإيجابية"، وفقا لما نقلته عنه شبكة "سي.إن.إن" الأمريكية.

وأكد الكرملين يوم الجمعة أن بوتين سلم المبعوث الأمريكي رسالة إلى ترمب حول اقتراحه وقف إطلاق النار في أوكرانيا. وقال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف "حين يحمل ويتكوف كل المعلومات إلى الرئيس ترمب، سنحدد موعد الحديث بين الرئيسين".

ووافقت كييف على مبدأ هدنة غير مشروطة تستمر 30 يوما إذا أوقفت موسكو هجماتها في شرق أوكرانيا. لكن الرئيس الروسي لم يقبل بأي هدنة، وطرح شروطا من بينها تخلي أوكرانيا عن 5 مناطق أعلنت موسكو ضمها، وتراجع كييف عن مساعيها للانضمام إلى حلف شمال الأطلسي، إضافة إلى تفكيك السلطة الأوكرانية الراهنة.

الأكثر قراءة