التقاعد نهاية أم بداية؟
بينما يُنظر إلى التقاعد على أنه فترة راحة مستحقة، يرى باحثون بأن المتقاعدين غالبا ما يشعرون بالوحدة وفقدان الهدف، ورغم ارتباط التقاعد بانخفاض مستويات التوتر وزيادة الاسترخاء، أشار الباحث دان بتنر إلى ارتفاع احتمالية الوفاة عند التقاعد.
قال بتنر في مقابلة مع شبكة فوكس نيوز ديجيتال: "كلما طالت مدة نشاطك البدني والعقلي، وانتفع العالم بمواهبك، زادت فرصة عيشك لحياة أطول، لا نعرف ما إذا كان ذلك بسبب قلة النشاط، أو فقدان الهدف، و العودة إلى الديار لمواجهة ظروف صعبة".
الدكتور كايل إليوت، وهو مدرب مهني في مجال التكنولوجيا وخبير في الصحة النفسية، يعتقد أن أحد أسباب التركيز على التقاعد هو عدم استمتاع كثيرين بوظائفهم الحالية.
"غالبا ما ينظر الموظفون إلى التقاعد كمهرب من الضغوط المهنية - ولكن بدلا من التركيز على التقاعد، عليهم محاولة البحث عن المتعة في عملهم الحالي، عندما يستمتع الناس بعملهم، يقل احتمال انتظار الأيام المتبقية حتى التقاعد، وتؤثر مشاعرهم الإيجابية في حياتهم"، حسبما قال إليوت لشبكة فوكس نيوز.
أكّد بتنر وجهة نظر إليوت، مشيرا إلى أن المتقاعدين أكثر عرضة للوحدة وانخفاض مستويات الطاقة، وغالبا ما "يفقدون إحساسهم بالغاية، الحصول على وظيفة ترضي الرغبات يمكن أن تكون حافزا للأشخاص لينهضوا من السرير صباحا، ويحافظوا على نشاطهم العقلي، وحركة أجسامهم - هذه العوامل التي تُعزز طول العمر".
وأضاف أن لاتباع روتين منتظم فوائد صحية، أبرزها النوم والاستيقاظ في وقت ثابت يوميا، مؤكدا أهمية النوم للصحة العامة.
كما ينصح بالقيام بأنشطة تزيد من النشاط وتعزز الصحة، وتجنّب ما يستنزف الطاقة ويؤثر سلبا في الشخص. يمكن للأشخاص مع تقدمهم في السن تغيير وظائفهم أو توسيع دائرة العلاقات. وجود غاية في الحياة هو من أهم فوائد عدم التقاعد.
وفقا لدراسات إحصائية، يعمل أسعد الناس في العالم نحو 30 إلى 35 ساعة أسبوعيا، "هذا يتيح وقتا كافيا للنشاط البدني، ورعاية الأسرة، وقضاء الوقت مع الأصدقاء"، حسبما ذكر بتنر.
يتفق إليوت مع ذلك، مشيرا إلى أن التطلع للتقاعد ليس سيئا بالضرورة، فإيجاد عمل يرضي الغاية له آثار إيجابية على الصحة العقلية والجسدية والاجتماعية مع التقدم في السن.
وقال "التقاعد لا يعني بالضرورة ترك العمل تماما- بل قد يعني الدخول في مجال عمل جديد، أو التطوع، أو ممارسة الهوايات، أو حتى بدء عمل تجاري".