ترمب والفيدرالي يدفعان مؤشرات وول ستريت لتسجيل خسارة أسبوعية

ترمب والفيدرالي يدفعان مؤشرات وول ستريت لتسجيل خسارة أسبوعية
أحد المتداولين في بورصة نيويورك للأوراق المالية. 17 أبريل 2025 - رويترز

تلاشت موجة التعافي في الأسهم الأمريكية هذا الأسبوع بعدما رفض رئيس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول فكرة التدخل لدعم الأسواق، ما أثار غضب الرئيس دونالد ترمب الذي أعلن عن سلسلة من الاتفاقات يوم الخميس.

مؤشر "إس آند بي 500" تراجع بنسبة 1.5% على مدار أربعة أيام، وقلّص خسائره بعد أن قال ترمب إن هناك اتفاقاً تجارياً مرتقباً مع الاتحاد الأوروبي، من دون أن يقدّم تفاصيل أو جدولاً زمنياً.

وكان الرئيس الأمريكي أكثر حسماً بشأن اتفاق حيوي بين الولايات المتحدة وأوكرانيا في قطاع المعادن، مشيراً إلى أن الاتفاق سيُوقّع الأسبوع المقبل.

وأدّت التقلبات قبيل عطلة الجمعة إلى تسجيل مؤشر "ناسداك 100"، الذي يغلب عليه قطاع التكنولوجيا خسارة أسبوعية بلغت 2.3%.

ترمب يهاجم رئيس الفيدرالي
ترمب هاجم رئيس الاحتياطي الفيدرالي على وسائل التواصل الاجتماعي، قائلاً إن "إقالة باول لا يمكن أن تحدث بالسرعة الكافية"، مشدداً على أن الفيدرالي كان يجب أن يخفض أسعار الفائدة هذا العام، أو على الأقل يجب عليه فعل ذلك الآن. وفي وقت لاحق، أبلغ ترمب الصحافيين بأنه قادر على إقالة باول "إذا أراد".

وجاء هذا الانتقاد العلني بعدما أشار باول يوم الأربعاء إلى أنه سيتبع نهج "الانتظار والترقب" بشأن تأثير الحرب التجارية على التضخم، ما خيب الآمال التي كانت معلقة على تدخل سريع لدعم الأسواق.

إلا أن هذه التحركات كانت أقل حدة من الأسبوع السابق الذي شهد تذبذبات كبيرة في الأسهم والسندات والدولار، بسبب قرارات ترمب المفاجئة في السياسة التجارية.

وساهمت التغيرات المتكررة في سياسات الرسوم الجمركية في تقويض الثقة بالدولار الأميركي، الذي مدّد سلسلة خسائره للأسبوع الثالث على التوالي.

استقلالية الفيدرالي على المحك
في سوق السندات، ارتفعت عوائد سندات الخزانة الأميركية يوم الخميس، مع تراجع المكاسب الأسبوعية للسندات الحكومية. وشكلت أسعار النفط المرتفعة ضغطاً إضافياً، إلى جانب انتقادات ترمب لباول.

وأشار كريشنا غوا من شركة "إيفركور" إلى أن استقلالية الاحتياطي الفيدرالي ستكون محوراً رئيسياً في الفترة المقبلة، خصوصاً مع انتقال تأثير الرسوم الجمركية إلى أسعار المستهلك.

وكتب في مذكرة للعملاء: "الثقة المستمرة بالفيدرالي، وسط تراجع الثقة بالإدارة، هي التي رسمت استجابة الأسواق حتى الآن: معدلات فائدة حقيقية أعلى، دولار أضعف، تراجع استثنائية الأسهم الأميركية، لكن من دون ذعر من التضخم أو ركود تضخمي".

كما نبه غوا إلى أن قضية تتعلق برئيسي هيئتين تنظيميتين مستقلتين أقالهما ترمب قد تكون مؤشراً مهماً لأي تداعيات محتملة على استقلالية الاحتياطي الفيدرالي، مضيفاً بسخرية: "إذا أحببت فوضى الرسوم الجمركية في الأسواق، فستعشق سيناريو فقدان استقلالية الفيدرالي".

مؤشرات متباينة في الاقتصاد
انخفضت طلبات إعانة البطالة في أميركا إلى أدنى مستوى خلال شهرين، في إشارة إلى استقرار سوق العمل، بينما تراجع مؤشر "فيلادلفيا الفيدرالي"، مخيباً جميع التوقعات، ما يشكل إنذاراً مبكراً من قطاع التصنيع.

كان قطاع الطاقة أحد أفضل القطاعات أداءً هذا الأسبوع، بعد أن قفز سعر خام "غرب تكساس" الوسيط بأكثر من 5%، في أكبر مكسب أسبوعي له هذا العام. وكان وزير الخزانة سكوت بيسينت قد أشار إلى استعداده لاتخاذ إجراءات تهدف إلى خفض صادرات إيران النفطية إلى الصفر.

في أخبار الشركات، تراجعت أسهم شركات التأمين الصحي يوم الخميس، بعد أن خفضت مجموعة "يونايتد هيلث غروب" (UnitedHealth Group) توقعاتها السنوية للأرباح، وهو ما ضغط على مؤشر "داو جونز" الصناعي، الذي انخفض بنسبة 1%.

كما تراجعت أسهم شركة "ألفابت" بعد أن حكم قاضٍ فيدرالي بأن "جوجل" تحتكر بصورة غير قانونية بعض أسواق تكنولوجيا الإعلانات الرقمية.

في المقابل، قفز سهم "إيلي ليلي" (Eli Lilly & Co) بعد نتائج إيجابية من دراسة دواء جديد لفقدان الوزن، كما ارتفعت أسهم "تي إس أم سي" (TSMC) المُدرجة في الولايات المتحدة بعد أن توقعت الشركة، التي تعد المورد الرئيسي لـ"إنفيديا" و"أبل"، مبيعات ربع سنوية تتجاوز تقديرات المحللين.

الحرب التجارية: جولة جديدة من المفاوضات
بعد الفوضى التي أثارتها الرسوم الجمركية الشاملة التي أعلنتها الولايات المتحدة مطلع الشهر، تحوّل تركيز المستثمرين نحو تطورات المفاوضات الثنائية مع الدول.

وتبقى الصين محوراً أساسياً، بعد أن أعلنت بكين الأربعاء أنها وضعت عدة شروط مسبقة للموافقة على إجراء محادثات مع إدارة ترمب.

وأطلقت الولايات المتحدة واليابان جولة جديدة من المفاوضات، بهدف التوصل إلى اتفاق بأسرع وقت، بحسب كبير المفاوضين اليابانيين ريوسي أكازاوا، الذي قال إن الجولة الثانية من المحادثات ستُعقد في وقت لاحق من هذا الشهر.

تسعى الدول إلى إبرام اتفاقات مع واشنطن لتفادي الرسوم المرتفعة التي فرضها ترمب – ثم علّقها لاحقاً – على نحو 60 شريكاً تجارياً. وعلّق هذا القرار فرض رسوم شاملة بنسبة 24% على الواردات اليابانية، إلا أن رسوم الأساس البالغة 10% لا تزال سارية، إضافة إلى رسوم نسبتها 25% على السيارات والفولاذ والألمنيوم.

وقال راجيف دي ميلو، مدير المحافظ العالمية في "غاما أسيت مانجمنت" (Gama Asset Management): "ستواصل السوق مراقبة مسار محادثات التجارة بين الولايات المتحدة واليابان عن كثب، ليس فقط لما لها من تبعات ثنائية، بل أيضاً كنموذج محتمل لطريقة تعامل واشنطن مع علاقاتها التجارية مع الحلفاء الآخرين".

تحرك أوروبي لاحتواء التوترات
خفض البنك المركزي الأوروبي أسعار الفائدة للمرة السابعة منذ يونيو الماضي، وسط تصاعد التوترات التجارية العالمية التي تهدد تعافي اقتصاد المنطقة.

وجرى خفض سعر الفائدة على الودائع بمقدار ربع نقطة مئوية إلى 2.25%، وفقاً لتوقعات غالبية المحللين الذين استطلعت بلومبرغ آراءهم.

وارتفع الذهب إلى مستوى قياسي جديد يوم الخميس، بدعم من الطلب على الملاذات الآمنة، قبل أن يتراجع في وقت لاحق.

الأكثر قراءة