كيف تستفيد الأندية السعودية من توثيق البطولات تسويقيا واستثماريا؟

كيف تستفيد الأندية السعودية من توثيق البطولات تسويقيا واستثماريا؟
الجلسة الختامية لمشروع توثيق البطولات السعودية.

سيكون مشروع توثيق البطولات الذي تم اعتماده اليوم، عاملا مساعدا للأندية في جلب الرعاة واستقطاب اللاعبين العالميين إلى دوري روشن السعودي، ما يعزز من مداخيلها، ويرفع قيمة الدوري السعودي، كما أن الشركات الراعية تبحث عن أندية البطولات التي تسهم في نشر علاماتها التجارية، وفقا لمختصين تحدثوا لـ "الاقتصادية".

وصادق أعضاء الجمعية العمومية لمشروع توثيق تاريخ كرة القدم السعودية على التقرير الختامي للمشروع الذي ضم 7 مراحل تاريخية خلال 123 عاما، وذلك بعد 13 شهرًا من العمل، كان نتيجة 9 اجتماعات لأعضاء الجمعية العمومية للمشروع الأول من نوعه بتاريخ كرة القدم السعودية، الذي حظي بإجماع على جميع إجراءاته طوال مدة عمل المشروع.

وأكد عبدالإله النجيمي عضو فريق مشروع توثيق تاريخ كرة القدم السعودية، في تصريحات صحافية بعد الجلسة الختامية، بأن الأندية لها حق في نشر نتائج التوثيق عبر حساباتها ومنصاتها، حيث يحتوي السجل الشرفي المكون من 1500 صفحة على 155 بطلا.

وتابع "أوصينا بأن يكون لدينا متحف رياضي، والاتحاد السعودي له الأحقية في نشر السجل الشرفي لأي بطولة"، مشيرا إلى أن الأندية التي تعرض سجل بطولاتها ويكون غير مطابق للسجل الشرفي ستتم معاقبتها.

الدكتور مقبل بن جديع الرئيس التنفيذي لشركة fg sports، أكد أن توثيق البطولات سيكون عاملا مساعدا على جلب الرعاة للأندية، ومفيدا لها على أصعدة عدة تاريخيا، جماهيريا، تسويقيا، واستثماريا.

وأضاف "سيفتح الأفاق أمامها ويمنحها فرصة تعظيم إيراداتها من خلال إنشاء المتاحف التي لم تستغل حتى الآن جيدا، بعكس أوروبا التي يستفاد منها بشكل كبير".

وأضاف "وجود الكؤوس في المتاحف وتاريخها ومقاطعها، فضلا عن مقتنياتها، سيدفع أنصار الأندية لزيارتها، وشراء المنتجات والتصوير مع الكؤوس، فضلا أن الدخول سيكون بمقابل مالي جراء بيع التذاكر، ما يسهم في زيادة الإيرادات".

وتابع "التوثيق بشكل دقيق الذي يحفظ لكل ناد حقه، سيكون له مردود إيجابي عليه استثماريا، وتسويقيا"، متمنيا في الوقت ذاته بألا يكون هناك إجحاف في حق أي ناد.

وتوصل فريق عمل المشروع إلى تصحيح تاريخ تأسيس الاتحاد السعودي ليكون في 18 مايو 1955 بدلًا من 10 يونيو 1956، استنادًا إلى الخطاب الموجه للاتحاد الدولي لكرة القدم من الإدارة العامة للرياضة البدنية والكشافة بوزارة الداخلية في 1955، وأن الموسم الرياضي 1957 / 1958 هو انطلاقة الدوري السعودي (دوري المملكة)، وبذلك تكون نسخة الموسم الرياضي الحالي من الدوري السعودي للمحترفين "دوري روشن" هي النسخة رقم 68 على مدى التاريخ (منها 63 نسخة اكتملت وتحدد أبطالها إضافة إلى النسخة الحالية، وتوقفت 4 نسخ، ولم تستكمل لأسباب مختلفة).

الدكتور وحيد بغدادي المختص في الاستثمار الرياضي والتسويق، قال: "توثيق البطولات له تأثير في الأندية في بناء العلامة التجارية من خلال البطولات الرسمية المعتمدة، حيث تؤثر في استثماراتها من خلال بناء القاعدة الجماهيرية، فمعظم الأندية العالمية تستخدم النجوم أو العلامات على القمصان إشارة إلى عدد بطولاتها".

وتابع "كلما كانت البطولات موثقة زادت شعبية الأندية وقوتها جماهيريا خصوصا إذا كان عدد البطولات كبيرا، فنلاحظ بأن الأربعة الكبار يملكون أكبر قاعدة جماهيرية وأكثر تحقيقا للإيرادات من خلال تحقيق البطولات، فضلا عن ارتفاع نسبة الحضور في الملاعب، ما ينعكس على بيع المنتجات ولا سيما القمصان".

وأضاف "تؤثر أيضا في حقوق النقل التجاري وانتقال اللاعبين العالميين، ولا سيما أن اللاعب العالمي يبحث عن نادي بطولات، وليس نادي ظل، فعند المفاوضات معه يتم عرض البطولات الموثقة لاستقطاب الأفضل، ما يسهم في رفع قيمة الأندية سوقيا وتجاريا وقيمة الدوري ترتفع وحقوق النقل حيث تعود بعوائد استثمارية عليها".

وأشار إلى أن عدد البطولات والكؤوس والدروع والميداليات والأندية العالمية التي لعبت معها، توضع في متاحف وتستغل استثماريا من خلال بيع التذاكر لزيارتها وبيع مقتنياتها مثل الكؤوس التذكارية ما يرفع من مداخيل الأندية".

وفي مسابقات الأندية، رصد التقرير الختامي 3910 مسابقات، أسهم في تحقيقها 155 فريقًا، منها 12 مسابقة نُظِّمَت في فترة الرواد، وهي الممتدة من 1932 وحتى مايو 1956، ونظمت الجهة المختصة محليًا 3726 مسابقة، و50 بطولة نظمت من جهات مختصة خارجيًا، ورصد الفريق 122 بطولة من جهات غير مختصة سواء محليًا أو خارجية، وكانت 1282 مسابقة من نصيب الفريق الأول، و2628 مسابقة من نصيب الفئات السنية.

صالح الصالح، مدير شركة Green sport، يرى بأن توثيق البطولات سيساعد الأندية على تقديم ملفات الرعاية وسجلاتها الشرفية بشكل واضح إلى الشركاء والرعاة بعيدا عن الاجتهادات، بخلاف التجارب السابقة التي فيها اجتهاد من بعضها.

وتابع "هناك فرق بين رعاية ناد يحقق من البطولات من 60 عاما، وآخر يحقق بطولة بشكل متقطع، فالشركات تبحث عن الأندية التي تنافس بشكل مستمر على البطولات، كي يكون الارتباط معها إيجابيا سواء على صعيد الجماهير أو البطولات لنشر علاماتها التجارية".

 

الأكثر قراءة