الأمريكيون يلجؤون إلى "الإنفاق الكارثي" خوفا من ارتفاع الأسعار
مع تصاعد تداعيات الرسوم الجمركية التي فرضها الرئيس دونالد ترامب، بات المستهلكون يسابقون الزمن لشراء السلع الأساسية والكماليات، خشية أن تصبح خارج متناولهم قريبًا.
كشف تقرير حديث أن عددا متزايدا من الأمريكيين يلجؤون إلى "الإنفاق الكارثي" بدافع الخوف من ارتفاع الأسعار والمستقبل الاقتصادي غير المؤكد، حسب مجلة فورتشن.
ووفقاً لتقرير نشره موقع CreditCards.com، فإن واحدا من كل خمسة أمريكيين بات ينفق بشكل مفرط للتعامل مع مشاعر القلق والتشاؤم. وحذر جون إيغن، خبير التمويل الشخصي في الموقع، من أن هذه السلوكيات قد تؤدي إلى تراكم ديون بطاقات الائتمان، في وقت ارتفعت فيه معدلات التخلف عن السداد إلى أعلى مستوياتها منذ خمسة أعوام تقريبا.
التقرير أشار أيضاً إلى أن 37% من الأمريكيين يتوقعون الدخول في ديون إضافية أو زيادة ديونهم الحالية هذا العام، فيما قال 19% إنهم "على الأرجح" سيفعلون ذلك.
ورغم تراجع ترمب مؤقتاً عن بعض الرسوم الجمركية بإعلان فترة سماح لمدة 90 يوماً، إلا أن المستهلكين الأمريكيين يسارعون إلى الإنفاق تحسبا لارتفاعات قادمة في الأسعار، في ظل تحذيرات بأن احتمالية الركود الاقتصادي تصل إلى 60%، بحسب توقعات "جي بي مورجان".
مارك ميسون، المدير المالي لشركة "سيتي جروب"، صرح خلال مكالمة أرباح الربع الأخير، إن الشركة لاحظت "تحولاً في نمط الإنفاق نحو السلع الأساسية وابتعادا عن السفر والترفيه".
وبحسب استطلاع CreditCards.com، قام 27% من الأمريكيين بتخزين السلع بالفعل، فيما يخطط 14% آخرون للقيام بذلك قريباً. وتصدرت المواد الغذائية قائمة السلع المخزنة بنسبة 74%، تلتها مستلزمات العناية الشخصية 60%، ثم المناديل 48%، والمياه 47%، والسلع المنزلية 43%.
وأشار جون إيغن إلى أهمية التخزين العقلاني، قائلاً: "رغم أنه من المنطقي تخزين بعض السلع لتجنب الرسوم، إلا أنه ينبغي شراء ما يحتاجه الفرد فقط لتجنب الإفراط في الإنفاق."
ومنذ نوفمبر الماضي، أقدم نحو نصف الأمريكيين على شراء منتجات تتجاوز قيمتها 500 دولار، وأكد نصف هؤلاء أن خوفهم من ارتفاع الأسعار كان الدافع الأساسي وراء الشراء. وكانت الإلكترونيات من أكثر السلع التي تم اقتناؤها بنسبة 22%، تلتها مواد تحسين المنازل 18%، والأجهزة المنزلية 14%، والسيارات 12%، والأثاث 12%، والمنازل 4%
ولا تزال الصين، التي تعد مركزاً رئيسياً لصناعة التكنولوجيا، تخضع لرسوم جمركية تبلغ 145% على صادراتها إلى الولايات المتحدة، مما يعزز المخاوف لدى المستهلكين الأمريكيين من استمرار الضغوط التضخمية.
وفي ظل هذا المشهد الاقتصادي المضطرب، يبدو أن الأمريكيين يحاولون التأقلم مع مستقبل يكتنفه الغموض عبر الإنفاق المكثف، رغم أن هذا السلوك قد يحمل في طياته مخاطر مالية إضافية إذا استمرت الظروف الراهنة دون حلول واضحة.