خدمة ضيوف الرحمن قدر المملكة وحكامها الأخيار
الديار المقدسة والحرمان الشريفان وحمايتهما وتطويرهما كانت وما زالت وستظل إحدى أهم الرسالات التي تضطلع بها حكومة المملكة العربية السعودية وحكامها، وسيظلون أهلا لتحمل هذه الأمانة العظيمة بل هي في حدقات أعينهم وسويداء قلوبهم وكل جوارحهم لأداء هذه الرسالة العظيمة التي تحملها الملوك من آل سعود ـ رحمهم الله ـ وأطال الله في عمر خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز ملك الحكمة والإنسانية، ومتعه بدوام وتمام الصحة والعافية. فمنذ أرسى المؤسس الملك عبد العزيز ـ طيب الله ثراه ـ قواعد هذه البلاد الغالية المملكة العربية السعودية، وجه وأصر ـ رحمه الله ـ على بقاء كل ما كان من أعمال تخدم ضيوف الرحمن كما هي عليه في الطوافة والسدانة وسقيا ماء زمزم المبارك، وطالب ـ رحمه الله ـ بمكافأة المجيد في عمله ومعاقبة المقصر والمتخاذل عن أداء مهمته بالوجه الذي ينشد الكمال، وسار على هذا النهج أبناؤه البررة من بعده، وعندما أغدق الحق ـ سبحانه وتعالى ـ على هذه البلاد بالذهب الأسود (البترول) وجنت منه ـ بفضل الله البلاد ـ أموالا طائلة خصص منها جزء كبير لنهضة وبناء المشاعر المقدسة والمدينتين المقدستين مكة المكرمة والمدينة المنورة ومدن الحج تحديداً لخدمة ضيوف الرحمن فقط من الزوار والعمار والحجاج بلا مَنِّ أو أذى، وبنفس راضية، بل هو واجب تقوم به حكومتنا الرشيدة، وما هذه المشاريع العملاقة والصرف المالي الضخم على أمن وأمان وسلامة ضيوف الرحمن إلا دليل عملي ضد الحاقدين والحاسدين والمرجفين في الأرض، حيث إن قادة هذه البلاد يشرفون مباشرة على حجاج بيت الله الحرام، فهم ـ يحفظهم الله ـ في الميدان قبل غيرهم مباشرة ومتابعة دقيقة وتوجهاً مباشراً لكل ما يحقق راحة وسلامة وأمن وأمان وطمأنينة حجاج بيت الله الحرام، وكم هي المواقف والذكريات التي تختزن في الذاكرة عن المساهمات الشخصية لملوك هذه البلاد وهم يتابعون تصعيد الحجاج ونفرتهم تحت أشعة الشمس الحارقة للقيام بواجبهم الديني.
وهاهو أمير الحج خالد الفيصل يواصل الليل بالنهار حريصاً على أن يكون كل موسم حج أو عمرة أنجح من الأعوام السابقة، فلا يرضى هذا الأمير المخلص بغير الخدمة المجودة ودائماً ما يكرر لا يهمنا العمل لمجرد العمل لأنه واجب ولكن يهمنا الإبداع والتميز والجودة العالمية، لأنها طريقنا الوحيد إلى العالم الأول، ولولا ضيق مساحة المقال لعددت كل الشواهد الحية على ما يحظى به المسلمون في هذه الديار المقدسة من عناية لا يقابلها عناية في أي دولة في العالم حتى الدول التي يسمونها متقدمة، فالتقدم لدينا في أخلاقياتنا الإسلامية وتعاملنا الراقي وبذلنا وعطائنا ملحمة فريدة لا تشاهد إلا في المملكة، ومن يسمع مثلاً عن مدينة الخيام التي تستوعب أكثر من ثلاثة ملايين نسمة تشاد وتجهز بالكامل في أقل من أسبوع.. إنها المعجزة بعينها التي وهبها الله ـ سبحانه وتعالى ـ لكافة أبناء هذه البلاد، كلا بحسب موقعه العملي. فالجميع يد واحدة تعمل وفق منظومة دقيقة وشاملة وعالية.
ونسأل المعين ـ سبحانه وتعالى ـ بأن يحمي حجاج بيت الله الحرام من كل سوء إنه ولي ذلك والقادر عليه.