«مدن» تفوز بجائزة أفضل بيئة عمل

شاركت هيئة المدن الصناعية ومناطق التقنية في مسابقة تحديد أفضل بيئة عمل على مستوى الجهات الحكومية وهي المرة الأولى التي تطرح بالنسبة للقطاع العام، وقد كانت نتيجة المشاركة حصول الهيئة على المركز الثالث، حيث تمنح الجائزة لأفضل ثلاث جهات، وتنبع مشاركة الهيئة في المسابقة من حرصها على تقييم الجهود التي تبذلها لتطوير الهيئة على المستويات كافة وقياس مدى رضا العاملين فيها، وقد حققت الجهود التي بذلها العاملون في الهيئة إنجازات وقفزات، فهناك مدن قائمة تم إعادة تأهيلها وتزويدها بالخدمات والمرافق، وهناك مدن جديدة في مختلف مناطق المملكة تم تأسيسها خلال السنتين الماضيتين زادت مساحة المدن الصناعية بنسبة 60 في المائة مقارنة بما تم تطويره على مدى 40 عاما، وقد بلغ عدد المشاريع التي أبرمت خلال 2009 أكثر من 140 مشروعا ما جعل الهيئة تعمل كخلية النحل، وليس التحدي أن يتم تنفيذ عدد كبير من المشاريع أو الإشراف على 18 مدينة صناعية بل التحدي كان في جانبين: الموارد البشرية والموارد المالية.
فالموارد البشرية في الهيئة لم تتجاوز 150 موظفا، حيث وفرت الهيئة العوامل الجاذبة للكفاءات البشرية من مختلف القطاعات الحكومية والخاصة، ووفرت للموارد البشرية التحفيز والتمكين والتدريب المستمر، وصنعت البيئة المناسبة للإبداع حيث أسست جائزة للموظف المبدع، وجائزة لأفضل موقع إنترنت من بين مواقع الإدارات والفروع لتفعيل التعاملات الإلكترونية والشفافية والعمل في المؤسسة، وخصصت لكل موظف صفحة إنترنت خاصة به، كما تم إشراك جميع الموظفين في صنع الخطط الإستراتيجية والسنوية والمشاريع فهناك اجتماع أسبوعي لكل إدارة يعقد صباح كل يوم سبت بين مدير الإدارة وموظفي الإدارة، ثم اجتماع أسبوعي لكل مديري الإدارات يعقد كل يوم أحد بين المدير العام ومديري الإدارات، ثم اجتماع ربع سنوي يجمع الصفين الأول والثاني من كل الإدارات والفروع، ثم هناك اجتماع سنوي يشارك فيه ما يقارب 60 موظفا يستعرضون الأهداف التي تحققت ويقترحون الخطط المستقبلية ويقيمون المشاريع.
وقد حققت هذه الآلية التخطيط الجيد والمتابعة الدقيقة للمشاريع ومشاركة الجميع في مناقشة الانجازات وتذليل العقبات والاستفادة من آراء كل العاملين ما وفر بيئة عمل فريدة. ومن جانب آخر كانت بيئة العمل في الهيئة تمر بمرحلة التطوير بقفزات كبيرة على مستوى التنظيم الإداري الداخلي، فقد تم وضع أنظمة ودليل تشغيلي يتضمن الإجراءات والقواعد التفصيلية لتنفيذ المهام وأسست الهيئة مركز العناية بالعملاء وفعلت التعاملات الإلكترونية على كل المستويات سواء الخاصة بالموظفين أو الخاصة بالعملاء والآن يمكن للعميل التقدم بطلب أرض ومتابعة تخصيصها من خلال موقع الإنترنت، وتمكنت الهيئة من الحصول على جائزة الآيزو كشهادة تؤكد حرص الهيئة على الجودة في تقديم الخدمات.
وبهذا فإن ما تحقق من إنجازات توجت بجائزة أفضل بيئة عمل يعود الفضل فيه لله تعالى ثم للموظفين الذي بذلوا الجهود المتميزة والذين يستحقون الشكر والتقدير.
والجانب الثاني من التحدي يتركز في الموارد المالية، فهيئة المدن الصناعية ومناطق التقنية ليس لها دعم أو ميزانية من الدولة بل تعتمد على مواردها الذاتية، لذا سعت الهيئة إلى تنويع مصادر الدخل بدلا من الاعتماد على القيمة التأجيرية الرمزية لإيجار الأرض الصناعية والتي لا تتجاوز ريالا واحدا، فقد تم استقطاب القطاع الخاص بنظام حق الانتفاع BOT للاستثمار في البنية التحتية وتأسيس المرافق والخدمات مثل مشاريع المياه، والمدن الذكية، والتبريد المركزي، وتأسيس المشاريع السكنية والتجارية، وبهذا فقد قدمت الهيئة خدمات للصناعيين دون تحميل ميزانية الدولة مصاريف التأسيس والتشغيل والصيانة، وحققت عائدا لميزانية الهيئة ـ وقدمت للمستثمرين فرصا تعود عليهم بالربح.
وختاما يسرني أن أشكر معالي رئيس مجلس الإدارة الأستاذ عبد الله بن أحمد زينل وجميع أعضاء مجلس الإدارة لما قدموه من توجيهات ودعم وجهود كان لها الأثر في تطوير الهيئة ، كما أشكر ''الاقتصادية'' على مبادرتها بتأسيس جائزة أفضل بيئة عمل لتحفيز القطاعات الحكومية والخاصة على التميز في توفير بيئة عمل مناسبة للموظفين وصنع بيئة تنافسية بين الجهات للاستثمار الأمثل في الموارد البشرية، والشكر موصول للجنة الجائزة على تقييمها للهيئة، وبهذا فإن الهيئة ستستمر بمساعيها للتطوير والتحسين المستمرين واستقطاب الكفاءات البشرية وتوفير بيئة العمل المناسبة.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي