المصباح السحري
وجودنا في دوامة التصريحات والتوقعات يجعل المواطن العادي (الذي لا تتعدى علاقته بالمجال العقاري الحصول على منزل للسكن ثم تنقطع هذه العلاقة للأبد) تجعله تلك التصريحات المتضاربة في حيرة من أمره، فهل ينتظر حتى تنزل الأسعار ويؤتي الرهن العقاري ثماره أم يقتنص الفرص إن وجدت؟
وقد يكون اعتماد نظام الرهن العقاري على التثمين سيسهل عملية الشراء أو قد يحدث العكس لا أحد يضمن!
كما قد يكون نظام الرهن العقاري فشل في أكبر دول العالم إلا أنه في حال تم تطبيقه بالتوافق مع الأنظمة والتشريعات الإسلامية سيجعل منه نظاما أكثر أمانا واستقرارا، إلا أن استمرار ارتفاع الأراضي (حتى ولو تراجعت الأسعار حسب التوقعات في السنوات الأربع المقبلة) ستظل الأسعار مرتفعة مقارنة بدخل المواطن العادي، فلو فكر المواطن العادي في شراء قطعة أرض وقرر البناء سيواجه مشكلة ارتفاع أسعار مواد البناء بشكل عام والحديد بشكل خاص، مما يعيق ويطيل مدة البناء و يزيد من التكلفة التي تصبح أكثر بكثير مما هو مخطط له قبل البدء في البناء.
أنا لا أقول إننا يجب أن نقاطع السوق العقاري أو نستحدث اسما للمقاطعة مثلا! ولكن يجب أن تتوافق توقعاتنا مع الواقع! فالأسعار ما زالت في ارتفاع، فما دامت هناك مضاربات سيستمر فيضان ارتفاع الأسعار.
وبالمناسبة هذه من أهم المشاكل التي تمت مناقشتها في معظم دول الخليج بشكل خاص ودول العالم بشكل عام، فلو استمرت الفجوة في الاتساع بين دخل الفرد وأسعار السلع بشكل عام والعقارات بشكل خاص سنواجه أزمة حقيقية لم نشهدها بعد في السكن، ولكن لو تمت الموازنة وردم هذه الفجوة بإيجاد حلول مناسبة سواء زيادة دخل الفرد أو السيطرة على ارتفاع أسعار العقارات سنجد أننا اجتزنا هذه الأزمة ولن نضطر إلى الإنصات إلى التوقعات والتصريحات بقرب انخفاض الأسعار حتى 50 في المائة، التي تعمل في أجساد المواطنين عمل المخدر حتى يستيقظوا على مفاجأة أن الأسعار لم تعد كالسابق بل زادت، وهنا أؤكد أن التفكير في اتجاه واحد وفي حل نعلق عليه الأمل ثم نكتشف بعد سنوات أنه حل خاطئ هو أحد المخاطر التي نزج أنفسنا بها فيجب استيعاب أن الرهن العقاري ليس المصباح السحري الذي سيحل جميع المشكلات ويحقق آمال الجميع فقد يحل جزءا من المشكلة إلا أنه ليس الحل الكامل للجميع، لذا أعتقد أن الحلول المختلفة والأفكار المتنوعة يجب أن تتكامل لتكون مجموعة من الحلول البديلة في حال فشل أحدها تتم الاستعاضة بالآخر حتى لا نصحو على كوارث سكنية كما حصل في أكبر دول العالم و نجد أن الحلم بعد أن تحقق تبخر من بين أيدينا بين عشية وضحاها، ودمتم.