مكة: تحرك لمنع نشوء أحياء عشوائية جديدة.. وملاحقة سماسرة يتاجرون بالأراضي الحكومية
تلاحق ثلاث جهات حكومية عدداً من السماسرة العقاريين الذين عمدوا إلى الاستيلاء على أراض حكومية، تمهيدا للبناء العشوائي عليها. وتهدف تحركات الجهات وهي إمارة منطقة مكة المكرمة وأمانة العاصمة المقدسة والشرطة إلى منع ظهور أحياء عشوائية جديدة بعد أن أزالت عددا منها في الآونة الأخيرة وبدأت في عمليات التطوير لعدد من الأحياء كقوز النكاسة، الكدوة، جبل الشراشف، وحي الزهور والمنطقة الواقعة جنوب جبل عمر، وتستعد الأمانة بالشراكة مع القطاع الخاص المطور لتلك الإحياء للقيام بإنشاء شقق سكنية ليتم انتقال سكان الأحياء العشوائية إليها.
وأكد الدكتور أسامة البار أمين العاصمة المقدسة أن المتابعة من قبل البلديات الفرعية قائمة بالتنسيق مع الشرطة وستتم إزالة تلك الإحداثيات في القريب العاجل، مؤكدا أن نزع الملكيات لصالح المشاريع التطويرية لن يخضع لمسمى الإزالة، وستكون عقاراتهم عبارة عن مشاركة بقيمة العقار المنزوع في الشركة المطورة كأسهم لمن رغب، مشيرا إلى أن الأمانة بالشراكة مع القطاع الخاص ستطلق قريبا مشروع الإسكان الميسر لسكان الأحياء العشوائية.
ووصف المهندس وهيب كمفر مدير عام مكتب المطور الهندسي ومتخصص في التطوير العمراني نشوء أحياء عشوائية جديدة في أطراف مكة المكرمة بالتزامن مع تطوير الأحياء العشوائية السابقة بأنه يكشف أن هناك أشخاصا يسعون إلى إعاقة عملية التنمية والتطوير في مكة المكرمة، مشيرا إلى أن مشروع تطوير الأحياء العشوائية الذي تبناه الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكة المكرمة، سيحدث نقلة في أوضاع الأحياء العشوائية في بنيتها التحتية ومرافقها الحكومية ومساكنها، فهذه الأحياء باتت مرتعا للجريمة بأنواعها ومصدر قلق للجهات الأمنية وملاذا للمتخلفين والمقيمين بصفة غير نظامية وغير ذلك من الأخطار التي تكلف الدولة في مكافحتها جهودا بشرية وموارد مالية وملفات متعددة تعالجها الجهات المختصة، ولذا فإن الطريق السهلة هي إعادة تخطيط تلك الأحياء والاستثمار فيها لمواجهة التوسع الجغرافي للمدن والتزايد السكاني والقضاء على السلبيات الراهنة.
وتابع كمفر «تقتطع تلك الأحياء مساحات شاسعة من المساحة الحضرية للمدن، أما العبء على البلديات والأمانات فإن تعقد الأحياء العشوائية يجعل منها مشكلة أكبر من القدرة على حلها، ما يتطلب تدخلا أعلى يفرض الحلول الملائمة بعد أن أصبحت مطلبا ملحا لتنظيم المدن وليس لتجميلها.
ومعلوم أن الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكة المكرمة رئيس اللجنة التنفيذية لمشروع تطوير المناطق العشوائية في المنطقة كشف النقاب في وقت سابق عن تفاصيل المشروع وما سيتم خلال المرحلة المقبلة مؤكدا أن مشروع معالجة تطوير الأحياء العشوائية في منطقة مكة المكرمة مشروع مهم يعتمد جزء كبير منه على تطوير حياة الفرد والمجتمع وليس مشروع مخططات أحياء وأراض سكنية فقط وهو مشروع إنساني أمني واجتماعي اقتصادي صحي وتعليمي، مشيرا إلى حرص حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز واهتمامها البالغ ودعمها مشروع إعادة تطوير المناطق العشوائية في منطقة مكة المكرمة الذي يعد الأضخم ليس على المستوى الإقليمي وإنما على مستوى العالم.