الفرحة بعودة الملك .. من القول إلى الفعل
لقد كان الاستقبال الشعبي الذي حظي به ملكنا المحبوب في رحلته العلاجية، استفتاء شعبياً غير مكتوب لمحبة السعوديين لملكهم، حيث عمت الفرحة جميع السعوديين على اختلاف أعمارهم ومواقعهم ومشاربهم بمناسبة عودة الملك إلى وطنه وشفائه من العارض الصحي الذي ألمَّ به، هذا الحب للوالد عبد الله من أبنائه ليس لأنه ملكهم فقط! فكثير من الشعوب لا تحب ملوكها ورؤساءها .. لكن هناك قناعة لدى المواطنين بأن الراعي أيضاً محب لشعبه ورعيته, وأن ملكنا لديه حس عال بالمواطنة والوطنية، وأنه سليم الصدر، عف اللسان، عمل ويعمل ما في وسعه لرضا شعبه وأبنائه، فهنيئاً لنا بملكنا وقائدنا أدام الله عليه لباس الصحة والعافية ورزقه التوفيق والسداد.
لقد كان تعبير الجماهير في المملكة جارفاً على جميع مستويات الدوائر الحكومية والمؤسسات الأهلية والجماهير بكل فئاتها وأعمارها، فالإعلانات تملأ الصحف، وتصريحات المسؤولين تزدحم بها وسائل الإعلام، والمواطنون رجالا ونساء, كبارا وصغارا، يتبادلون التهاني برسائل الجوال، والشباب كسوا سياراتهم بصور الملك المحبوب، كما اصطفت الجماهير في الشوارع لرؤية ملكها بصحته وعافيته وابتسامته المعهودة.
في نظري لم يكن تعبير الجماهير عن مشاعرها هو التعبير المطلوب فقط للشعب محبة لمليكه، فالمطلوب من الجماهير تعبير أكثر وطنية ومعان أكثر عملية ومشاعر أكثر إيجابية، لنتأمل في الأمثلة التالية التي أقترح تطبيقها كمبادرة لمبادلة المحبة مع ملكنا المحب لشعبه:
• العمل الدؤوب من المسؤولين, خاصة الوزراء، لحل مشكلات البطالة.
• توفير حلول عملية تطبيقية حقيقية من قبل مسـؤولي وزارة التربية والتعليم لرفع المستوى العلمي لطلابنا في التعليم العام ليصل إلى المستويات التي نتطلع إليها.
• التزام موظفي القطاعات الحكومية بساعات الدوام الرسمي والعمل بجدية في عملهم.
• اهتمام أبنائنا الطلاب بدراستهم وتحصيلهم العلمي وبذل المستطاع للتفوق والنجاح.
• تأدية الموظفين عملهم في القطاعات الحكومية والخاصة والخيرية على أحسن وجه.
• حسن استقبال موظفي الدولة للمراجعين والإخلاص لخدمتهم.
• فتح المسؤولين, خاصة الوزراء, أبوابهم لسماع شكاوى وملاحظات المواطنين وهمومهم.
• قيام البنوك بتمويل الشباب والمنشآت الصغيرة بشروط منطقية.
• قيام شركات القطاع الخاص, وبالذات الكبرى, بتوظيف السعوديين وتدريبهم وتمكينهم.
• قدوة المعلمين للطلاب على جميع المستويات العلمية والأخلاقية.
• قيام المحاكم والقضاة بسرعة البت في القضايا المؤجلة والمعطلة.
• تبسم موظفي الخدمات في الخطوط السعودية للمراجعين.
• إيقاف الواسطة الهدامة في جميع المؤسسات.
• سرعة البت في معاملات المراجعين من قبل المسؤولين.
• تسهيل إجراءات تأسيس الشركات.
• قيام الصندوق الوطني الخيري (صندوق معالجة الفقر) بدوره في تنمية المناطق الفقيرة.
• إيجابية الشباب في بناء نهضة المملكة.
• صدق الصحافة مع الجمهور والمسؤولين.
• إيقاف رسائل النفاق للمسؤولين على كل صعيد.
• الرقابة على الذات في كل عمل بعيداً عن رقابة المدير والوزير وهيئات الرقابة والتحقيق.
• إيقاف تلقي الرشوة بجميع أنواعها من الموظفين والمسؤولين.
• وقف تقديم الرشوة من مؤسسات القطاع الخاص لموظفي الحكومة.
• اقتصاد المواطن في استهلاك المياه غير المبرر.
• إيقاف جشع الشركات والمؤسسات في القطاع الخاص والقناعة بالربح المعقول.
• صدق البنوك في تسجيل مخصصات الديون المشكوك في تحصيلها.
• تقيد المستوردين بالمواصفات القياسية السعودية.
• إيقاف استغلال التجار للأزمات في المواد الغذائية وغيرها.
• توقف التلاعب في أسعار بعض الأسهم في السوق.
• التزام السائقين بتعليمات المرور المنظمة للسير.
• توقف المهاترات الفكرية في الصحافة والإنترنت.
• حسن تربية الأبناء من قبل الوالدين ليصبحوا مواطنين مخلصين وثمرة بناء في المجتمع.
• توقف الشباب عن المعاكسات واستثمار وقتهم بالنافع المفيد.
• قول كلمة الحق والنصح من قبل المستشارين والمقربين من متخذي القرار كل في دائرته.
• مشاركة الشباب في الأعمال التطوعية بمختلف أنواعها.
• قيام الصناديق الداعمة للشباب بدورها بحماس وجرأة.
• تنفيذ الأحكام بسرعة وفاعلية دون تأجيل أو تسويف.
• تخفيض المستشفيات الخاصة رسومها والاكتفاء بأرباح منطقية مقنعة.
• إعلان الفقراء المتعففين عن عدم حاجتهم إلى المعونة والزكاة والضمان الاجتماعي.
• وقف الفساد بجميع أنواعه؛ السرقة والرشوة والغش وشهادة الزور ... إلخ.
• قيام مجلس الشورى بدور أكبر وأكثر فاعلية في الإصلاح ومكافحة الفساد المالي والإداري والتنظيمي في أجهزة الدولة.
• رفع مستوى الحس بالمسؤولية الاجتماعية للمواطنين والمؤسسات.
• تحسين خدمات استراحات ومحطات الطرق من قبل ملاكها، أو إقفالها من قبل الجهات المسؤولة.
• سرعة تنفيذ الإصلاحات الهيكلية في النظام القضائي.
• تقديم شبابنا المبتعثين في جميع أنحاء العالم صورة إيجابية للفرد والشعب السعودي.
• وقف الصراعات بين المسؤولين التي تتمحور حول شخوصهم ومصالحهم.
هذه قائمة عشوائية وغير مرتبة للأمنيات التي قد تطول بحيث لن تكفيها المساحة المخصصة للمقال, بل قد تستغرق جميع صفحات الجريدة، لكن يكفينا منها قيام كل مواطن ومسؤول باتباع قول الرسول ـــ صلى الله عليه وسلم ''أن تحب لأخيك ما تحب لنفسك''.
التعبير عن الرأي بالمحبة للملك لا يكون بالشعارات والمشاعر، بل يجب أن تتزامن هذه المشاعر مع العمل، وعلى كل مواطن ومسؤول يحب ملكنا المحبوب ويجاهر بهذا الحب وهذه المودة، عليه أن يقدم العمل قبل الشعارات، والإخلاص في القول والعمل قبل المشاعر، وأهم من ذلك أن يراعي الله ــ سبحانه وتعالى ـــ ربه ورب مليكه قبل غيره فيضمن بذلك صلاح دنياه وآخرته.
أخيراً .. أسأل الله أن يحفظ علينا ملكنا وأن يديم عليه الصحة والعافية، وأن يديم علاقة الود والمحبة بين الراعي والرعية، وأن يسبغ عليه وإخوانه وأعوانه السداد والتوفيق والصلاح والرشد .. اللهم آمين.