علاج الجلطة الوريدية
تعتبر الجلطة الوريدية (مرض تخثر الأوردة) واحدة من أشد المخاطر التي يتعرض لها المرضى، سواء داخل المستشفيات أو خارجها بين أفراد المجتمع. وتراوح نسبة الوفيات الناتجة من الجلطة الوريدية (الانسداد الرئوي) داخل المستشفيات بين 10 و12 في المائة.
ولقد وجد في النشرات العلمية أن نحو 60 إلى 70 في المائة من حالات الإصابة بأمراض تخثر الأوردة لم تشخص إكلينيكيا، بل تم اكتشافها بعد الوفاة من خلال عملية التشريح الجثماني، وهناك نسبة 70 في المائة من حالات الوفاة الناتجة عن الإصابة بالجلطة الوريدية الرئوية (الصمة الرئوية المميتة)، التي تم اكتشافها بعد الوفاة كانت إما أنه لم يتم تشخيصها أو لم يكن هناك شك في وجودها، وذلك في مرحلة قبل الوفاة. إن الإصابة بالجلطة الوريدية (مرض تخثر الأوردة) واحدة من أكثر الأسباب التي يمكن تجنبها شيوعا بين حالات الوفيات في المستشفيات.
إن استخدام العلاج الوقائي للأشخاص المعرضين لاحتمال الإصابة بالجلطة الوريدية (مرض تخثر الأوردة) أكثر الاستراتيجيات نجاحا من أجل ضمان تحسين فرص السلامة للمرضى المنومين، ومن ثم فإن الاستخدام السليم والمناسب للعلاج الوقائي من الجلطات سيقلل من حالات الإصابة بالمرض، ومن ثم يقلل من حجم الإنفاق على الرعاية الصحية.
يجب فحص وتقييم حالات المرضى المنومين (خلال مكوثهم في المستشفى) ممن هم في عمر الـ 14 سنة فما فوق؛ للتأكد من مدى احتمال تعرضهم للإصابة بهذا المرض (تخثر الأوردة)، وبالتالي يجب إعطاؤهم العلاج الوقائي المناسب، ويجب الأخذ في الاعتبار توفير الخدمة الإسعافية والتعجيل بالحركة المبكرة لجميع المرضى بمجرد أن تسمح حالاتهم السريرية بذلك.
يجب على الطبيب أن يضع في الاعتبار الإرشادات الخاصة بالشركة المصنعة فيما يختص بالجرعات المقترحة، وذلك لكل عنصر دوائي، كما أنه ينبغي الموازنة بين فوائد البدء في إعطاء المريض عقارا وقائيا واحتمال المخاطرة بحدوث نزيف، وذلك لدى كل حالة، كما أن استخدام الوسائل الميكانيكية مثل أجهزة ‘’الضغط الهوائي المتقطع’’ أو الجوارب المطاطية ‘’الشراب المطاطى الضاغط’’ أو استخدام الأسلوبين معا، وذلك كعلاج وقائي يجب أن يستخدم بالدرجة الأولى مع المرضى المعرضين لخطر حدوث نزيف بدرجة كبيرة أو أن يستخدم كوسيلة داعمة للعلاج الوقائي الدوائي.
من هذا المنطلق نشأت الجمعية السعودية للجلطات والانسداد الوريدي، التي ستعنى بالتصدي لهذا المرض.
أما عن الأسباب الطبية لتكوين الجلطات فهي:
أولا: الإصابات والكسور، العمليات الجراحية، أمراض الدم لعوامل التجلط.
ثانيا: الجلوس وعدم الحركة لفترات طويلة مثل الرحلات البعيدة تؤدي إلى تجمع الدم في الساقين وبطء الدورة الدموية.
ثالثا: بعض أنواع السرطانات وأمراض الرئة تؤدي إلى زيادة تجلط الدم.
رابعا: الأشهر الأخيرة من الحمل وفترة ما بعد الولادة.
خامسا: استخدام حبوب منع الحمل.
سادسا: الإصابات بكسور العظام.
أما عن الأعراض المرضية لجلطات الساقين، فتتمثل في ورم وألم في الساق مع تغير اللون إلى الغامق والإحساس بسخونة الساق المصابة، أو من مضاعفات جلطات الساقين، والجلطة الرئوية بسبب انتقال الجلطة من خلال الأوردة لتصب في النصف الأيمن من القلب وتنتقل إلى أوعية الرئتين؛ مما قد يسبب وفاة مفاجئة، وأعراض الجلطة الرئوية دائما تكون صعوبة في التنفس مع ألم في الصدر وسرعة النبض، وقد يحدث سعال مصحوب بدم.
وللوقاية من جلطة الساقين لا بد من تجنب الجلوس فترة طويلة دون حركة، وإعطاء الأدوية الوقائية ضد التجلط في حال حدوث كسور أو إجراء عمليات جراحية، وفي حال ثبوت تشخيص الجلطة ينصح هنا ببرنامج علاج طبي أو جراحي بواسطة الطبيب المختص.
حاصل على الزمالة الأمريكية والزمالة الكندية للأمراض الباطنية والأمراض الصدرية والحالات الحرجة استشاري الأمراض الصدرية والحالات الحرجة رئيس الجمعية السعودية للجلطات والانسداد الوريدي مستشفى الملك خالد للحرس الوطني - مدينة الملك عبد العزيز الطبية جدة.