مهم وعاجل: مطلوب إنقاذ المؤسسة من أصحابها!
هل هناك صاحب شركة أو مؤسسة لا يريد لها النجاح أو يتمنى لها الفشل؟! الإجابة قطعا بالنفي، لأنها قطعة منه، وهو قطعة منها، ولأن مستقبله ومستقبل عائلته- بعد مشيئة الله- يرتبط بها وببقائها وتطورها. لكن الواقع يقول إنك تستطيع أن تؤذي أقرب الناس إليك دون أن تقصد ذلك أو تضمره في نفسك، وكذلك بعض أصحاب المؤسسات يسببون لها الأذى والفشل، ولو كان بحسن نية. وكما أن بعض البشر يؤذي نفسه بتعاطي المخدرات أو ممارسة أعمال تقوده إلى السجن أو الفضيحة، فهناك من أصحاب الأعمال من يقود مؤسسته نحو الهاوية ومن يدق المسمار الأخير في نعشها ويحفر قبرها بيديه وهو لا يشعر، والأمثلة على مثل هؤلاء كثيرة منها: صاحب مؤسسة لا يتوانى في تعيين أقربائه وأصدقائه بغض النظر عن كفاءتهم؛ صاحب مؤسسة يترك الحبل على الغارب في مؤسسته دون سيطرة على منسوبيها، صاحب مؤسسة يستمع دون أن يتحقق، ويقرر دون أن يدرس، لمجرد أنه ترك أذنيه مفتوحة للجميع بما فيهم أصحاب المصالح والأهواء؛ صاحب مؤسسة ينفق بلا رابط ولا عائد؛ صاحب مؤسسة لا يتابع العمل في مؤسسته ولا يتدخل بشكل حازم لتعديل الانحرافات أو مواجهة القصور؛ صاحب مؤسسة لا يبالي بهروب كفاءات من مؤسسته عناداً وتغطرساً رافعاً لافتة "الباب يفوت جمل"؛ صاحب مؤسسة يعلم أن هناك من يسرقه في المؤسسة ومع ذلك يتركه بحجة أنه يكسبه؛ صاحب مؤسسة يقف متفرجاً أمام تزايد الصراعات والعداوات بين منسوبي المؤسسة عملاً بمبدأ فرق تسد؛ صاحب مؤسسة يغلق عقله وفكره عن أية تطورات تحدث في مجال عمل مؤسسته، ويصر على الأسلوب التقليدي في العمل. التجربة والمشاهدة في الشركات والمؤسسات السعودية أثبتت لي أن هناك الكثير من الشركات والمؤسسات تحتاج لعملية إنقاذ فوري من أصحابها، وعلى الرغم من وجود فرص للتغيير والتطوير إلا أن الإشكالية الأساسية تتمثل في ثقافة هؤلاء ومعتقداتهم، فهم يصرون على أنهم على صواب والآخرين على خطأ وأن خبرتهم في الحياة علمتهم هذا الذي يفعلونه. هم لديهم قناعة بالأرباح التي تحققها مؤسساتهم حتى ولو كانت أرباح المنافسين تفوقهم بكثير. هم يعشقون الاستكانة ويخشون التغيير الهادر الذي قد يطيح بالمؤسسة بالرغم من أن المؤسسة تسيراً فعلياً في هذا الاتجاه. هم يتصفون بالاتكالية والكسل ويهربون من مواجهة التحديات ويؤمنون بمبدأ "ارتاح بالنهار لتتمكن من النوم بسهولة في الليل" وشعارهم في الحياة "العمل مفيد للصحة، لذلك اتركه دائماً للمرضى"..!!؛ والسؤال هنا: من ينقذ المؤسسة من أصحابها؟ والإجابة لا أحد سوى أصحابها..!! نعم هذه حقيقة لو أدركها أصحاب المؤسسات لتغير حالهم، فالعاملون في مؤسسة يحدث فيها ما ذكرناه سابقاً لا يضعون اعتباراً سوى لمصالحهم الشخصية، المهم أن يؤدوا أعمالهم ويقبضوا رواتبهم ويحرصوا على الثانية أكثر بكثير من الأولى، لأنهم يدركون بداخلهم أن الأمر لا يتعلق بكفاءة أو مهارة في العمل، ولكن يتعلق بالقدرات الشخصية على التحايل وتسويق معلومات واتجاهات تخدم مصالحهم، يستمر الموظفون في الحصول على رواتبهم ولا يتنازلون عن ريال واحد منها، بينما تستمر المؤسسة في التراجع، وعندما تغلق المؤسسة أبوابها يتجه منسوبوها لغيرها، ويتجه صاحبها لمنزله مكسوفا نادما خاسرا على الرغم من أن نيته كانت طيبة وكان يتمنى النجاح لمؤسسته.