نظرة الخطوط نحو الرحلات الداخلية

تتفوق المملكة ببون شاسع عن الدول الأخرى في المنطقة بحجم منظومة السفر الجوي الداخلي المتمثلة بستة وعشرين مطارا موزعة على المناطق والمدن. وفي المتوسط يتقاسم سوق السفر الداخلي مع نظيره الخارجي حجم الحركة الجوية، إلا أن سوق السفر الجوي الداخلي يتفوق على نظيره الخارجي في مستوى النمو، خاصة أن عهد خادم الحرمين الشريفين ـ سلمه الله ـ تميز بإنصاف المناطق النائية وحقها في المشاريع أسوة بالمناطق الأخرى، فتم إنشاء الجامعات في الشمال والجنوب، وتم التخطيط لصناعات ضخمة كصناعات التعدين. النمو الاقتصادي الذي تعيشه المملكة بالإضافة إلى عوامل أخرى كالنمو السكاني أدى إلى زيادة حجم الطلب على الرحلات الداخلية بنسبة 100 في المائة، مقارنة بالعقد السابق، حيث تظهر الإحصائيات غير الرسمية - المستقاة من إحصائيات المطارات وحجم الحركة الموسمية ـ أن عدد المسافرين على الشبكة الداخلية سيصل إلى عشرين مليون مسافر في السنة عند حلول عام 2020 وهي سنوات ليست بالطويلة. المحير في الأمر هي نظرة الخطوط السعودية، كونها لا تزال مؤسسة حكومية وهي الناقل الوطني المعتبر، أقول نظرتها تجاه سوق السفر الداخلي الذي لا تمل شكوى حالها منه في كل مناسبة وتتناسى الدعم الحكومي الهائل لها. المشهد الأول يتمثل بعدم قيام الخطوط بزيادة الرحلات الداخلية للوفاء ولو بنسبة معتبرة من مقدار النمو السنوي للحركة الجوية الداخلية رغم توافر الطائرات الجديدة من نوع إيرباص 320. المشهد الثاني يتمثل بعدم تغيير جداول الكثير من الرحلات الداخلية، خاصة مدن الشمال رغم مرور عشرات السنين وتغير حجم وطبيعة السفر لتلك المناطق. المشهد الثالث غياب منهجيات التسويق عن سوق السفر الداخلي كحزم السفر العائلي، وكأن الرحلات الداخلية مهمة غير مرغوب بها. المشهد الرابع الاختيار غير الفاعل لنوع الطائرات على مسارات داخلية رغم توفر المعلومات شبه الدقيقة لحجم الطلب لتلك المسارات الداخلية على مدار الأيام، فينتج عن ذلك هدر كبير للخطوط في صورة مقاعد غير مستغلة للعوائد أو فقد لركاب لم يجدوا مقاعد شاغرة، وللمسافرين الذين لم يتمكنوا من القيام بواجباتهم الحياتية المختلفة.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي