مع غياب التدريب.. معلقون رياضيون تصقلهم الممارسة وتدفعهم الموهبة
بات التعليق الرياضي مرادفا لروعة صورة النقل التلفزيوني، فأصبح المتلقي بقدر بحثه عن الإخراج الرائع، والصورة المتميزة، فإن بحثه عن المعلق الرياضي المبدع يأتي في مقدمة مكونات شغفه بالمنافسات الرياضية.
أصبح المعلقون الرياضيون نجوما لامعين مع تطور عملية النقل التليفزيوني واحتدام المنافسات الرياضية، فأصبحت لكل معلق '' كاريزما'' الخاصة به، ومفرداته التي يحفظها الصغار قبل الكبار، وصيحاته التي يرددها محبوه عند كل هدف أو هجمة ضائعة.
وفي ظل المنافسة المحتدمة بين القنوات الرياضية فإن مجال تدريب المعلقين الجدد بات مهملا، سعيا في استقطاب كل قناة لنجوم التعليق والظفر بهم، حتى أصبح أولئك المعلقون يتقاضون رواتب مجزية تتجاوز عند البعض 30 ألف ريال.
في عام 2007 كانت هناك تجربة متميزة لشبكة قنوات الشو تايم العربية حيث أعلنت عن إطلاق برنامج مسابقات للمواهب في مجال التعليق الرياضي تحت اسم '' هز الملعب '' الذي يوفر الفرصة لكل عاشق لكرة القدم في الشرق الأوسط أن يصبح أحد المعلقين الرسميين لقناة شوسبورتس للتعليق على مباريات الدوري الإنجليزي الممتاز.
نمط عمل البرنامج يقوم على دعوة كل موهوب وراغب في أن يكون معلقا للانضمام للمسابقة، ومن ثم يؤدي تجربة أداء للمتنافسين الراغبين أن يصبحوا معلقين من خلال جولة يقوم بها فريق الإنتاج التلفزيوني لقناة شوتايم في الشرق الأوسط. ومن ثم تم إحضار الثمانية متسابقين الأوائل الذين سيتم اختيارهم من قبل لجنة التحكيم إلى فيلا فخمة في دبي للتنافس على مركز المعلق العربي للدوري الإنجليزي الممتاز.
وخضع الفائز على تدريب وتعليم من قبل فريق مختص من المنتجين والمعلقين من أجل تهيئته لبداية الموسم الجديد من الدوري الإنجليزي الممتاز.
وكان الهدف من تجربة ذاك البرنامج هو إيجاد صوت جديد للعمل مع ألمع نجوم العالم العربي للتعليق الرياضي حيث كانت المنافسة مفتوحة لكل من لديه شغف بالكرة والشخصية المناسبة ليصبح معلقا رياضيا.
وتولت لجنة الحكام، بمساعدة آراء المشاهدين، مهمة تقييم المتسابقين وتحديد الفائز حيث تكون فريق المعلقين المعلن من نخبة من المعلقين العرب، أولهم علي علوية الذي قام بتغطية كأس العالم 2006 إلى جمهور الشرق الأوسط. وأيضا خالد الغول الذي يحمل معه عشرين عاماً من الخبرة التلفازية عن تغطية كأس العالم ست مرات، والتعليق على أكثر من 700 مباراة من الدوري الإنجليزي الممتاز وثلاث ألعاب أولمبية.
ويكمل المجموعة الخبير الرياضي علي فوز، إضافة إلى ذلك فإن ستة من المعلقين العرب الآخرين انضموا إلى فريق التعليق من ضمنهم العديد من اللاعبين القدماء والمدربين.
#2#
كانت هذه المسابقة الرياضية للمعلقين الكرويين تجربة ناضجة في مجال التعليق على كرة القدم، حيث تمكن من الفوز بمركزها الأول الشاب السعودي خليل الفهد الذي استطاع التعليق على الدوري الإنجليزي بكل احترافية في شبكة الشو تايم، وانتقل الآن للعمل مذيع نشرات إخبارية رياضية في قناة العربية.
وحتى في ظل وجود جائزة زاهد قدسي كمسابقة للمتميزين من المعلقين إلا أنها تفاضل بين المتواجدين من المعلقين وليست لاستقطاب الجدد وتدريبهم.
ومع استذكار تلك المنافسة التعليقية، تنادي الجماهير الرياضية بفتح المجال لإنشاء مركز تدريبية لاستقطاب هواة جدد في مجال التعليق الرياضي وتدريبهم لصقل مهاراتهم حتى تظهر أجيال تشربت التخصص في وقت باتت الاحترافية هي سمته الأبرز.