الأحداث تجبر صورة التلفزيون على الرضوخ لـ «كاميرا الهاتف»
ارتفاع جودة الصورة ونقاء ألوانها كانا شرطين رئيسيين للموافقة على بث تسجيلات الفيديو ضمن نشرات الأخبار، وعند عدم توافر هذين الشرطين أو أحدهما فإن الصورة تعتبر غير مجازة البتة ويتم حذفها من سياق النشرات الإخبارية في الفضائيات.
حتى باتت أقسام الرقابة وإدارة المحتوى في الفضائيات لديها مهمة كبيرة تتمثل في مراقبة جودة الصورة ونقائها والحرص على اتزان اللقطات وعدم وجود هزات في الكاميرا أثناء التصوير، وعندما تتوافر كل تلك الشروط فإن اللقطات تجاز، أما عندما توجد أي ملاحظة فإن عرض اللقطات يكون رهنا لذلك الخلل الفني.
أما الآن فقد حدث انقلاب كبير في مفاهيم جودة الصورة، حيث المتغيرات والاضطرابات التي يمر بها العالم العربي ولا ترصدها سوى عدسة كاميرا الهاتف المحمول ذات الجودة المنخفضة، فأصبحت كاميرا الهاتف ببساطتها هي الصورة الرئيسة في النشرات الإخبارية، وسبقت في ذلك الأحداث التي يتم رصدها في مناطق مختلفة في العالم بكاميرات الدي في دي والإتش دي.
فأصبح الحدث الإخباري المهم لا يوجد له محتوى سوى ما تم رصده بالهواتف، فاضطرت القنوات الفضائية للتنازل عن كبريائها في انتقاء الصور عالية الجودة ورضخت للمقبول المتوافر وهي صور ذات جودة منخفضة أو منعدمة في بعض أحيانها.
بدر السلمي المتخصص في الإعلام الجديد يتحدث من بريطانيا قائلا : المتغيرات في الأحداث فرضت متغيرات مماثلة في الأمور الفنية، مثلما أن ترتيب أجندة النشرات الاخبارية اختلف، فإن تقنيات الصورة والصوت والنقل أيضا اختلفت بفعل ما هو متاح من إمكانات لنقل الأحداث على أرض الواقع.
وزاد السلمي أن الصورة ذات الجودة المنخفضة لم تعد معيبة للمحطة الناقلة، بل أصبحت مصدر جذب ودلالة وهي أن هذه الصورة تم الحصول عليها بصعوبة.