عمر الخطيب أسس الوعي الثقافي ببرنامج «بنك المعلومات»
ينضح بالكاريزما، مفوه حد الفصاحة، لا يتسرب لحن القول إلى منطوقه، مفعم بالحيوية، ومليء بالثقافة.
شخصيته متفردة، بحركات جسده، وإيماءاته وتلوينه الصوتي، لا ينظر لورقة الإجابة، ينطقها بعفوية وكأن آلاف الإجابات سكنت عقله، فأقنع وأمتع مشاهديه، فلم ينسوه رغم طول الفراق.
إنه الدكتور عمر بن إسماعيل الخطيب إعلامي أردني من أصول فلسطينية من مواليد عام 1930.
هو واحد من الإعلاميين الذين استطاعوا أن يكتبوا اسمهم ضمن كوكبة كبار الإعلاميين الذين حفل بهم زمانه في حقلي الإعلام المسموع والمرئي، ثم في الإعلام الأكاديمي.
ويعتبر الدكتور الخطيب واحدا من أهم مصادر الثقافة والمعلومات العامة في عالمنا العربي منذ السبعينيات في القرن الماضي، ومنذ كان التلفزيون العربي يافعاً من خلال برنامجه الشهير (بنك المعلومات) الذي عرضته كل التلفزيونات العربية قبل عهد الفضائيات، ومن ثم انتقل به إلى شبكة A.R.T.
الراحل حصل على شهادة المترك الفلسطيني في عام 1948 وعلى مترك لندن 1949.
وفي عام 1956 حصل على بكالوريوس العلوم الاجتماعية من الجامعة الأمريكية في القاهرة، وعلى ماجستير الإذاعة والتلفزيون من جامعة السيراكيوز في أمريكا عام 1963, في عام 1972 حصل على الدكتوراه في الإعلام من جامعة أوهايو.
تولى عدة مناصب منها رئيس قسم الإنتاج ومذيع في الإذاعة الأردنية عام 1959 وحتى عام 1962، كما عمل مراقباً عاماً للبرامج فيها، ثم مستشاراً لشؤون الإذاعة والتلفزيون في وزارة الإعلام السعودية، ثم مديراً عاماً مساعداً لمؤسسة التلفزيون الأردني عام 1967 وحتى 1969، ومديراً عاماً للإذاعة والتلفزيون في أبو ظبي حتى عام 1970.
في عام 1972 عُيّن مديرا لمكتب الجامعة العربية للإعلام في دالاس/ تكساس وحتى عام 1973، وفي عام 1975 عُيّن مستشاراً في وزارة الإعلام في دولة الإمارات العربية المتحدة حتى عام 1977، ثم عمل أستاذاً للإعلام في الجامعة الأردنية وجامعة الملك سعود، وأستاذاً زائراً في جامعة ستانفورد في أمريكا من عام 1985 وحتى عام 1986، ثم أستاذا للإعلام في جامعة الملك سعود في عام 1986.
بدأ عمر الخطيب مذيعاً في إذاعة عمّان، واشتهر في إعداد البرامج وتقديمها، وقراءة الأخبار، والمشاركة في الصور الصوتية الحية، ويكاد يكون ثنائياً للإذاعي الشهير إبراهيم الذهبي؛ فلا يذكر أحدهما إلا ذكر الآخر حتى عندما جاءا إلى المملكة جاءا معاً، وتولى وظائف إدارية في الإذاعة والتلفزيون الأردنيين.
ومع كل ذلك فإن شهرته جاءت من برامج المسابقات التي قدمها في الإذاعة والتلفزيون، مثل البرنامج الذي قدمه في إذاعة جدة بعنوان ''إنت وحظك'' وهو يقدم هذا البرنامج ثم برنامجه التلفزيوني (فكر واربح) ثم برنامجه الأكثر شهرة وهو برنامج (بنك المعلومات) الذي طبعه في كتاب أيضاً.
ملك عمر الخطيب مهارة الإعداد، ومهارة الحوار، ومهارة تقديم برامج المسابقات، وكانت برامجه ذات مستوى ثقافي رفيع نشرت الثقافة بين الأجيال وبخاصة الشباب، وارتفع بالجمهور ولم يهبط بالإعداد إلى المستوى العامي السطحي.
لم يكن متعالياً في تعامله مع زملائه، ولم تبعده النجومية عن زملائه في ساحتي الإعلام والجامعة.
له عدة مؤلفات وكتب عددها 14 مؤلفا بالعربية والإنجليزية، وعدد من البرامج الإذاعية والتلفزيونية من إعداده وتقديمه، عرضت في السعودية والأردن ومصر والإمارات، والندوة التلفزيونية مثل ''حوار''، والندوة التلفزيونية ''FORUM'' باللغة الإنجليزية، وبرنامج المسابقات التلفزيوني ''بنك المعلومات''.
وشيع جثمانه في العاصمة الأردنية عمان إلى مقبرة عائلته في أم الحيران.
والفقيد له من الأبناء ست بنات وولدان، هم بالترتيب من الأكبر إلى الأصغر ربى, علا, رلى, سرى, هدى, أروى، محمّد وعزّام''.