مطالب بكادر خاص للمذيعين والفنيين والتخلص من البيروقراطية
سيكون تاريخ الأول من المحرم بداية العام القادم نقطة انطلاق جديدة للإعلام السعودي الرسمي، والذي جاء بعد ستة عقود من العمل تحت مظلة وزارة الثقافة والإعلام. جاءت بشائر التحول نحو هيئة الإذاعة والتلفزيون، لتنفض غبار الزمن عن مرحلة حفلت بالتأسيس إلى مرحلة تبشر بالانعتاق والتخلص من قيود البيروقراطية المالية والإدارية.
يعول الكثيرون على التطور النوعي المتوقع على المحتوى لاسيما البرامجي والإخباري الإذاعي والتلفزيوني، بعد تطبيق قرار مجلس الوزراء والانتهاء من مشروع تنظيم هيئة الإذاعة والتلفزيون، حيث المؤشرات تقود إلى سلاسة في التحرك المالي والاداري، إضافة إلى زيادة حوافز الكواد التلفزيونية والإذاعية وتقديرها بشكل يتوافق مع صناعة الإعلام الحديث.
وأوضح المذيع خالد الشهوان مقدم البرامج في التلفزيون السعودي لـ ''الاقتصادية'' أن قرار تحويل الإذاعة والتلفزيون إلى هيئة يستحق أن يسمى حلما وتحقق بالفعل كما صرح بذلك وزير الإعلام السعودي بعد صدور القرار الأسبوع الماضي، نظرا لجهة طول المدة الفاصلة بين إنشاء الإذاعة والتلفزيون وصدور هذا القرار.
#2#
وأضاف الشهوان: إذا ماعلمنا أن الإذاعة بدأت عام 1368هـ والتلفزيون عام 1385هـ أي أننا نتحدث عن أكثر من 60 عاما منذ بدأت الإذاعة ونحو 50 عاما منذ بدأ التلفزيون، وبناء عليه يحق لنا أن نقول أخيرا تحقق الحلم الذي لم يلحق عليه أسلافنا! ولكننا نعيش بعد صدور هذا القرار مزيجا من شعور التفاؤل المشوب بالقلق!.. التفاؤل بانتشالنا من الوضع الحالي المزري إذ لطالما كنا نطالب ومنذ سنين طوال بتغييره وإيجاد كادر خاص للإعلاميين في الإذاعة والتلفزيون أسوة بماهو معمول به في القطاعات الأخرى التي تتطلب طبيعة عملها ذلك، ولكنه تفاؤل مشوب بالحذر والقلق نظرا لغموض الصورة حول شكل الهيئة المستقبلية وطبيعة عملها وقدرتها على أن تكون نقطة تحول بالفعل في مسيرة الإعلام الإذاعي والتلفزيوني السعودي وتبدأ بتغيير العقول قبل الكوادر.
وتخوف مقدم البرامج السعودي من أن يكون هذا التغيير في نمط عمل التلفزيون مجرد تغيير شكلي يبقي الوضع على ما هو عليه ويساوي بين الإعلامي المتميز الموهوب والإعلامي المسطح الخالي من الموهبة. وبيّن أن هذا ما ينتظر توضيحه من رئيس الهيئة المنتظر تعيينه في القريب العاجل، انطلاقا من الهدف المحدد من هذا التحويل بموجب قرار مجلس الوزراء وهو ''رفع وتطوير مستوى الأداء البرامجي'' وهذا لن يتأتى إلا بتطوير الكوادر واستقطاب المميزين والتفريق بين الإعلامي والموظف!.
وتمنى الزميل الشهوان أن تنظر الجهات المعنية بدراسة تنظيم هيئة الإذاعة والتلفزيون إلى الحوافز التي تمنح للمذيعين ومقدمي البرامج في القنوات الخاصة، والعمل على تطوير حوافز وبدلات ورواتب المذيعين ومقدمي البرامج السعوديين الذين صبروا طويلا.
ويتفق محمد الناجم الطالب بقسم الإعلام مع الشهوان حيث يقول: الإعلام بات صناعة ولم يعد اجتهادا، حيث إن البرامج المؤثرة تحتاج إلى ميزانيات ضخمة وفرق عمل مهنية ومؤهلة، وهذا لن يتأتى إلا بتذليل وتوفير كل الموارد المالية اللازمة. نحن نسمع كثيرا عن مقدمي برامج ومخرجين في دول مجاورة وفي قنوات شقيقة يأخذون رواتب شهرية تتجاوز 30 ألف ريال ونشاهد إبداعاتهم، ولكن لدينا ليس هناك ما يحفز أحدا للعمل، فالنظام يساوي بين موظف الأرشيف وبين المقدم الماهر!.
وفي تصريح لوكالة الأنباء السعودية رفع الأمير تركي بن سلطان نائب وزير الثقافة والإعلام للشؤون الإعلامية باسم الأسرة الإعلامية شكره وتقديره لمقام خادم الحرمين الشريفين - حفظه الله - على موافقته الكريمة على نظام هيئتي الإذاعة والتلفزيون، ووكالة الأنباء السعودية، وحرصه على تطوير هذه المرافق الإعلامية المهمة التي تعد صوت المملكة مسموعاً ومرئياً ومقروءاً.
وأضاف أن هذا القرار يعد نقطة تحول في تاريخ الإذاعة والتلفزيون ووكالة الأنباء السعودية ويسجل في منظومة التحديث والتطوير التي يقودها خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين - حفظهما الله - ومواكبة لتطورات العصر الإعلامية والتثقيفية ووسائلهما المتعددة الحديثة. وأكد نائب وزير الثقافة والإعلام للشؤون الإعلامية أن العاملين في هذه المرافق سيبذلون جهدهم لتحقيق طموحات الدولة من خلال الموضوعية ومصداقية الكلمة وخدمة رسالة المملكة محلياً وعربياً ودولياً وفق السياسة الإعلامية لهذه البلاد المباركة.
هذا وصدر قرار مجلس الوزراء المبني على محضر اللجنة العليا للتنظيم الإداري الخاص بدراسة مشروع تنظيم المؤسسة العامة للإذاعة والتلفزيون، ومشروع تنظيم وكالة الأنباء السعودية، وأقر مجلس الوزراء عدداً من الإجراءات من بينها ما يلي:
أولاً - تحويل نشاط الإذاعة والتلفزيون إلى هيئة عامة تسمى ''هيئة الإذاعة والتلفزيون'' وتحويل وكالة الأنباء السعودية إلى هيئة عامة تسمى ''وكالة الأنباء السعودية'' وترتبط هاتان الهيئتان إدارياً بوزير الثقافة والإعلام، ويكون لهما مجلس إدارة يرأسه وزير الثقافة والإعلام، ويضم في عضويته ممثلين من عدد من الجهات الحكومية، واثنين من أصحاب الرأي والخبرة يعينان بقرار من مجلس الوزراء.
ثانياً - يكون هدف هيئة الإذاعة والتلفزيون إيصال رسالة المملكة - إلى جميع المناطق في المملكة وإلى أنحاء العالم - بالكلمة والصورة وباستخدام أحدث الوسائل والتقنية والعمل على رفع مستوى الأداء البرامجي الإذاعي والتلفزيوني وتطويره ويكون لها رئيس يعين على المرتبة (الممتازة).
ثالثاً - يكون هدف وكالة الأنباء السعودية تغطية الأحداث والقضايا والنشاطات المختلفة ومتابعتها على المستوى المحلي والأقليمي والدولي وبصورة خاصة ذات الصلة بالمملكة، والإسهام في تعزيز المهنية الإعلامية والصحفية في المملكة ومواكبة التطورات والمتغيرات المهنية والتقنية في مجال اختصاصاتها، ويكون لها رئيس لا تقل مرتبته عن الخامسة عشرة.
رابعاً - تقوم هيئة الخبراء بمجلس الوزراء بإعداد مشروع تنظيم هيئة الإذاعة والتلفزيون ومشروع تنظيم وكالة الأنباء السعودية وفقاً لما تضمنته الترتيبات الواردة في القرار خلال مدة لا تتجاوز ستة أشهر من تاريخه.
ورفع الأمير تركي بن سلطان بن عبدالعزيز نائب وزير الثقافة والإعلام للشؤون الإعلامية شكره وتقديره لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله - بمناسبة صدور قرار مجلس الوزراء القاضي بتحويل كل من الإذاعة والتلفزيون ووكالة الأنباء السعودية إلى هيئتين عامتين.
كما أكد سليمان العيدي وكيل وزارة الثقافة والإعلام لشؤون التلفزيون أنه ينظر إلى القرار على أنه نقطة تحول في مسيرة الإعلام السعودي المقروء والمسموع والمرئي، ويعتبر نقلة نوعية في منظومة التطوير والتحديث التي أطلقها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز للإعلام السعودي. وبيّن أن القرار يكمل الإعلام السعودي بإعطائه مرونة أكبر للعمل الإعلامي ودخوله مرحلة الاحتراف في الإنتاج الإذاعي والتلفزيوني.