«الهواتف المحمولة» تنقل جزءا من فظائع النظام السوري
توثيق الاعتداءات ورصد مظاهر العنف المسلح من النظام السوري أبرز خط للدفاع عن سلمية الثورة، وهذا ماجعل كثيرا من المتخصصين يضع كاميرا الهاتف المحمول في سورية في مواجهة مع الدبابة.
وهنا يبدر تساؤل هل تعتقد أن بإمكان الوسائل التكنولوجية تخفيف حدة النزاعات والصراعات السياسية الجارية في سورية؟ إن كنت كذلك، فيبدو أن معك كثيرين، ويخالف رأيك العديد أيضا.
فقد اقترح أحد قراء موقع CNN، أن تقوم القوات الأمريكية بإنزال ملايين الهواتف النقالة على الشعب السوري، ليتمكنوا من توثيق ما يحدث على أرض الواقع، ليكون ذلك دليل إدانة موثقا ضد نظام الأسد، فيما رأى قارئ آخر أن هذا الرأي ساذج، وأن المشكلة في سورية ليست مشكلة نقص تكنولوجيا بل نقص في الأسلحة ووسائل الدفاع عن النفس.
جاءت هذه الآراء تعليقاً على تقرير نشرته CNN، أشار إلى المخاطر والتحديات التي يتعرض لها الصحافيون والمدنيون في سورية، جراء تحميل مقاطع فيديو أو صور للهجمات الشرسة التي يشنها النظام على المدنيين في سورية. رأى أحد القراء أن على القوات الأمريكية بدلاً من القصف الجوي أو البري أو إرسال مراقبين دوليين إلى سورية؛ إسقاط 20 مليون هاتف محمول ذات خاصية تصوير الفيديو، ليتمكن كل رجل وامرأة وطفل في سورية من تسجيل وتوثيق ما يحدث من انتهاكات من قبل نظام الأسد لتكون بذلك إثباتات إدانة لنظام الأسد، يحاسب عليها دولياً. ورغم أن هذا الرأي يبدو طريفاً، إلا أن هذا النوع من التسليح استخدم من قبل في جبال النوبة في السودان، فوفقاً لتقرير نشرته جريدة ''نيويورك تايمز'' الأمريكية، فإن أمريكيا يدعى ريان بويت، قام بتسليح السكان ليس بأسلحة بيضاء أو ذخيرة حيه، بل بأدوات ووسائل تكنولوجيا تساعدهم في التقاط تسجيلات رقمية، لسقوط القنابل فوق كهوفهم.
وقد كتب نيكولاس كريستوف، الصحافي في جريدة ''نيويورك تايمز'' أن الأمريكي ريان، كون شبكة من 15 شخصاً لجمع المعلومات والتقاط الصور والفيديوهات، لتوثيق الأعمال الوحشية التي حدثت في جبال النوبة، مستخدماً في ذلك جهاز كمبيوتر محمول يعمل بالطاقة الشمسية وهاتفا يعمل عن طريق الأقمار الصناعية، ليتمكن من نقل ما يحدث إلى ''مشروع كفى'' التابع لمنظمة مكافحة الإبادة الجماعية، ومقرها واشنطن.
وأيضاً زود ريان تقريره هذا بمقابلات لشهود عيان، ما ساعد منظمة مكافحة الإبادة الجماعية ومبادرة هارفارد الإنسانية، في العثور على أدلة للأعمال الوحشية التي كانت تحدث، متضمنة صورا لثماني مقابر جماعية عبر الأقمار الصناعية، ما ساعد الصحافيين والرأي العام العالمي في تكوين صورة صحيحة عما يدور هناك.
في حين رأى قارئ آخر أن ما يحدث في سورية ليس بسبب قلة الصور أو مقاطع الفيديو المرسلة نظراً لوجود كثير منها يومياً في العديد من مواقع التواصل الاجتماعي وغيرها، تُوّثق المجازر، لكن بماذا تنفع هذه الصور أو المقاطع المصورة الشعب السوري سوى في توثيق مجزرة تلو الأخرى، من دون فائدة، فهو ليس لديه وسيلة فعلية للدفاع عن نفسه.