وفاة عراب الخيال العلمي التلفزيوني راي برادبري
توفي الكاتب راي برادبري الذي وقف وراء بعض أبرز روايات أدب الخيال العلمي التلفزيوني في القرن الماضي عن عمر يناهز 91 عاما في مدينة لوس أنجلوس الأمريكية.
وكتب برادبري مئات الروايات والقصص القصيرة والمسرحيات وسيناريوهات الأفلام السينمائية والتلفزيونية خلال حياته المهنية التي امتدت منذ أربعينيات القرن الماضي.
ومن أشهر أعماله ''451 فهرنهايت'' التي تحولت إلى فيلم سينمائي شهير أخرجه المخرج الفرنسي فرانسوا تروفو، ويشير العنوان إلى درجة الحرارة التي يشتعل فيها ورق الكتب.
وقال داني كارابيتيان حفيد الكاتب ''لقد أثر في العديد من الفنانين والكتاب والمعلمين والعلماء''، وأضاف ''إن ميراثه يعيش في الكم الهائل من كتبه وأفلامه وأعماله للتلفزيون والمسرح، بل والأكثر أهمية في أذهان وقلوب كل من يقرأه، لأن قراءته تعني معرفته جيدا''.
ولد برادبري في إلينوي وانتقل مع عائلته وهو في سن المراهقة إلى لوس أنجلوس.
وظل برادبري يكسب قوته لثلاث سنوات بعد تركه المدرسة من بيع الصحف، والكتابة في أوقات فراغه.
ومنذ مطلع الأربعينيات بدأت قصصه القصيرة في الظهور في مجلات مثل ''حكايات غريبة'' ''خيال علمي مدهش'' و''كابتن فيوتشر''.
وفي عام 1947 نشر أول كتاب له وهو ''كرنفال معتم''، كما تزوج في العام نفسه من مارجريت مكلور.
وبعد ثلاثة أعوام بدأت شهرته الأدبية مع نشره مجموعة قصصية حملت عنوان ''تواريخ مريخية'' عن مجموعة رجال ذوي نزعة مادية بشعة يستعمرون المريخ ويقومون باستغلاله بشكل مدمر.
وحظيت روايته ''451 فهرنهايت'' التي نشرت عام 1953 بشهرة كبيرة، وتصور الرواية مجتمعا مستقبليا تمنع فيه قراءة الكتب.
وأخذت الرواية عنوانها من درجة الحرارة التي يشتعل فيها الورق، وعدت الرواية توقعا بتطور عصرنا الحالي الذي هيمنت فيه حضارة الصورة عبر انتشار التلفزيون، حيث تظهر الرواية أناسا مدمنين على مشاهدة المسلسلات الدرامية الطويلة ''سوب أوبرا''، ويحملون في آذانهم سماعات صغيرة تقدم سيلا مستمرا من الموسيقى والأخبار.
وظل برادبري لسنوات عدة يقاوم فكرة نشر روايته ''451 فهرنهايت'' في صيغة كتاب إلكتروني، إذ قال لصحيفة نيويورك تايمز إن الكتب الإلكترونية لها ''رائحة مثل الوقود المحترق''، ووصف شبكة الإنترنت بأنها ''إرباك كبير، إنها بلا معنى، وليست واقعية، إنها في مكان ما في الهواء''. بيد أنه رضخ في النهاية في عام 2011 عندما جدد اتفاقا لنشر كتبه ومنها النشر بصيغة كتب إلكترونية، وقال مدير أعماله ''لقد شرحنا الوضع له، وإن العقد الجديد لن يتم دون إعطاء حقوق النشر الإلكتروني، وقد فهم حجتنا وأعطانا الموافقة على المضي قدما فيها''.
كتب برادبري عددا من الأعمال للسينما والتلفزيون، وكتب سيناريو فيلم موبي ديك الذي أخرجه جون هيوستن، فضلا عن عدد من المسلسلات التلفزيونية ومن بينها ''تشويق''، و''ألفريد هيتشكوك شو''، و''منطقة الشفق''. وقد رشح لنيل جائزة الاوسكار عن السيناريو الذي كتبه عن رواية ''موبي ديك''.
في عام 2008 تحدث عن أهمية القراءة في كلمة أمام الصندوق الوطني لدعم الفنون قائلا ''إذا كنت تعرف كيف تقرأ، تكون أكملت تعلمك عن الحياة، ومن ثم تعرف كيف تعطي صوتك في سياق الديمقراطية. ولكن إذا لم تكن تعرف كيف تقرأ، فإنك لن تعرف كيف تقرر، وهذا هو الشيء الأهم في بلدنا، نحن ديمقراطية قراء ويجب أن نحافظ عليها على هذا النحو''. وللكاتب أربع بنات من زوجته التي توفيت عام 2003.