«ماريا» تناقش كل ما يخص المرأة .. قناة تلفزيونية للمتنقبات فقط

«ماريا» تناقش كل ما يخص المرأة .. قناة تلفزيونية للمتنقبات فقط

ملصقات حائط مدون عليها ''رجاء خفض الصوت''، و''يرجى عدم وجود الضيوف في غير مواعيدهم''، منتشرة فى صالة إحدى الشقق المتواضعة في حي العباسية فى العاصمة المصرية القاهرة. أما غرفتا هذه الشقة فداخلهما ملصقات من نوع آخر، مثل ''الرجاء عدم استخدام كلمة ''الكتاب المقدس'' واستخدم كلمة الكتاب المسيحي، إمضاء أبو إسلام''.
ومع كشافات الإضاءة القوية في المكان، وكاميرات التلفزيون، والمتنقبات من حولك لن تخطئ قناة ماريا المخصصة للمتنقبات فقط، سواء ضيفات أم مذيعات أم عاملات.
هذه القناة ، وهي الأولى من نوعها ، أسسها أبو إسلام أحمد عبد الله، حيث انطلقت مع اليوم الأول من رمضان، الشهر التاسع في التقويم الإسلامي.
ويقول عدلي رضا، رئيس قسم الإذاعة والتلفزيون في كلية الإعلام في جامعة القاهرة، حول سياسة قناة ماريا: ''إن تخصيص قناة للمتنقبات فقط يعد عنصرية ولا يوجد إعلام لفئة''. وأضاف رضا أنه ''لا يجوز أن تخرج كل فئة وتعبر عن وجهة نظر خاصة بها''، لافتاً إلى ''أن هذه بداية لتقسيم مصر إلى شيع وأحزاب''.
وكان الحجاب الشائع في الشارع المصري ممنوعاً ارتداؤه من قبل المذيعات، في عهد الرئيس السابق مبارك في التلفزيون الرسمي للدولة في ماسبيرو.
ولكن بعد الثورة المصرية، وفي كانون الثاني (يناير) من هذا العام أتيحت للمحجبات هذه الفرصة بحكم قضائي لإحدى المذيعات.

«المتنقبة مضطهدة»
وتقول هبة سراج المخرجة في القناة التليفزيونية إن اقتصار الأمر على المتنقبات في شتى المجالات داخل القناة إنما هو بسبب أن المتنقبة مضطهدة، وليس لديها فرصة في العمل، فكل من لديها رغبة كي تكون إعلامية أو مخرجة لا تجد الفرصة، والوضع ذاته يسري على الضيفات المتنقبات فلذلك نحن نكرمهن''.
تتناول القناة كل ما يخص المرأة شرعيا وسياسيا واجتماعيا.
وتبث ''ماريا'' في البداية أربع ساعات يوميا، عبر قناة الأمة الإسلامية التي يمتلكها الشخص ذاته، على أن تستقل بعد فترة تتراوح بين ستة أشهر وسنة. وعن اختيار هذا الاسم القبطي لها، وعما إذا كانت محاولة للتقرب من المرأة القبطية، يقول أحمد عبد الله مؤسسها: ''إن اختيار هذا الاسم إنما هو لوضع حد فاصل بين الاستعباد الذي أتت به ماريا كعبدة هي وأختها سيرين تحت حكم الكنيسة المصرية فأصبحت عند المسلمين حرة وزوجة رسول الإسلام محمد، فهي دلالة على الاستعباد الكنسي وعلى الحرية في الإسلام''.
تخاطب قناة ''ماريا'' المرأة المسلمة في الأساس، وسوف تتناول كل ما يخص المرأة في العلوم الشرعية إلى جانب ما يخصها في المجالات السياسية والاقتصادية والتنمية الاجتماعية وغيرها من المجالات. وانتقد رضا، أستاذ الإعلام، قيام القناة على المتنقبات متسائلا: ''من يضمن أن تكون لديهن الكفاءة، الزي ليس هو المعيار''.
ولم تنكر عبير شاهين مقدمة البرامج ومسؤولة التدريب في القناة أن لديها مشكلة في الكوادر وأنهم يستعينون بكوادر أخرى لتدريب المتنقبات ''لنصبح نحن المسؤولات عن القناة بالكامل فيما بعد''.

التمويل
وكان من المفترض أن تنطلق هذه القناه منذ سبع سنوات، ولكنها - بسبب مشكلات في التمويل - لم تخرج إلى النور، وهي الآن قائمة على العمل التطوعي، وأن من يعملون متطوعين يريدون نشر الدعوة الإسلامية ''ولا مانع من القيام بالنشاط الدعوي من خلالها''، كما يقول أبو إسلام الذي نفى انتماءه لأي تيار إسلامي.
وأشار أبو إسلام الذي يرتدي جلبابا أبيض ويطلق لحية بيضاء وعلى مكتبه تنتشر الكتب الإسلامية إلى أن ''الدعوة هي سلوك المسلم''، بغض النظر عن الانخراط في أي فصيل سياسي كالإخوان أو السلفيين أو فصيل آخر.
لكن الدكتورة عفاف مرعي، مديرة الجمعية المصرية للنهوض بالمشاركة المجتمعية ترى ''أن لا تقتصر التكلفة على العاملات فقط، فهناك تكلفة بث وغير ذلك''، وأوضحت مرعي أن القناة ''لن يشاهدها أحد لأنه لا يمكن التواصل معهن دون ظهور أي تعبيرات للوجه'' حسبما نقلته شبكة bbc.

الأكثر قراءة