تحذيرات بضرورة الانتباه عند شراء مواد إعلامية من الإنترنت
قبل تحميل المواد الإعلامية عبر شبكة الإنترنت ، يتعين على المشتري أن يتوخى الحذر الآن أكثر من أي وقت مضى.
وعلى خلاف شراء الأقراص المدمجة من المحال التجارية ، نادرا ما يكون متاحا للمشتري عبر مواقع الإنترنت أن يعيد المواد التي اشتراها مثل الأغنيات والكتب الإلكترونية. كما تفرض المواقع الإلكترونية قيودا عديدة للحيلولة دون قيام المستهلك بتمرير المواد التي اشتراها إلى أصدقائه وأفراد عائلته بعد الانتهاء من قراءة الكتاب الإلكتروني أو الاستماع إلى الألبوم الغنائي على الكمبيوتر.
ولذلك ينصح تيل كروتسر من البوابة الإلكترونية "إي رايتس دوت إينفو" للمعلومات الخاصة بحقوق الملكية الفكرية في ألمانيا، المستهلك بضرورة قراءة القواعد المنظمة للشراء من كل موقع إلكتروني قبل أن يبادر بإتمام أي عملية شراء، ويستطرد قائلا "إنه حقا عالم آخر".
غير أن هذه القواعد التنظيمية برمتها قد تتغير بعد أن صدر الشهر الماضي حكما قضائيا من محكمة العدل الأوروبية يسمح بإعادة بيع البرمجيات بعد تحميلها عبر الإنترنت تماما مثلما يسمح لأي شخص ببيع أي شيء مملوك له.
ويقول المحامي كروتسر إن هذا الحكم، من الناحية الفنية، يسري على دول الاتحاد الأوروبي فقط، ولكنه سيكون له تأثير في صناعة البرمجيات والتطبيقات الإلكترونية في أي مكان في العالم، وأردف قائلا "أعتقد أنه ستكون له تداعيات بعيدة المدى بشكل كبير".
فهناك احتمال على سبيل المثال أن تدفع المحكمة بأن هذا الحكم لا يسري على باقي أشكال المواد الإعلامية من برامج ( ويدخل ضمنها المواد والبرامج التلفزيونية أو الإذاعية ) ، ولكن كروتسر يتشكك بشأن إمكانية انتهاج مثل هذه الاستراتيجية.
ورغم صدور هذا الحكم، ما زالت هناك العديد من أوجه القصور التي تعتري التسوق الإلكتروني للمواد الإعلامية، حيث إن إرجاع المواد المباعة عبر الإنترنت بعد شرائها تظل مسألة صعبة بعكس الكتب والأقراص المدمجة التي يمكن إعادتها إلى البائع بمنتهى السهولة.
ولهذا السبب ، ينصح دائما بقراءة القواعد والشروط قبل شراء أي مواد إعلامية عبر شبكة الإنترنت سواء إن كنت بصدد شراء كتاب إلكتروني أو ألبوم غنائي أو لعبة من ألعاب الفيديو أو الكمبيوتر.
ويقول توماس نوثمان وهو محام متخصص في قوانين الملكية الفكرية في برلين إن "هذه القواعد عادة ما تكون مصاغة بحيث يصعب على المستهلك فهمها"، ولكن مع قليل من الحظ، ربما يكتشف المستهلك بمحض الصدفة موقعا إلكترونيا لا يفرض قدرا كبيرا من القيود التي تمنع استخدام أو إعادة توزيع المنتج في صورته الإلكترونية.
