الاستثمار السينمائي .. مخاطره وأرباحه تفوق التوقعات في حال النجاح
يعد الاستثمار في الأفلام السينمائية من أخطر الاستثمارات، فالأسماء الكبيرة التي تقف خلف الفيلم سواء شركات كبرى كـ "والت ديزني" و"وينرر بروذرز" أو مخرجين كبارا أو ممثلين سوبر ستار كما يطلق عليهم، تعد كافية لتشفع لدى الجمهور بأن تحقق إيرادات عالية هذه الأيام.
معايير نجاح الفيلم لم تعد واضحة لدى صناع الفن السابع، فهناك أفلام أنتجت بميزانيات قليلة، واستطاعت تحقيق نجاحات كبيرة لم يتوقعها أحد.
فيلم الرعب Paranormal Activity الجزء الأول من تأليف وإخراج مبرمج حاسوب مغمور اسمه ورين بيل الذي بدأ تصويره عام 2006 وانتهى منه خلال عشرة أيام، وانتظر حتى عام 2009، لعرضه على الجمهور كلفت ميزانيته 15 ألف دولار، واستطاع تحقيق أرباح خيالية لم يتوقعها أحد فوصلت أرباحه حتى الآن إلى أكثر من 196 مليون دولار.
وفي المقابل هناك أفلام أنتجت من قبل شركات كبرى، ولم تدر أرباحا كافية، ما جعلها تدخل في دوامة الخسائر مثل فيلم "جون كارتر" المنتج من قبل شركة والت ديزني وبلغت ميزانيته 250 مليون دولار، ولم يستطع حتى الآن تحقيق سوى 179 مليون دولار، أي أنه خسر 71 مليون دولار، وكذلك فيلم "كوكب مارس يحتاج إلى أم" المنتج من قبل الشركة نفسها الذي كلف 150 مليون دولار، لكنه لم يحقق سوى 35 مليون دولار محملا الشركة خسارة بلغت 115 مليون دولار، ما دفع بريتش روس رئيس "أستوديوهات والت ديزني" الأمريكية للإنتاج، إلى الاستقالة بعد فشل فيلم "جون كارتر" و "كوكب مارس يحتاج إلى أم". وقال في رسالة بعثها إلى موظفي الشركة "أنا أؤمن بسجلّنا المتين في الأفلام وقدرتنا على صناعة الأفلام والتسويق لها أكثر من أي شركة أخرى، لكني لا أعتقد أن منصب الرئيس يتناسب مهنياً معي".
ومع ذلك ما زالت صناعة الأفلام لدى بعض المستثمرين المكان المناسب لصناعة المزيد من المال، فمعروف لديهم أن صناعة فيلم ناجح يدر دخلا جيدا مدى الحياة حتى بعد وفاة المستثمر. يقول مختصون في صناعة الأفلام السينمائية إن استثمار مليون دولار في صناعة فيلم واحد يلقى نجاحا عالميا سيدر على المستثمر نفسه خلال 20 عاما أرباحا تتضاعف 844 مرة.
ويقولون أيضا إن استثمار مليون دولار في فيلم عن طريق تأجيره بواقع خمسة دولارات أفضل من تأجير شقة شهريا بـ 600 دولار، لأن الفيلم سيصل بطريقة تسويقية ذكية إلى 75 مليون شخص يريدون مشاهدته، بينما الشقة ستصل في النهاية بعد تسويقها إلى شخص واحد فقط كل سنة على أقل تقدير. ويشيرون إلى أن إيجار شقة بـ 600 دولار شهريا سيدخل على المستثمر خلال ساعة 83 سنتا، بينما الفيلم المعروض في دور سينما سيدخل 3.33 دولار كل ساعة.