قناع «جاي فوكس» من الشاشة إلى ميادين المظاهرات
أصبح من المعتاد مشاهدة قناع ''جاي فوكس'' في كل المظاهرات والاحتجاجات التي تحدث في أمريكا وأوربا. القناع يحمل قصة تعود إلى الخامس من تشرين الثاني (نوفمبر) 1605 ميلادي في لندن، في هذا اليوم حاول رجل اسمه جاي فوكس نسف مبنى البرلمان البريطاني الذي كان يتواجد فيه الملك جيمس ملك بريطانيا حينذاك لقتله وتنصيب ابنته الأميرة إليزابيث بدلا عنه، عن طريق حفر سرداب يؤدي إلى مبنى البرلمان، ولكن مهمته باءت بالفشل بعد أن تسلّم اللورد بارون مونتيجلي رسالة تحذيرية، ما دفع أعوان الملك إلى البحث عن السرداب واكتشافه والقبض على فوكس.
واجه جاي فوكس تعذيبا في برج ''ببرود كبير'' ولكنه اعترف بالمؤامرة بعد أن وصلت إلى مسامعه أنباء القبض على رفاقه، وإعدامهم في وستمنستر في 31 كانون الثاني (يناير) 1606.
على الرغم من هذه القصة ورغم أن القناع المستوحى من ملامح جاي فوكس ويحمل اسمه، إلا أن سبب لبس المتظاهرين والمحتجين لم يكن من أجله يوما ما. عام 2005 أطلق فيلم ''V for Vendetta'' المقتبس من رواية تحمل الاسم نفسه عمرها يبلغ الآن أكثر من 35 عاما، الفيلم يحكي عن ثائر في وجه الحكومة البريطانية ويسعى للانتقام منها عن طريق إثارة الشغب في شوارعها، وكان يرتدي القناع المصمم من ملامح جاي فوكس، ومن مشاهد الفيلم يخرج عدد من المحتجين يرتدون قناعه نفسه ويثيرون الشغب في شوارع لندن، ما دفع المحتجين في العالم الحقيقي إلى ارتدائه في مظاهراتهم واحتجاجاتهم في وقتنا الحالي.
وكالة الأنباء ''أ.ب'' أجرت تحقيقا خلال مظاهرات واحتجاجات أثيرت في وال ستريت العام الماضي عن قناع ''جاي فوكس'' وعند سؤالها لمرتاديه أجابوا أن فيلم ''V for Vendetta'' دفعهم لفعل ذلك، والبعض أجابوا أن القناع أصبح رمزا للمعارضة، وأنه يستخدم بكثرة في الاحتجاجات والمظاهرات التي دائما تخص الأمور الاقتصادية.
فيلم ''V for Vendetta'' قدم الشخصية التي ارتدت القناع (الممثل هوجو وافينق) على أنها شخصية بلا ملامح بلا وجه بلا شكل أو هيئة، وتحمل رمزا لضحايا الإنسانية جمعاء، ورغم ذلك فهي تبتسم بكل سخرية.