كيف نتواصل ..؟
مع تطور التقنيات وتسارع انطلاقها واستهدافها البشر جمعا. وثورتها التي تنطلق بسرعة الصاروخ وتسابقها مع الزمن في مضمار واحد لكي تستهدف العملاء وتحقيق الثروات الهائلة لشركات همها زيادة ارباحها فقط وهو حق مشروع لها. فترمي بهذه التقنيات في أحضان البشر فيتسابق هؤلاء مهرولين الى جديدها وهي تسابق الزمن لتطوير تقنياتها وجذب مزيد من العملاء مع شراسة المنافسة وسرعة التطور.
كم من أناس دخلوا عالم الشات فلم يخرجوا منه الا مكتئبين وكم من فتاة راحت ضحيه للفيس بوك وتويتر وكم من شاب استهوته الشياطين فأزته أزا الى عالم أخرمن الابتزاز وطريق السوء بسبب هذه التقنيات .! وكم من كبير سن لا يعلم شيئا سوى انه ساهم بماله فرمي بأبنائه دون حسيب او رقيب في صحراء قاحله تقودهم تقنيات معاصره ربما الى مستقبل مجهول وطريق مسدود !
هنا يبرز السؤال التالي هل قمنا اولا بتعريف وتوضيح حقيقة التقنيات وماهي الايجابيات وما هي السلبيات ام اننا نتسابق فقط على كل ما هو جديد من تقنيه دون وعي وادراك وتدارك لا خطارها ؟ صغار في السن اصبح لديهم مشاكل في النظر. نساء ورجال لم يتركوا مساحه لهم لكي يكتشفوا ويتدبروا مناكب الارض حتى الطريق اصبحوا لا يرونه الا بماجلان واحداثياته ولم يتركوا لعقولهم مساحه بالتفكير ولو مليا.
هنا يبرز دور القائد ودور الانسان المسئول عن رعيته وكيف يتصرف وماهي الحلول لتوجيه من حوله وتثقيفهم من اجل اتقاء شرها فهي خير ان اردناها خيرا وهي شر ان نحن استخدمناها في غير محلها اصبح الجميع يكتب في المنتديات دون ان يراقب نفسه او يحاسب نفسه ويرسل الرسائل عبر الفيس بوك وتوتير والواتسب دون تقييم للوضع فيما ان كان سيجر عليه الاثم ام سيجلب له الاجر.
والميزان الحقيقي في ذلك هو قول الله تعالى (ما يلفظ من قول الا لديه رقيب عتيد) وقوله تعالى (ان الله كان عليكم رقيبا) اذن فالعملية برمتها مراقبه بحته بين الانسان ونفسه فهو وحده من سيضبط نفسه ويقيم الوضع هل ما غرد أو ارسل او كتب سيعود عليه بالأجر والنفع ام أنها زلة لسان ربما تهوي به في النار سبعون خريفا بعد ان تكون سنه سيئة يقرؤها بعده الملايين فتثير فتنه او تؤدي الى مظلمه أو يتلقفها جاهل غير مدرك بعواقبها.
اذن فالأمر اصبح له ابعاد خطيره ان لم نحسن التصرف. فالصغار لديهم المام بشكل لايصدق مع هذه الأجهزة فيجب مراقبتهم وزرع الوازع الديني فيهم كي يراقبون انفسهم بأنفسهم حتى وان خرجوا قليلا عن المسار المرسوم لهم فسيعودون ان شاء الله بقوة الدين والتوجيه السليم وصدقهم في القول.
خلاصة الامر أنه يجب علينا ان نراقب الله في كل شي ونأخذ بيد من حولنا كي يراقب الله في كل ما خطت يداه او ارسلت انامله لكي نأخذ خيرها ونتقي شرها ان شاء الله ولنتذكر قول الشاعر : الخط يبقى زمانا بعد كاتبه .. وكاتب الخط تحت الارض مدفونا.