النساء يفقدن 75 % من الوظائف في الشاشة الفضية .. والرجال مسيطرون
من الواضح للمتخصصين أن النساء لم يحصلن على نصيبهن المناسب سواء أمام كاميرات الشاشة الفضية كمذيعات، أو خلفها كمخرجات ومنتجات ومراسلات ومعدات تلفزيونيات. فما زالت السيدات عالميا وعربيا لا يحصلن على نسبة 50 في المائة من الفرص التي تطرحها القنوات التلفزيونية، ففي دراسة لمركز إعلام دراسات المرأة والإعلام على محطاتABC, CBS, Fox, NBC and CW كان الرجال يستحوذون على 75 في المائة من الوظائف في التلفزيون ويتبقي للسيدات الربع فقط.
وبينت دراسة أخرى لجامعة سان دياجو في أمريكا أن عدد السيدات العاملات في التلفزيون يتناقص. وراوحت نسبة الانخفاض بين 12 في المائة إلى 6 في المائة سنويا.
وبحسب الدراسة فإن السيدات العاملات في التلفزيون بوظائف كمذيعات ومنتجات يشكلن ما نسبته 15 في المائة فقط من قوة العمل في 2011، بينما كانت نسبتهن 27 في المائة في 2010، بينما تشكل نسبة السيدات المخرجات 11 في المائة فقط في 2011 بينما كانت 16 في المائة فقط في 2010.
وكان وزير الثقافة البريطاني قد انتقد قلة عدد العاملات في قناة BBC حيث تشكل نسبتهن 17 في المائة فقط، وتستمع لمراسلة امرأة مقابل 27 مراسلا خلال ساعتين. وبحسب تقرير صادر عن اتحاد الصحف والتلفزيون في بريطانيا، فإن عدد الموظفين الرجال يتفوقن بنسبة الضعف على السيدات، ويحصلن على رواتب أكثر بنسبة 10 في المائة، وبحسب التقرير فإن القناة لديها 82 رجلا في الوظائف العليا مقارنة بـ 42 سيدة، وفي الوظائف التلفزيونية والمراسلين لديها 223 رجلا مقابل 111 امرأة.
وعلى الرغم من هذا العدد القليل إلا أن هذا يعتبر إنجازا مقارنة بقرن مضى عندما كانت السيدات لا يسمح لهن بالتوظيف في القنوات التلفزيونية، إلى أن أصدرت لجنة الاتصالات الفيدرالية قرارا يجبر المحطات التلفزيونية على توظيف امرأة واحدة كمذيعة أخبار.
من جهة مختلفة، تقول لـ''الاقتصادية'' المذيعة إيمان الرجب إن الوضع يختلف في التلفزيون السعودي، فمن خلال عملها في المجال منذ ست سنوات لاحظت ازدياد عدد السيدات والفتيات العاملات في التلفزيون سواء أمام الكاميرا أو خلفها، مع تطور ملحوظ في نظرة المجتمع للمرأة المذيعة أو التي تعمل في الإعلام. حيث كانت في بداية عملها تجد تعاملا سلبيا من قبل الجمهور الخارجي، خلال الجولات الميدانية في مجال حقلها وتخصصها، أما الآن فقد تغير الوضع وأصبحت تتلمس نظرة إيجابية خلال تغطياتها وجولاتها الميدانية وزيادة بتقبل الجمهور لها توضح أن الهيكلة المستمرة لقطاع التلفزيون وتطويرها ستساعد على إعطاء فرص عمل أكثر للمرأة في هذا القطاع، على الرغم من أنها تلاحظ زيادة في أعداد الفتيات العاملات في التلفزيون منذ بداية عملها حتى الآن بنسبة تصل إلى الضعف، إلا أن عددهن طبعا أقل من الرجال وترجع السبب في هذا إلى طبيعة المجتمع الذكوري التي تجعل للمرأة نصيب أقل حظا في كل الوظائف وكل القطاعات.
وتؤكد الرجب أن المرأة تنجح في مجالات العمل التلفزيونية إذا كانت تمتلك الموهبة التي تعتبرها أهم من الدراسة، فهذا المجال يحتاج لإضافة اللمسة والطابع الخاص بكل واحد، وهو ما ستنجح فيه النساء إذا توافرت لديهن الموهبة وأعطيت لهن الفرصة المناسبة في العمل. مؤكدة أن المهم الآن أن تثبت المرأة نفسها في المجال التلفزيوني دون النظر لنسبة عددهن أو رواتبهن في هذا القطاع مقارنة بالرجال، لأنها كلها عوامل تتأثر بتغير البيئة والمجتمع، وترفض الفكرة الشائعة التي تحصر المذيعات والسيدات ببرامج متعلقة بالأسرة والطفل وأنها أكثر نجاحا من الرجل في هذا المجال، ففي رأيها أن السيدة تنجح في كل البرامج أيا كان نوعها سياسية أو اقتصادية أو ثقافية إذا أحبت هذا المجال فعليا، وربما مشاهدتنا للمرأة أكثر في برامج صباحية أو أسرية ترجع لأنها أكثر قربا لطبيعة المرأة وهذا لا يمنع أن ينجح الرجال فيها وتنجح السيدات بنوعيات برامج أخرى.
وتؤكد دكتورة أيناس أبو يوسف مديرة مركز بحوث ودراسات المرأة في كلية الإعلام جامعة القاهرة أن المرأة لا تعاني تجاهلها في وظائف التلفزيون فقط، بل هي تعاني التهميش في كل أمور العملية الإعلامية، فمثلا هي تقع في ذيل المصادر الإعلامية ولا تمثل سوى 1 في المائة من المصادر المشاركة في الإعلام.
واعتبرت أبو يوسف أن المشكلة التي تواجه الإعلامية السيدة أن الكثير ينظرون إلى جمال شكلها الخارجي ولا يتلفتون لما تملكه من خلفية ثقافية و فكرية، وهذا يؤثر في دورها وحصتها في الوظائف التلفزيونية والإذاعية. واعتبرت أنه من المهم النظر إلى تمكين السيدات في الوظائف التلفزيونية كجزء من عملية تمكين المرأة في المجتمع بشكل عام، منوهة إلى ضرورة اشتمال بيئة العمل الإعلامي على رؤية واضحة في مناقشة قضايا المرأة ووجود ميثاق شرف إعلامي يضمن حقوق المواطنة ويجعل بيئة العمل الإعلامي أكثر وضوحا.
وفي قصة ترويها المذيعة الأمريكية كوكي روبرتس مراسلة ومحللة أخبار في abc في كتاب عن المرأة في شاشات التلفزيون ذكرياتها عندها تقدمت للعمل وقيل لها لا نوظف السيدات، قائلة إنها كانت السيدة الوحيدة في أي مكان تعمل فيه تجد نفسها المرأة الوحيدة التي لا تعمل كسكرتيرة، وتنصح أي امرأة ترغب في العمل في المجال أن تكون ذكية ومجتهدة ولديها ما تقول، والأهم ألا تحاول أن تقفز وتقاطع كلام زملائها من الرجال لتظهر بالصورة، بل عليها أن تصبر وتمسك لسانها حتى يشعروا تدريجيا أنها معهم في الفريق، فيتيحوا لها المجال.