الإخصائي النفسي ودوره في المجال التجاري
إن العمل في المجال التجاري يحتاج إلى كثير من المهارات الفردية والشخصية التي يتحلى بها الفرد من أجل نجاح المشروع، حيث إن رؤوس الأموال وحدها لا تكفي، وكم هي النماذج التي نراها لأبناء ورثوا شركات ضخمة ناجحة من آبائهم، ولكن نقص المهارات الشخصية التي تصقلها الخبرة كانت ضئيلة جدا، مما أفشل تلك المشروعات القائمة، وهذا يعني أن ليس كل مشروع يفشل يكون خلفه ثغرات تقوم على متغيرات خارجية، ولعل من أهم ما نعلقه على فشل المشروع هو عملية الحظ أو النصيب، ومما لا شك فيه أن القدر هو المحرك الأول والأخير للرزق، ولكن العمل بالأسباب يأتي من العناصر الأولى للنجاح أو الفشل في جميع الأعمال، ولا سيما العمل التجاري.
ولعل علم النفس المهني هو من أبرز التخصصات التي يستعين بها كثير من الشركات الأجنبية في الدول المتقدمة، حيث يستطيع الإخصائي النفسي توجيه المشروع بما يتناسب مع قدرات الأفراد بعد اختبارات وتحاليل نفسية كفيلة بترجيح شخص ما مهنة معينة أو وظيفة دون غيرها، ليس لشيء سوى للقدرة الشخصية ومستوى الذكاء وتحديدا ما يسمى في علم النفس بالقدرات الخاصة التي ينجح فيها شخص دون آخر، فهناك سمات معينة كالصبر ورجاحة العقل والاتزان الانفعالي والحنكة في اتخاذ القرار كل تلك السمات، على سبيل المثال وليس الحصر، هي سمات أساسية للعمل بشكل عام، ولكنها أهم للعمل في إدارة التخصص التجاري تحديدا، وهذا يعني أن هناك نماذج غير بسيطة من الشركات والمؤسسات فعلا تحتاج إلى إخصائي نفسي للاستعانة بكفاءته في توظيف تلك السمات، ولا يتوقف الأمر عند هذا الحد فحسب، بل للإخصائي النفسي دور في المجال التجاري من خلال تخصص علم النفس التجاري، وذلك للاستفادة منه في الدعاية والإعلان للمشروع ليس فقط كدعاية تقليدية، ولكن الإخصائي النفسي الناجح في تخصص علم النفس التجاري يستطيع بلا مبالغة أن يقدم السلعة التجارية بصورة نفسية وفق شروط الدعاية الناجحة، والمفترض أن تكون وفق ما تقدمه السلعة من امتيازات، والجميع يعرف أن هناك سلعا متعددة ومختلفة نجحت بعض الشركات والمؤسسات في ترويجها من خلال الأسلوب الناجح في الدعاية، على الرغم من أن تلك السلع ربما لا تكون بقدر تلك الدعاية المقدمة، ولا تكون بذلك المستوى من الامتياز الفعلي، وربما ذلك أيضا يدخل في خانة الغش التجاري، وبعيدا عن الغش فإن المضمون الإيجابي في علم النفس التجاري بشكل عام أو علم نفس الدعاية والإعلان بشكل خاص، يستطيع أن يعالج المؤسسة التجارية من حيث الهيكلة ومن حيث ترويج السلعة، ولهذا فإن وجوده داخل الهرم التجاري المهني هو أمر في غاية الأهمية للتقليص من مستوى الفشل.