يا جمعية حماية المستهلك
ليس أسوأ على المستهلك من قرار هيئة الاتصالات في موضوع إيقاف ميزة التجوال الدولي، سوى ما نشرته أمس صحيفة ‘’الحياة’’ على لسان رئيس جمعية حماية المستهلك ناصر التويم عن عزم الجمعية مقاضاة هيئة الاتصالات ‘’إذا استنفدت (الجمعية) كل الجهود، ووجدت أن ذلك في مصلحة المستهلك والمصلحة العامة’’.
من المهم إعادة قراءة عبارة رئيس الجمعية بين علامتي التنصيص، للتعرف على صيغة ‘’كلام متعوب عليه’’. الرجل باختصار شديد يريد أن يقول لنا -كمستهلكين-: إن جمعيتنا الموقرة، فجأة أصبحت جمعية مفيدة، وأنها بعد أن انتهت من لعبة الكراسي والصراع عليها -وهي حتما لم تنته- قد تفرغت لمصالحنا.
لكن إعادة التأمل في التصريح المطاطي، سيفضي بنا إلى اكتشاف أن الصياغة عبارة عن تطييب خواطر، مع إعلان علاقات عامة يمرر لنا أن الجمعية تعمل. باختصار شديد، قرار هيئة الاتصالات صار أمرا واقعا منذ الجمعة الماضية، والجمعية لا تزال تقول لنا: إنها إذا استنفدت جهودها سترفع قضية.
إنني أتمنى على جمعية حماية المستهلك، أن تتفرغ لأعمالها ومهامها الأساسية، وأن تتوقف عن الخطابات الإعلامية التي لم يعد لها جدوى. نريد فعلا محسوسا يلمسه المستهلك المغلوب على أمره، سواء فيما يخص الزيادات في أسعار السلع، أو عمليات التغول التي تتم ممارستها في الأسواق. هذا الدور الذي لا تمارسه الجمعية ولم تمارسه، لا يمكن أبدا أن يتم إشغالنا عنه بمثل هذه التصريحات التي لا تخدم المستهلك ولن تخدم الجمعية. وإن أوهمها بعض مستشاريها بجدوى مثل هذا الكلام الهلامي.