«كبريت الصحافة» .. يرفع سقف الحرية فيتبعه 700 ألف

«كبريت الصحافة» ..  يرفع سقف الحرية فيتبعه 700 ألف
«كبريت الصحافة» ..  يرفع سقف الحرية فيتبعه 700 ألف

منذ بدايته قبل نحو ثمانية أشهر بقيادة 30 شابا وشابة سعوديين من خلال صناعة إعلامية لفريق عمل واحد كما يتضح من خلال تقديم البرنامج إخراجيا وتحريريا وهو يعد نواة للنجاح الإذاعي الذي حققه برنامج الثانية على إم بي. سي.

وحاولت إدارة القناة تكرار التجربة على المستوى التلفزيوني. وكان مدخل البرنامج ومحتواه الرئيسي مناقشة هموم المواطن السعودي، كما احتفظت أيضا بداود الشريان الذي يقدم الفكرة نفسها في برنامج الثانية الإذاعي فحققت الثنائية في التقديم مكاسب إعلامية كبيرة وجذبا للمشاهدين والمستمعين معا حيث بلغ عدد المتابعين نحو 667 ألف طبقا لإحصائية رسمية على موقع قناة إم. بي. سي. ورأت إدارة القناة أن تفرق بين مناقشة القضايا التي تصلح للإذاعة والأخرى التي تتماشي مع الصورة والصوت.

#2#

وهنا يقول لـ ''الاقتصادية'' الدكتور فهد الطياش أستاذ الإعلام المشارك في جامعة الملك سعود والذي له خبرة واسعة في الحقل الإعلامي أكاديميا وتطبيقيا: إن مجموعة mbc نجحت في تكييف خريطتها اليومية لتقديم برامج جماهيرية متفاوتة وكأنها في سباق تتابع يتم فيه تسليم الشعلة من لاعب لآخر. هذه التجربة ولدت تجارب برامجية ناجحة استطاعت من خلالها سحب البرامج قبل أن تذبل وتموت مثلما فعلت مع آدم، ومن سيربح المليون وغيرها.

إن برنامج ''الثامنة مع داود'' من تلك المحطات التي كادت المجموعة تفقد مرحلة التجريب فيها عند محاولة داود الشريان الخروج بالبرنامج من عباءة الصوت في ''الثانية مع داود'' إلى عباءة الصوت والصورة ''في الثامنة''.

نجحت المعادلة لأسباب كثر من أبرزها نجاح القناة كمنظومة عمل متكاملة وفي مرتبة ثانية قرب البرنامج من المشاهد السعودي الذي يهم المعلن الأساس للقناة و في هذا فقدان للمشاهد العربي خارج المملكة. وفي مرتبة ثالثة جرأة الطرح. فكم يا ترى بات من النفس العميق لدى البرنامج للاستمرار؟

فيما يرى إعلاميون وفقا للرأي السائد بشكل عام عن البرنامج أن داود الشريان استخدم كل خبرته الإعلامية الطويلة في إنجاح برنامجيه الإذاعي والتلفزيوني في الوقت نفسه، وفرّق بينهما في اخيتار الموضوعات، وسخّر الشريان جرأته الإعلامية في طرح موضوعات ساخنة ربما فشلت وسائل أخرى في طرحها خاصة الصحف وذلك باستثمار الصوت والصورة مع دعوة شخصيات ذوات مناصب تنفيذية لها مكانتها المرموقة في الخدمة المدنية وقطاعات أخرى مختلفة ووصل تصنيف المشاركين حتى درجة وزير، ولكن كان موضوع القضايا الاجتماعية هو القاسم الأعظم لسر نجاح البرنامجين، وكانت لغة داود الشريان الإعلامية عاملا مساعدا في استخراج المعلومات من جميع المشاركين مما جعل لبرنامجي ''الثانية'' و''الثامنة'' منصات مختلفة وثابتة من خلال مواقع ''إم بي سي''، ''فيس بوك'' و''تويتر'' ومن ثم مر البرنامج بمراحل متعددة إلى أن وصل إلى صيغته بالشكل الحالي ووصل إلى دائرة كبيرة من الناس.

ويرى البعض أنه بخبرة إعلامي في مكانة داود الشريان يكون هنالك شد وجذب للمشاهدة من خلال العبارات التي أطلقها وهي تستهوي كثيرا من الناس وأصبحت مصطلحات معروفة لمتابعي البرنامج الذي يبث خمسة أيام في الأسبوع مباشرة.

أصبح يشكل فترة زمنية مهمة لعدد كثير من المشاهدين، وأصبح التواصل معه ملتقى أسرى، ويلقى الاهتمام من شرائح كثيرة من المجتمع السعودي، إضافة إلى أنها مادة للإعلاميين أنفسهم، وهو من البرامج الأكثر قبولا بين الناس حيث فيه سقف الحوار مفتوح نوعا ما في ظل جماهيرية البرنامج وصداه الاجتماعي.

وهنا يعود الدكتور فهد الطياش ليوضح أنه يعتقد أن عوامل الخريف بدأت تدب في مفاصل البرنامج و هو أمر طبيعي. فالبرنامج منذ أن خرج للعلن لم يتقدم في المهنية ولم يتميز في الإبداع البصري أو الصحافة الاستقصائية، والسبب قد يعود إلى عدم الاستثمار في تطوير البرنامج والاكتفاء بعناصر صيغة النمط التي قالت وكالات الإعلان إنها جاذبة، ولكن وكالات الإعلان هي من مدرسة ''إكرام الميت دفنه''، وهذا ما يخشاه البعض على البرنامج لتراجع المهنية، وغياب البعد القانوني الذي يحفظ حق البرنامج ويدافع عنه في ظل السقطات المتتالية التي يقع فيها الكثير من البرامج اليومية والجماهيرية.

ولكن أهم حائط صد هو الاعتذار بالتقصير والاعتراف بالتراجع في جرأة الطرح ضد ''الهوامير'' فكراسي الغياب التي تباهى بها البرنامج في أول ظهور له اختفت مع أول إشارة حمراء تم تجاوزها.

وأخيرا فإن داود الشريان الذي قدم من مدينة عنيزة وسط السعودية في منطقة القصيم وبدأ العمل في وسائل الإعلام المخلتفة منذ عام 1976 يلقب بـ ''كبريت الصحافة السعودية''، حيث انطلق من جريدة '' الجزيرة'' عام 1976. و قد التحق بمجلة ''اليمامة'' عام 1977 وأصبح مديرًا للتحرير، وقائم بعمل رئيس التحرير في فترات، وساهم في تطويرها. وفي عام 1980 أصبح أول مراسل لوكالة ''أسوشيتد برس'' في المملكة.

وسافر إلى الولايات المتحدة عام 1985 وتلقى دورة في اللغة الإنجليزية والصحافة. وفي عام1987 أسس شركة للتوثيق والمعلومات وتولى إدارتها، وخلال عمله في الشركة كمدير عام تمت إعارته للعمل مديرًا عامًّا لمجلة الدعوة ورئيسًا لتحريرها. وعضوًا في مجلس إدارة الشركة الوطنية للتوزيع. ثم أصبح رئيسًا لجريدة ''المسلمون الدولية'' الأولى وعضوًا في مجلس إدارة الشركة السعودية للأبحاث.

في عام 1993 أصبح مسؤولًا عن التحرير والإدارة جريدة ''الحياة'' في المملكة ودول الخليج، وعضوًا في مجلس إدارة ''دار الحياة'' حتى عام 2003. في عام 2004 عمل مع ''تلفزيون دبي'' وقدم برنامجًا سياسيًّا أسبوعيًّا هو برنامج ''المقال''، وحصل البرنامج في عامه الأول على الجائزة الفضية للبرامج الحوارية في مهرجان قناة ''الجزيرة''، وكان هو البرنامج الوحيد الفائز بعد حجب الجائزة الذهبية!.

في أواخر تشرين الأول (أكتوبر) عام 2006، أصبح نائبًا لمدير عام قناة ''العربية'' ومديرا عاما لمجموعة ''إم بي سي'' في المملكة، وعضوا في مجلس إدارة ''العربية''، ومجلس إدارة مجموعة ''إم بي سي'' تولى رئاسة تحرير موقع العربية نت في أيار (مايو) عام 2009، واحترف كتابة العامود الصحفي في بداية الثمانينيات، وكتب عامودًا أسبوعيًّا في مجلة ''اليمامة'' لمدة تزيد على سبع سنوات، وكتب في صحف ''البلاد'' و''اليوم'' و''الرياض'' عامودا يوميًّا لمدة تزيد على أربع سنوات، ثم نقل عاموده ''أضعف الإيمان'' إلى جريدة ''الحياة'' عام 1996 حتى اليوم، ونال ''أضعف الإيمان'' شهرة عربية واسعة وأصبح أحد أهم الأعمدة السياسية في الصحافة العربية.

وعلى صعيد تجربته الإذاعية يعد برنامج ''الثانية مع داود'' أول برامجه الإذاعية. وهو يعد إعلاميا كبيرا وله رأي قوي، ويصف تجربته الإذاعية من خلال ''الثانية مع داود'' بأنها تمتعت بهامش حرية كبير جدًّا، مرجعا ذلك إلى عدة أسباب؛ أبرزها: نوعية القضايا التي يناقشها عبر البرنامج، التي تخوض في ''الهم اليومي'' للمواطن السعودي على حدّ وصفه؛ حيث تكون حرية الرأي والنقد أكبر بكثير في مثل هذه النوعية من القضايا.

واعتبر الشريان أن الحرية التي يلمسها المستمعون في برنامجه هي انعكاس للمناخ الإيجابي الجديد، الذي بات ملموسا بشكل كبير في مختلف وسائل الإعلام السعودية، لافتا إلى أن المملكة أصبحت تتفوق على بعض الدول العربية فيما يتعلق باتساع هامش الحرية.

الأكثر قراءة