لجنة الشفاعة الحسنة.. فخر الوطن

إطلالة مضيئة أخرى للجمعية السعودية لتنشيط التبرع بالأعضاء في المنطقة الشرقية "إيثار" ودورها النبيل في توعية المجتمع ونشر ثقافة العمل التطوعي.
يقوم صباح اليوم الأحد الأمير سعود بن نايف، أمير المنطقة الشرقية، بتكريم كوكبة من فرسان فاعلي الخير الذين ضحوا ببعض ما وهبهم الله لإنقاذ حياة أشخاص في أمس الحاجة إلى المساعدة. مثال جميل على الشهامة والإنسانية والتراحم والتكافل يستحق أكثر من وسام الملك عبد العزيز وشهادات التكريم.
آخر إنجازات جمعية "إيثار" هو إطلاق لجنة خاصة تتولى إقناع ذوي المتوفى دماغياً بالتبرع بأعضائه. هل هناك أسمى من لقب "لجنة الشفاعة الحسنة" تتوج بها الجمعية إنجازاتها؟
من معرفتي ببعض أعضاء اللجنة المتخصصين في الفقه، أعلم تماماً أن الصديق العزيز الشيخ محمد البيشي والأعضاء الآخرين يسعون للعمل مع المستشفيات لسد حاجة مرضى الفشل العضوي في المملكة، وإيجاد متبرعين لهم. أهمية دور لجنة الشفاعة الحسنة تكمن في حاجة السعودية لزراعة 500 كبد سنويًا، نتيجة لانتشار بعض الفيروسات خاصة فيروسي سي وبي أو بعض الأمراض المناعية الأخرى.
لن تكون مهمة لجنة الشفاعة الحسنة سهلة؛ هدفهم هو الإسهام في تغيير المفاهيم الخاطئة لدى الجمهور حول التبرع بالأعضاء، والحصول على موافقة ذوي المتوفين دماغياً بالتبرع. سيزور البيشي وزملاؤه المستشفيات، وأقسام العناية المركزة، لتوثيق حالة الوفاة الدماغية، وإبلاغ المركز السعودي لزراعة الأعضاء بتلك الحالات. ورغم أن 95 في المائة من أسر المتوفين دماغيًا يقرون باستعدادهم للتبرع بأعضائهم حال التأكد من وفاته، إلا أن 20 في المائة منهم فقط يتبرعون فعلاً.
ستعمل اللجنة على إزالة الشك حول جواز التبرع بالأعضاء، ويرتبط مدى نجاح أو فشل اللجنة ارتباطاً مباشراً بعامل الوقت.. دقائق وربما ثوان معدودة قد تحدد إنقاذ المريض بين السرعة في التوثيق والإبلاغ عن الحالات وبين إقناع ذوي المتوفى دماغياً بالموافقة. الإحصائيات تشير إلى وجود أكثر من 16 ألف مريض على قائمة الانتظار في المملكة يحتاجون إلى زراعة الكلى ولدينا زيادة سنوية في مرضى الفشل الكلوي تصل إلى ما يقرب من 2500 مريض سنويًا. "إيثار" حملت لواء ومنهج التكافل الإنساني النبيل الذي أجازته كل الشرائع السماوية.
هنا يأتي دور لجنة الشفاعة الحسنة في مساعدة المتبرعين والمرضى لتقبل عملية التبرع بالأعضاء من خلال التوعية الدينية والإعلامية والمجتمعية، ومساعدة المريض على التفاعل مع الحدث من خلال تقديم المحتوى الاجتماعي لعملية التبرع بأساليب تعتمد على الشفافية والموضوعية.
لدينا فتاوى من هيئة كبار العلماء تجيز التبرع بالأعضاء. كذلك لدينا قرار من مجمع الفقه الإسلامي بشأن أجهزة الإنعاش. ما تبقى الآن هو الوصول إلى القلوب والعقول للحصول على الموافقة للتبرع لإنقاذ حياة الآخرين.
لجنة الشفاعة الحسنة تعمل لأجل الوطن كله.. ساندوها.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي