الإعلام الجديد: ترفيه عن النفس .. أم اختراق للخصوصية؟
يتسم العصر الحالي بالثورة الرقمية نتيجة للانفجار المعرفي والتقدم في المجال التكنولوجي .. هذه حقيقة يجب التسليم بها، ولكن تحت وطأة هذه المستجدات والمعطيات الجديدة التي تمخضت عن البرامج الحديثة ومواقع التواصل الاجتماعي الجديدة .. يبرز تساؤل ملح: كيف نستخدم هذه الوسائل بطريقة مثلى تراعي قيمنا وعاداتنا وموروثنا الأصيل؟
وثمة تعامل وطريقة استخدام خاطئة بعرض مقاطع لا تتوافق مع الدين والعادات والتقاليد.
وثمة مصطلحات ارتبطت بظهور ''كيك'' و''الواتس'' و''تويتر'' وغيرها .. من مثل: ''يب'' و''هاي كيكر'' .. كلمات ليست مفهومة وليست ذات معنى واضح.
الأكثر من ذلك .. هو أن المقاطع التي تبث على بعض تلك الوسائل والبرامج تتعدى لتخترق حواجز الخصوصية .. خصوصية العوائل والأفراد على حد سواء. وهي مقاطع رديئة من حيث العرض .. ففي الغالب: المخرج والممثل والمؤلف أو صاحب الفكرة هو شخص واحد .. وإن لزم الأمر يستعين بمن يصوره، حتى ولو بكاميرا جواله الخاص. الأبعد للموضوعية أن المضمون لا ينطوي على كثير من الفائدة. ويقول (بندر): أتابع مقاطع الفيديو بغرض التسلية والضحك والترفيه .. لكن أفاجأ بظهور مقاطع غير لائقة .. بعضها يتجاوز خطوط الحياء .. ولا أدري ما الفائدة التي سيجنيها من يقوم بنشرها؟
إن البرامج الحديثة التي تم ابتكارها يجب أن تستخدم لخدمة الناس، أو تحقيق فوائد علمية .. أو اكتساب علاقات بناءة .. أو زيادة الخلفية الثقافية .. لا أن تكتظ بحيّز واسع لمقاطع (الطيش الشبابي في التفحيط) .. و(الرقص) ولقطات (المغامرة غير المحسوبة) .. ومشاهد تحاول اصطناع الضحك .. تلك المرحلة التي ما إن يخرج منها الشباب للنضج حتى تتحول إلى مصدر ''ندم''.
أما الإخصائي الاجتماعي (عادل السليمان) يقول معلقاً على ذلك: يجب أن يكون تعاملنا مع هذه المستجدات الإعلامية بناءً وهادفاً .. ولا بد من تعزيز مبدأ الرقابة الداخلية في نفوس الشباب .. حتى لا تكون بعض اللقطات والمقاطع المعروضة معول هدم واختراق للخصوصية.
هل انحصرت وسائل التسلية والترفيه ولم يعد لها وجود إلا في مواقع ''keek'' .. و''تويتر'' .. و''فيس بوك'' .. وغيرها .. كي نشاهد هذا التوجه المتنامي نحوها، إذ بدأت تستحوذ أخيراً على اهتمام كثير من الشرائح .. لو كان الأمر كذلك لما عاشت الأجيال السابقة بدون هذه الوسائل.
اللافت للنظر أن تلك المقاطع ليست على مستوى جيد في العرض .. حيث لا إنتاج متميز .. ولا عمل مخطط .. ولا سيناريست مدروس .. كل ما في الأمر مشهد يصور بعملية عشوائية ذات طابع عفوي اعتباطي.
الترفيه البريء عن النفس .. يكون عبر تفريغ الطاقات في أنشطة بناءة، والانخراط في برامج مفيدة .. رياضية كانت أو اجتماعية .. أو ترويحية، واستثمار الأوقات في تطوير الذات على النحو الأمثل .. يحترم الذات وخصوصية الأفراد.