جمعية المتقاعدين في الدمام.. ترفض التقاعد
عندما تطرق باب الجمعية الوطنية للمتقاعدين في الدمام، يستقبلك الشاب عبد العزيز بأدبه الجم وابتسامته العريضة. وظيفة عبد العزيز هي مساندة أعمال وأنشطة الجمعية الاجتماعية والثقافية والترفيهية. مكتب الجمعية لا يمثل الصورة النمطية للمتقاعدين، بفضل من الله، ثم لأمانة وحرص عبد العزيز، الجمعية خلية نحل وملفات واجتماعات ومكالمات هاتفية تكاد لا تنقطع.
رغم صراع الجمعية للاعتماد على نفسها ذاتياً إلا أن بعض رجال الأعمال ــــ الذين أطلق عليهم لقب رجال الخير ــــ لا يتأخرون في مساندة الجمعية كل بما يستطيع.
الشيخ عبد الله محمد الزامل تبرع بعدد من المكيفات، رجل الخير حسين سيف القحطاني تبرع بمبلغ من المال لصالح الجمعية، رجل الخير الشيخ فيصل الشهيل تبرع هو الآخر بمبلغ مالي لمساندة الجمعية.
صحيفة ''الشرق'' تتعهد بدعم الجمعية إعلامياً لإشهار الجمعية وإعطاء المتقاعدين تخفيضات مجزية في قيمة الاشتراك السنوي للجريدة أسوة ببعض الجرائد الأخرى، إضافة إلى التنسيق لعمل الدراسات ذات الطابع العلمي لمصلحة المتقاعدين. أمانة المنطقة الشرقية تتابع باهتمام إجراءات نقل الأرض الممنوحة لصالح الجمعية.
أما أنشطة الجمعية الإنسانية فهي لا تعد ولا تحصى. أعضاء الجمعية طرحوا على مدير عام سجون المنطقة الشرقية العميد عبد الرحمن الرويسان فكرة ترتيب زيارة لأعضائها للسجناء والسجينات، وتم فعلاً. ولم تنس الجمعية المسنين والأيتام، فأقامت لهم إفطاراً كلا على حدة أسوة بالتكافل الاجتماعي النبيل.بمبادرة هي الأولى من نوعها في الجمعية الوطنية للمتقاعدين، أخذ فرع الجمعية في الدمام على عاتقه لقاءً تأهيلياً وتوعوياً للمقبلين على التقاعد من منسوبي الشؤون الصحية وإدارة التربية والتعليم في المنطقة الشرقية. كانت هذه لفتة إنسانية من الجمعية لتأهيل المقبلين على التقاعد وإرشادهم بمناخ التحوُّل من العمل إلى التقاعد والإيجابيات التي يحققها المقبلون على التقاعد من خلال التحوُّل في نمط الحياة والاستفادة من أفكارهم وخبراتهم وتحسين أوضاعهم المعيشية. بمعنى آخر، تقول الجمعية: نحن نرفض التقاعد.
لم تتوقف أنشطة الجمعية عند هذا الحد، بل تمت استضافة استشاريين في الطب النفسي والوقاية من السكري والضغط وهشاشة العظام والاهتمام بالتغذية الصحية والرياضة، لتعريف المتقاعدين بأهمية المحافظة على صحتهم بعد التقاعد.
هذه هي بالمجمل بعض أنشطة جمعية المتقاعدين في الدمام التي ترفض التقاعد. تعمل دون كلل على تهيئة المتقاعدين للانتقال من مرحلة العمل إلى مرحلة الحياة الجديدة، مرحلة تتصف بالنضج وعمق التفكير والخبرة في نمط الحياة والتفرغ للعمل المتجدد والعطاء الإيجابي تجاه الفرد والأسرة والمجتمع.
أما الجندي المجهول الذي يساند كل هذه الأنشطة المبهرة الذي بدأت به هذا المقال، فهو عبد العزيز الغامدي مدير مكتب الجمعية. يعمل في صمت، ولكن إنجازاته بمساندة أعمال الجمعية تدوي بفخر واعتزاز.