هفوات النخبة الخليجية تثير الضجة ضد «أبو الملايين»
شهد مسلسل أبو الملايين جدلا عنيفا بين المشاهدين والمهتمين بالدراما خاصة الخليجية، وتضاربت الآراء حول هذه الفصلة الفنية من قبل عدد كبير من المشاهدين ما بين مؤيد ومعارض، وقد ظهر هذا جليا عقب عرض الحلقات الأولى منه، التي أثارت ضجة كبيرة لما تضمنته من مشاكل درامية داخل الأحداث تواجه بطلي العمل، وتنعكس على واقعنا الذي نعيشه.
وبحسب الآراء النقدية التي أثيرت حول مضمون أبو الملايين، فقد كان المشاهد يتوقع أن تكون حلقات بمستوى الأسماء الكبيرة التي شاركت في أدواره وما لهم من تأريخ جيد في صفحات الدراما الإقليمية والخليجية بل العربية بشكل عام.
ويركز معظم المنتقدين في توجيه أصوات الملاحظات على هذا البرنامج أنه من الغرابة ومع الأسف أن تمت المعالجة الفنية بشكل مقتضب وغير موضوعي ليس له علاقة بالمنهجية الفنية الإعلامية، على الرغم من أن هذا العمل يضم نخبة من نجوم الكوميديا على رأسهم الفنانون: السعودي ناصر القصبي والكويتي عبد الحسين عبد الرضا وأحمد العونان، حيث تواترت حوله الأقوال، وكان مثارا للنقد القاسي رغم المحاولات الحثيثة للقائمين عليه لإظهاره بشكل بسيط لمشاهديه في شهر رمضان، مستفيدين من كاريزمة نجميه أصحاب الكوميديا الخالصة، لكن وجود بعض الثغرات التي تخللت العمل هي التي جعلت منه مادة ثرية للنقد، ما دفع البعض إلى المسارعة بالكتابة في محاولة لسد تلك الثغرات، مقترحاً مزيدا من الحبكة الدرامية تتخللها الفكاهة الطبيعية بدلا من المصطنعة التي لاحظنا إصرار الممثلين على إقحامها بإفيهات لا تتماشى مع السياق الدرامي للعمل، لذلك وقع اللوم على المخرج والمؤلف وبطلي العمل بمعنى لم يسلم أحد منهم.
ومما زاد الأمر تعقيداً هو توقيت عرض العمل الفني الذي ارتبط عند كثير من المشاهدين وبالتحديد الخليجيين بالفترة الأكثر متابعة أي بعد الإفطار بقليل التي تبدأ فيها أولى الفقرات الرمضانية، فهل كانت تحتاج تلك الفترة المميزة لأكثر مما قدموه في العمل؟ نعم تحتاج إلى حبكة درامية أكثر، وتطوير في القصة وزيادة بعض الأحداث المشوقة لحصد أعلى نسبة مشاهدة على المستوى المحلي والعربي ممن يتابعن القصبي منذ سنوات في طاش ما طاش الشهير خليجيا وعربيا، واعتادوا على حلقات أكثر إتقانا وتشويقا، ولكننا في نفس الوقت لن نغفل النظر للجانب الإيجابي في العمل وكيفية مناقشته لبعض المشاكل حتى إن كانت بسيطة، فطرحها بطريقة هذلية على يد قطبي الكوميديا جعلها قابلة للحل، حقاً المسلسل تطرق للعديد من المشكلات الاجتماعية مثل علاقة وتأثير المال في تصرفات الأفراد في حياتهم الاجتماعية والسعي الدائم لتحقيق الثروات، ناهيك عن مصدرها، كذلك الهفوات الروتينية لبعض الأعمال كما جسدها دور الطبيب البيطري الذي يقوم به الفنان السعودي ناصر القصبي ومشكلة الأخطاء الطبية التي غالباً ما نسمع عنها كثيراً.