طوني خليفة يعشق الفرقعة الإعلامية

طوني خليفة يعشق الفرقعة الإعلامية

على الرغم من الاعتراض المُسبق على تدخل الإعلامي اللبناني طوني خليفة في شؤون مصر عن طريق برنامجه ''أجرأ الكلام'' وأخيرا برنامج ''آسفين يا ريس''، وهذا الاعتراض بسبب عدم إلمامه جيداً بعديد من الشؤون الداخلية لمصر، وربما يأتي بكلام لمجرد الفرقعة الإعلامية لا أكثر ولا أقل، ولكن في إحدى حلقات برنامجه ''آسفين يا ريس'' التي استضاف فيها النائبة السابقة في البرلمان عن حزب الحرية والعدالة عزة الجرف، كان الحديث مستفيضا وشمل جوانب عديدة، فيبدو أن طوني كان مستعدا لهذه الحلقة بالتحضير والدراسة الجيدة للضيفة، لهذا جادلها بلباقة واستحضر أمامها عديدا من النقاط التي كان لا بد من الحديث عنها، ومن ثَم النائبة السابقة أصبحت في موقف تحسد عليه، فهي تتحدث بثقة زائفة وترد أيضاً بالثقة نفسها وتأتي بمفردات سبق أن استهلكت من أفراد من الفصيل السياسي نفسه التابعة له من قبل، لهذا كانت الحلقة شدا وجذبا بين طرفي النقاش في المستوى نفسه تقريباً، ولكن ما أفاد المشاهدين هو طريقة طوني وما استفزهم هو طريقة الضيفة التي جلست وهى لا تُبالي بأحد، فقد أتت على كل الأسماء وتحدثت عن الجميع بطريقة سَافرة حتى عندما واجهتها ضيفة البرنامج من الطرف المعارض لها ردت عليها بطريقة فجة وتركت استديو التصوير غير مبالية بأحد، حينها أخفق طوني لأنه ترك الدفة لها ولم يُعيدها ليضبط ميزان البرنامج مرة أخرى وكأنه لا يريد أن تتغير وجهة نظرنا فيه، وهي الفرقعة الإعلامية كذلك، وفي حلقة أخرى من البرنامج نفسه استضاف طوني خليفة القيادي بجماعة الإخوان المسلمين الدكتور أحمد أبو بركة ''المحبوس حالياً على ذمة قضايا''، وكان الحديث فيه بعض التناقض من قِبل الضيف، عندما قال وصرح بأن قيادات الإخوان جميعهم موجودون في اعتصام ''رابعة والنهضة'' بصفة مستمرة، على الرغم من أنه لم يؤكد ذلك. فرد عليه طوني: ولكننا أتينا بك من البيت أنت وآخرين، فقال له كُنت موجود في رابعة ولكنني ذهبت للمنزل استعداداً للحلقة، فنحن لا نُضيع من بين أيدينا فرصة للظهور الإعلامي بعد غلق عديد من القنوات ذات الحيادية - على حد قوله. ولحظتها تمني المشاهدون لو أن الإعلامي طرح عليه سؤالا مستفسراً: هل هذه القنوات حيادية أم أنها تابعة لكم وتقدم ما ترغبون فيه من محتوي إعلامي يناسبكم أنتم؟ وهل نسيتم القنوات الفضائية الأخرى التي تتهمونها بالعمالة، التي اِحتضنتكم من قبل وقدمت لكم عديدا من الفرص لتتحدثوا وتوصلوا آراءكم للآخرين؟ ولكنه لم يتطرق لذلك وأضاع منه تلك الفرصة التي كنا سنتعرف من خلالها على رده فعله ورأيه فيما يحدث، خاصة أنه في تلك الأثناء كان هناك حصار لتلك القنوات داخل مدينة الإنتاج الإعلامي، ولكن طوني أضاع الفرصة ولا نعرف ما السبب في ذلك .. هل الضيف أملى عليه شروطاً مسبقة! حقاً الحوار أظهر لنا خبايا داخل الكلام كان الضيف يود أن يجعلها في الكتمان ولكن طوني خليفة تطرق لها ولكنه لم يتعمق أكثر، وربما لو فعل ذلك لكان يُحسب له هذا فهو محاور ممتاز ويأتي بضيوف من جميع الأطراف ليضع كل وجهات النظر أمام المشاهدين حتى يستطيع أن يخرج ما في جعبة ضيفه بسلاسة، ولكنني ما زلت عند اعتراضي على طوني خليفة لتدخل برنامجه الدائم في الشؤون الداخلية لمصر، وهذا نادر أو غير موجود أساساً لدى إعلاميي مصر الذين يديرون برامج مماثله في لبنان. والسؤال: هل الفضاء الإعلامي المفتوح هو الذي أعطي تلك الفرص القيمة لينطلق الكثيرون؟

الأكثر قراءة