«وجدة» سيجعل من هيفاء شخصية فنية مميزة

«وجدة» سيجعل من هيفاء شخصية فنية مميزة
«وجدة» سيجعل من هيفاء شخصية فنية مميزة
«وجدة» سيجعل من هيفاء شخصية فنية مميزة

كيف تقيّم محتوى الفيلم وما مناسبة مقابلة المخرجة السعودية هيفاء المنصور، التي كانت تدرس السينما في سيدني؟
الواقع أن هيفاء هي التي جاءت إلينا. فقد أرسلت رسالة إلكترونية وعرضت علينا المشروع. والواقع أنها اتصلت تقريباً بجميع شركات الإنتاج السينمائي في أوروبا، لكن كنا الجهة الوحيدة التي اهتمت بالموضوع.

هل كان من الصعب تصوير الفيلم في السعودية؟ لم يسبق أن تم تصوير أي فيلم طويل هناك، كما أن دور السينما ممنوعة، ثم تأتون بفيلم حول فتاة تريد التجول في الشوارع على ظهر دراجة؟
يمثل الفيلم وجهة نظر معقدة حول الحياة في السعودية. كان من المهم بالنسبة إلينا أن نبين طريقة حياة الناس هناك، والأمور التي تميز طريقة حياتهم. نحن لم ننتِج فيلماً يتحدث فقط حول هذا النوع من القضايا الاجتماعية التي تتحدث عن مجتمع محافظ جداً، وقد أدرك رومان بول وفريقه الإمكانات الكامنة في قصة هيفاء.
في البداية أرادت هيفاء تصوير الفيلم في الإمارات، لكننا سألناها إن كان من الممكن تصوير الفيلم في السعودية. وقالت: ''لا توجد هناك قوانين ضد ذلك''. ذهبنا إلى المملكة معاً وزرنا المنطقة الشرقية ومدينة الرياض، والتقينا بمنتج الفيلم عمرو القحطاني.
ليس صحيحاً أن القضايا الاجتماعية لا تناقَش في السعودية - وهذا موضوع يتطرق إليه الفيلم -، اعتدنا في الغرب أن ننظر إلى هذه البلدان كما لو أنها جامدة وتفتقر إلى الحركة الديناميكية. لكنها - خصوصاً السعودية - تتمتع بديناميكية فعلية حتى النخاع، حيث إنه ليس من السهل أن تركب الطائرة وتذهب إلى السعودية ببساطة، فإنك لا تحصل على أية انطباعات شخصية. والمقصود من الفيلم أن يغير هذه النظرة. في الوقت نفسه، الفيلم موجه إلى الجمهور السعودي، فقد سبق أن عرض في السفارتين الألمانية والأمريكية في الرياض، وهناك استطاع السعوديون كذلك مشاهدة الفيلم، وقد وافق على الفيلم من مكتب الرقابة السعودي وسيعرض في التلفزيون في السعودية.

#2#

كنتَ موجوداً في الموقع طوال مدة التصوير، ما انطباعك عن السعودية؟
قبل أن نذهب إلى السعودية، كنتُ إلى حد ما خائفاً من البلد، كنتُ أتصوره في ألوان بائسة إلى حد ما، لكن الناس كانوا سعداء للغاية وودودين ومنفتحين في أحاديثهم معنا، وهذا فاجأنا. هناك طيف سياسي كامل في السعودية من اليسار إلى اليمين، وقد التقينا أشخاصاً يحملون وجهات نظر مختلفة تماماً عن بعضها بعضاً.

تجري أحداث الفيلم في الرياض، ونحن لا نرى جزءاً كبيراً من المدينة في الفيلم، هل كانت نيتكم تصوير الأحياء المغلقة التي كانت تعيش فيها وجدة؟
لم نشعر بأن الأحياء كانت ضيقة ومزدحمة. أحداث الفلم تجري في أحد أحياء المدينة، حيث تعيش وجدة مع عائلتها، ثم تمضي في جولة في حي الديرة القديم في الرياض، حيث تذهب مع عبد الله، وقد سبق أن التقيا في أحد المجمعات التجارية، التي تلعب دوراً كبيراً في السعودية. إن مراكز التسوق تعتبر مصدر متعة كبيرة للسعوديين، على اعتبار أنه لا توجد دور للسينما أو مواقع كثيرة للمسارح والأوبرا أو أي شيء من هذا القبيل. بالنسبة لنا يُظهِر الفيلم جوانب مختلفة تماماً من الرياض.

حلم وجدة الكبير هو دراجة خضراء، يعتبر اللون الأخضر رمزاً للأمل، لكن كذلك لون العلم السعودي، هل هناك في رأيك دلالة لاختيار اللون الأخضر؟
لون الدراجة هو الأخضر، وهو رمز للأحلام التي يستطيع الإنسان تحقيقها – على الرغم من الضغوط المجتمعية – دون أن يسبب الأذى لأي شخص. تريد وجدة أن تحقق حلمها، وهي لا تتلقى مساندة من أحد، ولا تجد أمامها سوى المقاومة التي لا تتوقف، لكنها تظل محافظة على حلمها.

هل تذهب وجدة إلى مدرسة دينية أم إلى مدرسة للتعليم العام؟
إنها مدرسة عامة للفتيات، كما أن صف وجدة هو في مسابقة لحفظ القرآن. تستطيع أن تقارن ذلك بنادٍ في إحدى المدارس في بلادنا. ولديهم مسابقة خاصة يتم تصويرها في الفيلم.
فوجئتُ بمدى حماس وتشدد المعلمات وهنَّ يشجعن الطالبات على الالتزام بالتقاليد. كنتُ أظن أن الفتيات في مدارس الإناث يتمتعن بالحرية داخل المدرسة أكثر مما يفعلن خارجها.
الموضوع بالنسبة لأولئك النساء ليس نشر الإحساس بالتضامن بين النساء من أجل الوصول إلى حرية مفترضة أعلى ضمن المجتمع. بالنسبة لهؤلاء النسوة المهم أن تستمر التقاليد، وأن تستقر في وعي الفتيات الصغيرات وأن يعشن حياتهن وفقاً للقواعد المرعية. وقالت هيفاء المنصور إنها تهدي الفيلم إلى زميلاتها السابقات في المدرسة، وقد نشأت في بلدة صغيرة، كان لديها في المدرسة صديقات متطلعات يحملن أفكاراً ورغبات وأحلاماً غير عادية، لكن لم يكن لدى أي منهن العناد الذي كان لدى هيفاء، التي حققت حلمها بأن تصبح مخرجة سينمائية. أما بقية صديقاتها من الفتيات فقد وجدن مسارهن ضمن المجتمع التقليدي.

#3#

ما نوع التأثير الذي يمكن لامرأة مثل هيفاء المنصور أن تحققه في السعودية؟
السعودية هي مجتمع مغلق نسبياً، ومن المؤكد أن اسم هيفاء سيبرز هناك حين يطلَق الفيلم وتبدأ عروضه في دور السينما العالمية. إن هيفاء واحدة من أكثر الشخصيات الفنية تميزاً، وبطبيعة الحال فسيكون فيلمها مثيراً للجدل.

الأكثر قراءة