الكوبيون يتذكرون الكرتون الروسي بقمصان تي شيرت
بعد مرور أكثر من عقدين على اختفاء البرامج الكرتونية الغربية للأطفال، التي تعود إلى العهد السوفياتي، والتي اختفت من التلفزيون الكوبي نتيجة لسقوط الكتلة الشيوعية الشرقية، لا تزال هذه الرسوم تثير ذكريات الحنين إلى الماضي بالنسبة للكوبيين في متوسط العمر.
''الرسوم الكرتونية الروسية''، كما يميل الكوبيون إلى تسميتها – رغم أنها كانت من عدة بلدان مختلفة في الكتلة الشرقية – ألهمت ظهور شعارات على قمصان تي شيرت تحتفي بالبرامج القديمة مثل البرنامج السوفياتي ''ماشينكا والدب''، والبولندي ''لولِك وبولِك''، والبرنامج الهنغاري الناجح ''جوستافو''. بطبيعة الحال، هذا موضوع يتعلق بالأجيال، وكانت هذه البرامج تذاع في كوبا في الستينيات وحتى الثمانينيات.
يتذكر بعض الكوبيين الأكبر سناً شخصيات ديزني من قبل ثورة عام 1959، مثل ميكي ماوس والبطة دونالد، التي لم تحظَ بقبول الحكومة الكوبية في عصر الحرب الباردة، وهو أمر لا يدعو للاستغراب. كما أن أطفال اليوم لا يشاهدون برامج كرتونية كثيرة من كوبا، ويختار البعض برامج دولية. لكن بالنسبة للكوبيين في منتصف العمر، فإن أبطال طفولتهم جاؤوا من الدول الأعضاء في حلف وارسو. هذه الشخصيات التي تعود للعهد السوفياتي – إلى جانب برامج أخرى أنتجت في ألمانيا الشرقية أو هنغاريا – هي معالم رئيسية لا تزال تحتل مكاناً دافئاً في قلوب الكوبيين، الذين نشأوا في دولة كانت حليفاً بعيداً للاتحاد السوفياتي.
لكن على الرغم من جذورها الشيوعية، إلا أن انتعاش الاهتمام بهذه الشخصيات الكرتونية مدفوع بالطموحات التجارية.
وقال داروين فورنيس، الذي صمم قمصان تي شيرت ذات الألوان البراقة التي تصنع في معمل في مدينة هافانا القديمة، التي تعود إلى العصر الاستعماري: ''أدركتُ أن الناس مغرمون بذلك فعلاً''.
وقال في مقابلة مع وكالة الصحافة الفرنسية إنه على الرغم من الأوقات الاقتصادية العصيبة في كوبا ''إلا أن المبيعات كانت أفضل مما يمكن أن يتوقعه أي شخص''.
ويعتبر الكوبيون من الذين يقتدون دون كلل بآراء الخبراء والرواد، وقد أطلق فورنيس على شركته اسم ''تشاماكوفيتش''، الذي هو خليط من الكلمة الكوبية العامية التي تعني ''الطفل'' والكلمة التي تدل على أصل أوروبي شرقي وهي ''كوفيتش''.
وقال المصمم، البالغ من العمر 28 عاماً، والذي كان يرتدي أحد قمصانه باللون الأصفر وعليها شعار الذئب والأرنب من أحد البرامج، ومعنى الكلمات هو ''سأصفي حسابي معك، ثق من ذلك'': ''هذه الصور تعني الكثير بالنسبة لي، إنها تعيد لي طفولتي بقوة. هذا ما يحدث لكل من يعلق بهذه الذكريات''.
وأنتج في المرة الأولى تشغيلة تشتمل على 300 قميص وسُرَّ حين شاهدها تباع بسرعة – رغم أن دخل الكوبيين في المتوسط يعادل أقل من 20 دولاراً في الشهر.
وأضاف فورنيس: ''يرى الناس ما نعرضه، وأنا أبعثهم إلى مكان البيع التابع لنا في معرض الشارع''. انتشرت فكرته من الاهتمام الذي أبداه الناس حين شاهدوا شخصيات الكرتون على صفحته على فيسبوك.
واجتذبت تشاماكوفيتش قدراً من الاهتمام كان كافياً ليحرز الظهور في نشرة الأنباء الوطنية، التي لم يسبق لها قبل الآن التركيز الكبير على تطور الأعمال في السوق المحلية في كوبا، البلد الوحيد الخاضع لإدارة شيوعية في الأمريكتين.
بعض الكوبيين من كبار السن لم يسبق لهم قط أن اهتموا بالواردات المتطورة فنياً من العهد السوفياتي، وكان كثير من الآباء يطلقون النكات قائلين إن الأولاد الأشقياء يعاقبون بأن يُحكَم عليهم بمشاهدة هذه البرامج جزاءً لهم على سلوكهم الشقي.