أهمية الخيال العلمي

تؤكد الأبحاث العلمية الحديثة أن تقديم الخيال العلمي للطفل يساعد على وضع اللبنات الأولى للتفكير العلمي والعملي لديه، كما يساعد أيضاً على تنمية حبه للتعلم والمعرفة خاصة إذا ما تم استبدال القصص المبنية على الخرافة بتلك المبنية على أسس علمية منطقية. وأهمية كتب الخيال العلمي للأطفال أنها تقدم لهم الإثارة والمتعة وهما وسيلتان تربطان الأطفال بعملية القراءة، إضافة إلى أن هناك نوعيات جيدة من كتب الخيال العلمي تناسب الأطفال في سن التكوين أكثر من غيرها، مثل الكتب التي تمدهم بالجديد من المعلومات والاختراعات الحديثة، وتعد البديل المثالي لحكايات الجان والقصص الخرافية.
وفي بحث جديد أجري في "لندن" على مجموعة من الأطفال، انتهى الباحثون منه إلى أن مؤلفات الخيال تنمي الثقافة العلمية للطفل، وتوسع مداركه وخياله، وتدعم سلوك حل المشكلات عنده، مشيرين إلى أهمية دور مرحلة الطفولة في تكوين 80 في المائة من شخصية الإنسان، وإلى ضرورة تقديم الخيال العلمي المدعم بالقيم للأطفال يفيدهم كثيراً في نضج شخصياتهم.
ويشترط الباحثون توافر شروط معينة لدى مؤلفي قصص الخيال العلمي للأطفال، منها إطلاعهم على الثقافة بمختلف روافدها العملية والنفسية والاجتماعية، وقدرتهم على الإبداع المناسب لكل مرحلة عمرية، مع وعيهم بأهمية الصورة والشكل الإخراجي والطباعي.
لكن من المهم ألا يقدم للأطفال الخيال الخرافي الذي لا يستند إلى حقائق علمية أساسية، وحتى يتضح الفارق بين الخيال العلمي، والخيال الخرافي في أذهان الأطفال، ينبغي إنتاج أعمال تشرح النظريات الهندسية والعملية بصورة مبسطة لهم، إضافة إلى اهتمام الآباء والأمهات بمتابعة مواهب الطفل ومراعاة ميوله ومراحله العمرية عند اختيار قصص الخيال العملي لقراءتها.
من ناحية أخرى ينصح الخبراء بإعداد برامج لتوعية الأسر بترك الأطفال يلعبون بحرية وعدم وضع حد لإبداع الطفل، لأن الإبداع يبدأ بتوظيف شيء في غير وظيفته. وينصح الخبراء كذلك بإصدار كتيبات تحتوي على سير المخترعين والعلماء وتستعرض ما واجههم من صعاب وتمكنهم من التغلب عليها، وكل ذلك في صياغة بشوشة حتى يقبل على قراءتها الأطفال.
ومن الأشياء التي تجعل الطفل يميل إلى قراءة قصص الخيال العلمي معرفته بأن الحقيقة العلمية الخاصة ببصمة الصوت جاء ذكرها لأول مرة في قصة افتح يا سمسم في الأدب العربي، عندما استخدم علي بابا هاتين الكلمتين لفتح باب مغارته. وأيضاً الحقيقة العلمية المتعلقة بخاصية جذب المغناطيس للمسامير وقطع الحديد الأخرى، ذكرت قبل اكتشافها بكثير في قصة جبل المغناطيس الذي يتسبب في إغراق السفن بسحب المسامير منها والذي جاء ذكره في كتاب ألف ليلة وليلة.