ارتفاع أسعار تذاكر «حفلات العيد» في المدن السعودية

ارتفاع أسعار تذاكر «حفلات العيد» في المدن السعودية

شهدت العديد من المناطق في المملكة تحضيرات عدة لكي تتيح الفرصة للجميع أن يسعدوا ويقضوا أوقاتا ممتعة في ظل وجود خيارات كثيرة أمامهم ولأن الخروج والتنزه في العيد مطلب ضروري لكل أفراد الأسرة خصوصاً الأطفال وهو بالنسبة لهم فرحة خاصة يقومون فيه بطقوس وتحضيرات قبل أيام العيد بفترة طويلة، والكل يعلم ذلك فقد مروا بتلك المرحلة العمرية الجميلة، لذلك عندما يأتي العيد بأيامه الرائعة يقع علينا الدور لإسعاد أطفالنا وفي نفس الوقت لن ننسى أنفسنا فأحياناً كثيرة نشتاق لفترة متعة وراحة، ولأن الكثيرين من المسؤولين عن تنظيم فعاليات العيد يقدرون ذلك فهم يفعلون قصارى جهدهم لكي يقدموا كل ما يُدخل الفرحة والسرور على القلوب، ومن هنا تبدأ المنافسات بين بعضهم البعض لتقديم أفضل ما عندهم في فترات العيد لهذا وجدنا الكثير من العروض الترفيهية والحفلات الغنائية والمسرحيات الكوميدية التي تجذب الكبير والصغير ناهيك عن دور الملاهي التي تتفنن في تقديم الجديد من الفقرات حتى ترضي جميع الأذواق. هذا ما قدمته الهيئة العامة للسياحة في مناطق عديدة في المملكة فهناك أكثر من 35 فعالية نظمتها ما بين عروض مسرحية وفقرات ترفيهية وهناك الكثير من المتنزهات التي فتحت أبوابها لفترات طويلة لكي تستوعب الأعداد الغفيرة وكذلك المطاعم والمراكز والمجمعات التجارية والاحتفالات الشعبية وحقاً الكل تَبارى ليقدم أفضل ما عنده. وما يلفت الانتباه في تلك العروض تقديم الهدايا للأطفال بعد مسابقات تُنمي معلوماتهم ما أضفى الكثير من الفرحة عليهم في تلك الأيام. لذلك لابد لنا أن نقول إن المدن السعودية تفوقت في التحضير ونجحت بجدارة في تنظيم الكثير من الفعاليات التي نالت إعجاب الجمهور على مختلف مستوياتهم، وما لفت الانتباه أيضاً الإقبال الكبير على القرى التراثية التي تعد علامة مُميزة في المملكة والأهم هو اصطحاب الأطفال إلى تلك المناطق حتى يتعرفوا أكثر على تاريخهم الحافل والزاخر. ولو تحدثنا عن العاصمة الرياض وما قدمته من عروض في هذه الأيام سنجد الكثير فهناك قصر المصمك والمتحف الوطني اللذان تم افتتاحهما خلال إجازة العيد وهناك العديد من المتنزهات التي استقطبت أعدادا غفيرة وأهمها على الإطلاق حديقة مناخ الملك عبد العزيز التي تفتح أبوابها للزوار مجاناً ليس فقط في أيام الإجازات ولكنها هكذا طوال العام ولكن تختلف أيام الأعياد بتقديم الكثير من العروض داخل الحديقة ما يجعل لها طعما مختلفا، وفي هذا الإطار وجهت الهيئة العامة للسياحة الدعوة لكل من المواطنين والمقيمين على حد سواء للاستفادة من عروض عيد الأضحى السياحية التي تقدمها شركات السفر والسياحة تحت إشراف ورعاية الهيئة العامة التي قدمت عروضاً حظيت على رضا الزوار، وتهدف الهيئة من خلال تقديم تلك الفعاليات إلى الترويج للسياحة الداخلية في الإجازة وتسعى أيضا لتحفيز المواطنين والمقيمين على القيام برحلات داخلية سياحية والاستمتاع بجميع العروض المقدمة.
وفي المقابل هناك من فَضل السفر لقضاء أيام العيد خارج المملكة ومن أهم الوجهات كانت قطر ومدينة دبي ولكن وعلى حد قول الكثيرين واجهتهم صعوبات في حجز الفنادق وفي نفس الوقت بأسعار عالية مقارنة بنظيرتها داخل المملكة، لذلك من تَسنى له الخروج في العيد داخل مدن المملكة استمتع أكثر بكل ما تم تقديمه ولم يَتكبد تكلفة التذاكر، لأن الكثير منها كان بأسعار رمزية للجميع على سواء بل منها أيضاً المجاني وهذا ما جعلنا نتفهم الأمر على أن تلك العروض لا تهدف للربح ولكنها تريد فقط إضفاء السعادة على الجميع.
هذا عن السعودية أما عن مدينة دبي التي سجلت أيضاً زيادة في الأعداد المتوجهة إليها وذلك بسبب الخيارات المتنوعة التي طرحتها أمام الزوار والمواطنين والمقيمين. وأهم ما يجذبك فيما قدمته تلك الفرق الموسيقية العالمية والعروض المائية وحفلات الأطفال الغنائية التي تَميزت فيها هذا العام الطفلة البحرينية حلا الترك فقد قدمت عرضاً غنائياً مجانياً نال إعجاب الجميع. أيضاً وعلى سبيل المثال لاحظنا حضورا مكثفا لبعض خريجي برامج الهواة مثل الفلسطيني محمد عساف واللبناني زياد خوري والسورية فرح يوسف الذين قدموا حفلات غنائية ضمن فعاليات العيد في دبي، وهناك أيضاً العديد من الوجوه الغنائية المعروفة التي عادة ما تقدم حفلات غنائية في دبي ومنهم الفنان السعودي رابح صقر، وقد أعلنت الإدارات المسؤولة عن تقديم تلك العروض أن الكثير منها سيكون بأسعار رمزية أو بشكل مجاني مثل حفل فرقة كراميش التي قدمت عروضها في مول الإمارات، إضافة إلى العروض الموجهة للجاليات سواء العربية أو الهندية أو غيرها في الإمارات ما يدل على تعايش الثقافات المختلفة. وأهم ما قدمه المسؤولين لتنشيط السياحة الداخلية هناك هو تقديم عروض العيد مبكراً قبل أيام الإجازات واستضافت نجوماً عرب وعالميين لإحياء الحفلات وسهرات الطرب. وقد أعلنت هيئة دبي للثقافة والفنون عن إطلاق مجموعة من الفعاليات التراثية والثقافية والترفيهية للتعريف بالتراث والواقع الإماراتي التي لاقت إعجاب الكثيرين.
ولكن كانت هناك بعض التعليقات حول ارتفاع الأسعار على عكس ما قيل عن الأسعار الرمزية، وتراوحت الأسعار أحياناً ما بين ألف وثلاثة آلاف درهم للحفلات والسهرات الفنية على الرغم من عدم شهرة صاحبها المطلقة، وسواء نجحت تلك الحفلات والفعاليات أم لم تنل الرضا، فيكفي شرف المحاولة من الجميع للخروج بأيام رائعة ترضي جميع الأذواق. ولكن يبقى السؤال: هل ركز القائمون بأمر الفعاليات على الربح أم أن هناك خيطا رفيعا بين هذا وذاك يهدف في النهاية إلى إسعاد الجميع في تلك الأيام؟

الأكثر قراءة