السعوديون يخططون لتحسين جودة محتوى «يوتيوب»
انتشرت في الفترة الأخيرة دورات تدريبية على صناعة الأفلام وإخراجها لا من أجل المشاركة في المهرجانات الدولية، بل للدعم والمشاركة في صناعة محتوى الإعلام الجديد.
وطبقا لإحصائيات رسمية بأنه على الرغم من أن عمر ''يوتيوب'' لم يتجاوز ثماني سنوات، إلا أنه نجح في استقطاب السعوديين ليحتلوا المركز الأول بنسبة المشاهدات بنحو 90 مليون مشاهد، حيث تفوقت السعودية على أمريكا في عدد المشاهدات للشخص الواحد، والملاحظ أن الشباب السعودي لا يرغب بالاكتفاء بالمشاهدة فقط خاصة أن السعودية تحتل المرتبة الأولى في انتشار الهواتف الذكية، وتشكل نسبة الشباب فيها 70 في المائة، وهو ما كان دافعا للشباب بخوض مجال الإعلام الجديد وتقديم ورش عمل متخصصة بالمحتوى وطريقة تحسين جودة الصور ومحتواها.
ويقول عوض الهمزاني أستاذ مادة التصوير الصحافي في كلية الدعوة والإعلام في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، و مخرج فيلم ''فوتون'' الحائز على المركز الثاني في مهرجان أبوظبي السينمائي إن صناعة السيناريو أهم خطوة لإنتاج فيلم على ''يوتيوب''، فعلى من يرغب في إنتاج فيلم على ''يوتيوب'' فيجب أن يعيش الحدث وهو يكتبه وألا يكتب إلا ما يراه.
وبين الهمزاني أن الصوت يعتبر عاملا مهما في نجاح أي تسجيل مرئي مؤكدا أن 90 في المائة من الأفلام السعودية لديها مشكلات في الصوت، وهو ما يتطلب التنويه عليه لنستطيع إنتاج محتوى يتميز بتوازن الإحساس بين الصورة والصوت لدى المتلقي. وأكد أن عامل الصورة مكمل للصوت، فلا ينبغي التركيز على الصورة فقط كما يحدث في غالبية المحتوى السعودي في ''يوتيوب''.
من جهته يؤكد سلطان الفقير رائد أعمال سعودي ومؤسس وكالة سعودي كاستينج أن أهم عامل لنجاح الفيديو الذي تضعه على ''يوتيوب'' المهارة هو التمثيل، فعلى من يرغب في تحقيق جماهيرية في عالم ''يوتيوب'' فيجب أن يتمتع بخيال واسع، ويصنع عالما افتراضيا خاصا به، موضحا أنه من الضروري أن تتلبس الشخصية بالفرد ليتمكن من إعطاء الأساس الذي يقنع المشاهد، مشددا على أن علاقة الشخص بالشخصية التي يتقمصها يجب أن تستمر فترة من الزمن خلال فترة عملها في المنتج المرئي حتى خارج أوقات التصوير لتتمكن من تطويرها والإبداع فيها.
من جهته نصح عبد الله الغدواني متخصص في التسويق الإلكتروني بأن نجاح الفيديو على ''يوتيوب'' يعتمد على طريقة تسويق فليمك من خلاله، وتسويق المحتوى وكيفية بثه لمن يستفيد منه، وأشار أن ''يوتيوب'' النافذة الإلكترونية السريعة التي نجحت في إيصال أفكار من خلال أفلام قصيرة أثرت في المشاهدين، مبينا أن على من يصنع أفلاما في ''يوتيوب'' يجب أن يطلع على المواقع التي تقدم إحصائيات بعدد مشاهدين الفيلم والوسيلة التي تمت مشاهدته عليها, خاصة أن مستخدمي الإنترنت يصنفون إلى ثلاثة أجهزة من حيث مشاهدة الأفلام، حيث تحتل الهواتف الذكية النسبة الأكبر بمشاهدة ''يوتيوب'' بنسبة 48 في المائة يليها اللاب توب بنسبة 44 في المائة والتابلت بنسبة 8 في المائة.
يذكر أن عدد المشاهدين يصل إلى أربعة مليارات مشاهد يوميا، وفي كل دقيقة يتم تحميل 60 ساعة من مقاطع الفيديو. وأن عدد المشاهدات على الموقع نما بنسبة 50 في المائة عن العام الماضي، والسعودية هي الأولى عربيا تليها مصر والإمارات والمغرب.